صحيفة سعودية تحسم الجدل وتكشف لغز وصول سفير ايران الى صنعاء
قبائل اليمن / عدن
أثارت إيران استياء كبيرا في الشارع اليمني بعدما أقدمت على تعيين ضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني سفيرا لها لدى ميليشيات الحوثي الإرهابية، ومن جانبها دعت الحكومة الشرعية اليمنية مجلس الأمن للرد على هذه الخطوة واعتبرتها عدائية.
وكشفت مصادر أن السفير الجديد لإيران لدى الحوثيين حسن إيرلو جرى تهريبه إلى صنعاء ضمن صفقة الجرحى والأسرى الأخيرة في طائرة للأمم المتحدة، ولم يتقلد أي منصب دبلوماسي من قبل، كما أنه شقيق أحد أبرز قادة الحرس الثوري الذين لقوا مصرعهم في الحرب العراقية الإيرانية.. طبقا لـ(العربية).
وجاء إعلان طهران أمس الأول في تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، نقلتها عنه وكالة أنباء (فارس) قال فيها «إن السفير الإيراني الجديد في اليمن حسن إیرلو وصل إلى صنعاء»، ووصفه بأنه (سفير فوق العادة ومطلق الصلاحية)، وأشار إلى أن إيرلو الذي سيدير اللعبة من الانقلايين في صنعاء سيقدم قريبا نسخة من أوراق اعتماده لوزير خارجية الانقلاب الحوثي هشام شرف، كما سيقدم أوراق اعتماده لرئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط.
كيف هربوه؟
وفيما تكشف إيران عن الطريقة التي وصل بها إيرلو إلى صنعاء وكيفية تهريبه إلى اليمن، أفادت مصادر مطلعة في العاصمة بأنه وصل على متن طائرة نقلت الأربعاء الماضي 283 جريحا حوثيا كانوا يتلقون العلاج، ضمن صفقة مع واشنطن أفرجت الميليشيات بموجبها عن معتقلين اثنين يحملان الجنسية الأمريكية، كما أفرجت عن رفات ثالث، وأكدت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن آخرين من عناصرها لم تحدد عددهم غادروا أيضا صنعاء إلى مسقط لتلقي العلاج.
وأعاد تهريب السفير الإيراني عبر طائرة تنقل الجرحى والمصابين اتهامات سابقة لناشطين يمنيين للأمم المتحدة وطائراتها بتسهيل وصول القادة والخبراء الإيرانيين إلى اليمن للمساعدة في تثبيت حكم الانقلاب والإسناد العسكري، ونقل تقنيات تصنيع المتفجرات والتدريب على تجميع قطع الصواريخ والطائرات المسيرة المهربة.
حاكم عسكري
ووصفت الحكومة اليمنية تعيين إيران سفيرا جديدا لها في العاصمة اليمنية المسيطر عليها من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية (بأنه تعيين حاكم عسكري إيراني على صنعاء).
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، عبر سلسلة تغريدات له على (تويتر)، «إن إرسال طهران أحد ضباط قاسم سليماني، إضافة لتصريحاتها الأخيرة عن نوايا لبيع السلاح للحوثيين، يكشف معالم المرحلة المقبلة، وامتداد العدوان الإيراني، الذي يواصل قتل اليمنيين والتنكيل بهم منذ خمسة أعوام».
وأضاف الإرياني «إن إعلان نظام الملالي في إيران تعيين سفير جديد لدى ميليشيات الحوثي لن يضيف جديدا يذكر في العلاقة بين الطرفين أو مجريات المعركة سوى التأكيد الإيراني على المسؤولية والرعاية الكاملة للانقلاب الحوثي، والوصاية على قرار الميليشيات السياسي والعسكري، وانتداب حاكم عسكري إيراني لصنعاء».
وأكد قائلا «بحسب المعلومات المتوفرة فإن المدعو حسن إيرلو هو مرشد ديني كبير، وقائد التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات في العام 1999، ومسؤول عن تدريب عدد من النشطاء الإرهابيين والعناصر التابعة لحزب الله اللبناني في معسكر يهونار الواقع في مدينة خرج شمالي طهران».
اتهام الأمم المتحدة
وتحاشت طهران الاعتراف الرسمي المباشر بالجماعة الحوثية طيلة السنوات الماضية قبل أن تقوم الجماعة في أغسطس 2019 بتعيين القيادي المقرب من زعيم الجماعة إبراهيم الديلمي سفيرا مزعوما لها في طهران، وتقوم الأخيرة بالاعتراف به وتسليمه مقرات السفارة اليمنية.
ويتهم ناشطون يمنيون الأمم المتحدة وطائراتها بتسهيل وصول القادة والخبراء الإيرانيين إلى اليمن للمساعدة في تثبيت حكم الانقلاب والإسناد العسكري ونقل تقنيات تصنيع المتفجرات والتدريب على تجميع قطع الصواريخ والطائرات المسيرة المهربة.
يشار إلى أن الحكومة اليمنية كانت طلبت من مجلس الأمن الدولي إدانة تصرف النظام الإيراني على خلفية قيامه بالاعتراف بحكومة الانقلابيين الحوثيين وتسليم السفارة اليمنية في طهران وبقية المقرات الدبلوماسية إلى الجماعة الحوثية.
انتهاكات السيادة
وقبل أيام كانت وسائل إعلام حوثية أفادت بأن طائرة أممية نقلت القيادي عبدالله صبري إلى دمشق بعد أن عينته الجماعة سفيرا لها لدى النظام السوري، خلفا للسفير السابق نائف القانص، كما ذكرت هذه الوسائل أن الجماعة ستعين القيادي والمنظر الموالي لها عبدالملك العجري ممثلا لها في الدوحة، ويقول الناشطون اليمنيون «إن على الحكومة الشرعية الرد على الخطوة الإيرانية التي رأوا فيها انتهاكا للسيادة وإصرارا من قبل طهران على إطالة أمد الحرب وانتهاك القوانين والقرارات الدولية».
وكان اليمن قطع علاقته الدبلوماسية مع طهران بتاريخ 2 أكتوبر 2015 وطالب النظام الإيراني، بمراعاة أحكام المادة 45 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961، وحماية مقر البعثة الدبلوماسية للجمهورية اليمنية بطهران وأموالها ومحفوظاتها.
من هو إيرلو؟
لم يتقلد أي منصب دبلوماسي من قبل ضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني
شقيق حسين إيرلو أحد أبرز قادة الحرس الثوري الذين لقوا مصرعهم في الحرب العراقية الإيرانية
يعتبر مرشدا إيرانيا ومدربا كبيرا على الأسلحة المضادة للطيران
قاد التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات في معسكرات تدريبية لتأهيل وتدريب عناصر حزب الله اللبناني عام 1999
يرجح أن يكون عميلا استخباراتيا لنظام الملالي.