كانت البداية منذ 2015م عندما هزم الجنوبيون المشروع الانقلابي ودحروا قواته كثيفة العدد عالية الخبرة متضخمة العتاد إلى ما وراء حدود مايو 1990م، وحينها قالوا إن المقاومة الجنوبية هي مجموعة من عملاء إيران، وإن من هزم التحالف الانقلابي هم أنصار إيران وعملاؤها، ونسوا أن القوات المهزومة هي أنصار وعملاء إيران.
يومها قلنا لهم: كونوا عملاء لإيران مثلنا، وحرروا أهلكم وقراكم ودياركم من أتباع المشروع الإيراني.
ثم نقلوا الكرة إلى الإمارات، وكانت الحملة على أوجها ولم تكن سوى استحضار لثأر تاريخي يعلمه الجميع بدأ حينما حاولت الجماعة تدبير انقلاب على نظام الدولة في الإمارات وتحويلها إلى إمارة من إمارات المرشد، وتصوروا أنه قد آن أوان الأخذ بالثأر.
ومنذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017م الذي قالوا إنه “ولد ميتاً”، لم يتوقف الحديث عن “جماعة شيطانية” تعمل لصالح “المخطط الإماراتي” الذي يستهدف البسط على الجزر والموانئ ومصادر الذهب والألماز الجنوبية، وصاروا لا يذكرون اسم المجلس الانتقالي إلا ويضيفون “المدعوم إماراتيا” ونسوا أو تعمدوا تجاهل حقيقة أنهم مدعومون إماراتيا وسعوديا وتركيا وقطريا، ولم يغبطهم أحد على هذه الغنائم التي يودعونها في بنوك أوروبا وتركيا من وراء تجارتهم بدماء وأرواح الناس.
خلال أسبوع ومنذ صدور بيان التحالف العربي القاضي بالإسراع بتنفيذ اتفاق الرياض وقيام حكومة المناصفة بمشاركة المجلس الانتقالي تلقيت عشرات الأفلام المصورة والحوارات مع (خبراء دوليين) بعضهم لا تدري من أين يتحدث ولا ما هي صفته، ورسائل من داخل سقطرى وبرامج تلفيزيونية لا تدري من أين تبث، كلها تقول أن الإمارات تسيطر على سقطرى وأنها تمنح الجنسية لأبنائها وأنها ستطرد من الجزيرة من لا يقبل بالجنسية الإماراتية، وأنها أضافت الجزيرة ضمن مقرر الجغرافيا والتاريخ إلى أراضي الإمارات، وكل ما شابه ذلك من سوق البضائع الكاسدة وسلع الـ(second hand) المضروبة.
قناة الجزيرة لن تكف عن تقديم خدماتها لهؤلاء، وتسخير كل خبراتها وإمكانياتها العملاقة، لتصوير الكذب على إنه حقيقة وصناعة السيناريوهات المفتلعة، واستدعاء خبراء (دوليين) ولو كانوا وهميين، وتقديم وثائق مزورة لـ”محللين سياسيين” لا تدري من أين أتوا، وبرلمانيين أوروبيين لا يختلفون عن برلمانيي اليمن إلا بأنهم لا يمضغون القات ولا يصطحبون معهم كتائب المرافقين المسلحين، ليطلوا من على القنوات الفضائية أو عبر خدمة “يوتيوب” ويكرروا ما طلبته منهم هذه القناة، وتتلقف الجماعة هذا ليسوقوه للبسطاء من أتباعهم على إنه الحقيقة المطلقة.. ومن يستطيع دحض هذه (الحقيقة) طالما قال بها شخص يستطيع أن يقول (This is) أو (C’est) ؟!!
خففوا الحملة على الانتقالي، ولم يوقفوها، بعد أن غدا شريكا في الحكومة، لكنهم ضاعفوا حصة الإمارات من حملاتهم التي لم تتوقف.
وباختصار هم لن يتوقفوا عن تسويق الأكاذيب وإعادة تدويرها واستنساخ وتحوير الادعاءات المكررة على دولة الإمارات طالما ساهمت في دعم الشعب الجنوبي على حرمانهم من السيطرة على أراضيه ومصادر ثرواته وجزره وموانئه، فكلما سقطت من أيديهم مدينة أو قرية أو فقدوا الهيمنة على جزيرة أو ميناء كلما هرعوا إلى الولولة: لقد احتلتها الإمارات!! وما الساحل الغربي عنا ببعيد.!
وباختصار كل بقعة في البلد هي “محتلة ومستعمرة إمارتية” ما لم تكن تحت قبضتهم!
ورحم الله أبا الطيب المتنبي الذي قال:
وإذا أتتك مذمَّتي من ناقصٍ
فهي الشهادةُ لي بأني كاملُ
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك