وبمعزل عن الهدف السياسي الذي أرادت الجريمة إنجازه عبر صناعة مذبحة حكومية؛ فإن استهداف منشأة حيوية تمثل شريان حياة رئيسي لمئات آلاف اليمنيين في الشمال والجنوب، هو عمل حقير ومتوحش.
إن كان الحوثيون فعلوها، وهو المنطقي بما أنهم الطرف المقابل في هذه الحرب، فإنهم يقدمون دليلاً آخر على أن لا فرق بين توحشهم وتوحش كل جماعات الإرهاب، ولا فرق أيضا بين انحطاط جريمتهم هذه وجريمة قصف الصالة الكبرى مثلاً.
لا تبرر أي حرب استهداف المنشآت المدنية، مابالك حين تكون المنشأة نافذة شبه وحيدة على العالم ثلاثي مليون يمني.
وما بالك إن كانت مكتظة بالأطفال والنساء والأمراض والعجزة (26 شهيدا وعشرات الجرحى).
وإن لم يكونوا هم فإن المسألة تغدو أخطر: هل وصل الشرخ بين طرفي اتفاق الرياض درجةً لا يبالون معها باستهداف أنفسهم بأنفسهم؟ عبر استهداف الحكومة المشكلة منهما سوياً؟
ما الذي سيفعلونه بغيرهم إذاً؟
وإن يكن طرفاً ثالثاً (كالقاعدة أوغيرها) فالأمر مخيف.
فوجود طرف خفي بهذه القوة داخل عدن يعني أن كل آمال من أملوا خيرا في اتفاق الرياض وإنهاء الصراع وعودة الحكومة؛ ذهبت أدراج الريح، حيث الواقع محكوم بقوى فتاكة على الأرض ليس بينها الحكومة ولا أطرافها.
لن يطول الوقت بانتظار الحقيقة، التقنيات الفضائية الحديثة، المتوفرة الآن حتى لدى منظمات إنسانية كبيرة، قادرة على تحديد مصدر القصف، إن كانت صواريخ، ومن أين ومتى انطلقت بالضبط؟
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك