الصحفيون المفرج عنهم من سجون المليشيات يروون شهاداتهم عن التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له
قبائل اليمن / مأرب
نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين بالتعاون مع المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين صدى، اليوم جلسة استماع لخمسة من الصحفيين المفرج عنهم من سجون مليشيات الحوثي بعد خمس سنوات من الاختطاف وذلك ضمن صفقة تبادل الأسرى التي جرت بين الحكومة والحوثيين منتصف شهر اكتوبر الماضي.
وروى الصحفيون خلال جلسة الاستماع نماذج للتعذيب التي تعرضوا لهت داخل المعتقلات بداية من الترهيب والتهديد بالقتل والتصفية، ووضعهم في مخازن الاسلحة ليكونوا ضمن أهداف قصف الطيران ، وصولا إلى الحرمان من النوم والأكل والشرب وإعطائهم بقايا الطعام الذي تعافه الحيوانات والمياه الملوثة، والحرمان من العلاج وإعطاءهم عقارات لا تناسب الامراض التي يعانونها، تتسبب في تشنجهم وانهيارهم.
وكشفوا عن صورا من التعذيب الجسدي الذي تعرضوا له توزع بين التعليق لفترات طويلة، والضرب بالعصي واللكم والركل والإهانة أثناء جلسات التحقيق التي تستمر لساعات وبشكل شبه يومي خاصة خلال السنة الأولى من الإختطاف .. مشيرين إلى عمليات الضرب تتركز على الرأس والعمود الفقري والكلى والقفص الصدري والبطن والمفاصل وعظام الأيدي والأرجل بهدف إعاقتهم.
وأكد الصحفيون أن مليشيات الحوثي لم تكتف بالتعذيب الجسدي ، بل مارست تعذيبا نفسيا ممنهجا جعلتهم يعيشون حالة الرعب والخوف طوال فترة الاختطاف التي وصلت قرابة ألفي يوم، تنقلوا خلالها بين 27 سجنا ومعتقلا ، ومن تلك الصور السجن الانفرادي ومايعرف بـ (الضغاطة)، وتعمد الإهانة والإذلال وامتهان الكرامة، فضلا عن ممارسة التعذيب النفسي لأهاليهم من خلال نقل أخبار مزعجة لهم عن وضعهم في المعتقلات، وكذلك نقل أخبار مزعجة عن أهالي المختطفين إلى الصحفيين.
ومن صنوف التعذيب النفسي التي رواها الصحفيون، قيام مليشيات الحوثي بوضعهم في غرف مظلمة تماما لا يصل إليها أية إضاءة لا ليلا ولا نهارا، وتركهم لأيام وأسابيع في تلك الغرف، فضلاً عن وضعهم في زنازين ضيقة لا تتسع لنصف العدد الموجود فيها، وعزلهم لفترات طويلة في بدرومات تفيض فيها مياه الصرف الصحي وتفتقر لأدنى معايير الإنسانية
وكل ذلك وفق تأكيدهم بهدف جعلهم نموذجا لبقية العاملين في حقل الصحافة والإعلام بأنهم سيكونوا عرضة لنفس المصير، في حال نقلوا حقيقة المليشيات الإرهابية وانتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب اليمني.
الصحفيون وجهوا خلال جلسة الاستماع مناشدة للعالم أجمع بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة بقية الصحفيين الذين لايزالون قابعين في سجون المليشيات باتت حياتهم معرضة للخطر جراء تفاقم معاناتهم وتردي وضعهم الصحي، ومنهم الصحفي توفيق المنصوري الذي بدت عليه أعراض الفشل الكلوي في ظل رفض المليشيات نقله للعلاج أو تقديم الرعاية الصحية له ولبقية الزملاء الصحفيين.
من جهتهم أكد منظمو جلسة الإستماع أن سبب تأخر عقد الجلسة لأكثر من شهر ونصف هو الوضع الصحي الذي يعيشه الصحفيون والذي تسبب في تأجيلها لأكثر من مرة، حتى يتمكن الصحفيون الإدلاء بشهاداتهم لوسائل الإعلام، بما تعرضوا له خلال فترة الاختطاف.
وكان رئيس لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي الذي ألقى كلمة عبر تطبيق الزوم، وكذا مدير المنظمة اليمنية للإعلاميين اليمنيين صدی يوسف حازب قد طالبا في كلمتيهما الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل للإفراج عن بقية الصحفيين في معتقلات المليشيات الحوثية، وتقديم الرعاية الصحية لهم.
وجدد الأسيدي وحازب رفضهم للأحكام التعسفية التي أصدرتها مليشيات الحوثي بحق الصحفيين المختطفين، وما يتعرضون له من انتهاكات فاقمت معاناتهم ووضعهم البائس داخل معتقلات المليشيات ..
مطالبين في ذات السياق بسرعة نقل الصحفيين المفرج عنهم إلى الخارج لتلقي الرعاية الصحية اللازمة بعد أن تسبب التعذيب خلال فترة الاختطاف في تردي وضعهم الصحي يوما بعد يوم.
وفي ختام الجلسة تم تكريم الصحفيين المفرج عنهم بدروع الحرية من نقابة الصحفيين ومنظمة صدی، تقديرا لنضالهم الكبير وصمودهم الشجاع طيلة سنوات اختطافهم.