شهد الأسبوع الأخير ارتفاعاً في حدة المواجهات بين القوات الجنوبية والقوات القادمة من مأرب وبقية محافظات الشمال و التي تدعي أنها “شرعية”.
ومثَّل الهجوم على موقع القوات الجنوبية في الطرية شمال شرقي مدينة زنجبار، ذروة تلك المواجهة حيث قامت القوات “اللاشرعية” بخرق واضح لوقف إطلاق النار الذي جرى تحت إشراف ورعاية قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وقد نجم عن هذا الهجوم الغادر سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين ، لكن القوات الجنوبية أفشلت كل محاولات التقدم التي تسعى قوات الأشقاء الشماليين لتحقيقها ضدا على كل التوافقات والاتفاقات وفي مقدمتها اتفاق الرياض وآلية التسريع المتعارف عليها.
الحنث بالعهود ومخالفة الوعود وخرق الاتفاقات الموقعة ديدنٌ معروف للقيادات المتحكمة في صناعة القرار من الأشقاء في (الشرعية) وهذه ليست المرة الأولى التي يخالفون فيها ما يتعهدون به.
وقد قرأت تلفيقات واتهامات للطرف الجنوبي بأنه من بدأ بخرق وقف إطلاق النار، لكن موقعا من مواقع الإخوان تحدث بتفاخر عن مفاجأة قوات (الجيش الوطني) لما أسماها (مليشيات الانتقالي المدعوم إماراتيا) وإلحاق (شر هزيمة) بها وهو ما يفضح أكذوبة أن القوات الجنوبية هي من بدأ بالتصعيد.
ليس هذا هو المهم، فـ”خاطفو الشرعية” يفعلون الفضيحة وينسبونها لخصومهم، ويرتكبون الموبقة ثم يلفقونها للضحية، كما هو مألوف عنهم، لكن المهم هو لماذا هذا التصعيد وفي هذه اللحظة بالذات؟
إنهم بدأوا يشعرون باقتراب موعد تنفيذ الشق الأهم من اتفاق الرياض، وهو تشكيل الحكومة المتعارف عليها بحكومة “المناصفة” وهو ما لا يرغبون في الوصول إليه ولو كلفهم ذلك ارتكاب كل الجرائم التي لم يرتكبوها بعد ( إن بقيت جرائم لم يرتكبوها).
وفي هذا السياق يأتي التصعيد في أبين متزامنا مع استمرار حشد (الحشد الشعبي) باتجاه التربة على طريق الصبيحة وتصعيد جماعة الحوثي شمالي الضالع وكرش والازارق، وهي جهود متظافرة بين الإخوان في الشرعية وجماعة الحوثي للحيلولة دون تنفيذ اتفاق الرياض.
من المؤكد أن هذه المغامرات الصبيانية، التي يرتكبها كهول وعجزة (الشرعية) تكلف الجميع كثيرا لكن مشكلة هؤلاء الخرفين والمراهقين على السواء أنهم لا يأبهون للكلفة الوطنية لمغامراتهم ولا يضعون قيمة للأرواح التي تزهق بما في ذلك من القوات المحسوبة عليهم، كما لم يتعلموا دروسا من خيباتهم السابقة، ولا تهمهم قضية حماية المدنيين وتفعيل الخدمات الأساسية لتخفيف العبئ على المواطنين من المعانيات التي بلغت ذروتها ، لا بل إنهم يواصلون حرب الخدمات على محافظات الجنوب لغرض فرض شروطهم وتركيع أبناء الجنوب للقبول بمخططهم.
سيخيبون كما خابت كل محاولاتهم السابقة، لكن يبقى السؤال أمام الأشقاء في التحالف العربي: حتى متى تطلقون أيدي هذه العصابات التي تتزود بمالكم وتتسلح سلاحكم وتستمتع بكرم ضيافتكم وحسن استقبالكم، وهي تخدم أجندات أعدائكم؟
أيها الأشقاء الكرام:
برهنوا فعلا أنكم تواجهون المتمردين الذين يسعون لتقويض ما تعهدتم به في اتفاق الرياض ولا تدفعوا الشعب الجنوبي إلى خيارات أخرى هو يمتلكها للتصدي لمن يهددون سيادة أرضه وحيوات أبنائه، لكنه يدخرها حرصا على نجاحكم في مهمتكم؟
إن فشل اتفاق الرياض هو فشل لكم أيها الأشقاء، وها نحن على مشارف الفشل، فهل تنتظرون بيان نعي الاتفاق لتدركوا أنكم ومع هذه العصابات المتذاكية إنما تحرثون في بحر لا قاع له ولا قرار؟
الرحمة لشهداء معركة الطرية وكل شهداء الحق الجنوبي
والشفاء للجرحى
ولا نامت أعين الجبناء وأساطين الغدر والخداع.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك