مداهمات وأختطاف وأخذ رهائن.. المليشيات تكافئ مجنديها بمزيد من الجرائم (تقرير)
استدرجت مليشيات الحوثي العديد من شباب وأطفال المناطق الخاضعة تحت سيطرتها في محافظة تعز للدفع بهم إلى جبهات القتال من أجل تمرير مشاريعها العبثية وفقا للمخططات الإيرانية في المنطقة.
واستخدمت القيادات الحوثية و مشرفي المربعات والجبهات طرق عدة للدفع بهم إلى محارق الموت من بينها مداهمة منازل في صبر و شرعب و دمنة خدير واجبارهم على التجنيد الإلزامي في صفوفها.
لكن قلق مليشيات الحوثي من إمكانية فرارهم من الجبهات دفعها إلى إتخاذ عددا من الإجراءات لضمان بقائهم في صفوفها.
ففي مطلع العام الجاري تعرضت مديريات صبر و شرعب و دمنة خدير لمداهمات مسلحة من قبل مشرفي مليشيات الحوثي وقاموا بتنفيذ عمليات إختطاف لأقارب مجندين في صفوفها ومشاركين في جبهات القتال واحتجزتهم كرهائن، خشية فرار مقاتليها من الجبهات، نتيجة للتعسفات وعمليات القمع التي يتعرضون لها من قبل المشرفين.
شهود عيان أكدوا إن عشرات المدرعات اقتحمت عدد من المنازل بقرى مديرية صبر بما فيهن منزل عضو البرلمان، عبدالوهاب محمود واخذوا رهائن من كبار إبناء صبر التابعه لمحافظة تعز، بالإضافة لاختطاف أقارب مجندين في صفوف المليشيات، من شوارع العاصمة صنعاء و ذمار ونقاط التفتيش التابعة لها، لضمان إستمرار أقاربهم في جبهات نهم والجوف والساحل الغربي. كما تفرض مليشيات الحوثي قيودا صارمة على من يقاتلون في صفوفها وتمنع عنهم أخذ الإجازات حتى لا يجدون فرصة للفرار. تقول أم أحد ضحايا التجنيد الملشاوي لمنبر المقاومة، مضت ثلاثة أعوام ولم أرى وجه ولدي، سوى صوته الذي يصل عبر الهاتف رأس كل شهر أو شهرين.
تضيف أن إبنها وعدها قبل عام بزيارتها لكنه لم يأتي وتتسائل الم يكفي المليشيات انها أخذته للقتال معها عنوة واستدرجوه ليقاتل ويصبح مجرما في صفوفهم، بل اختطفوا أخاه الأصغر مطلع العام الجاري بدون سبب.
ووفقاً لشكاوي أهالي وأسر مجندي الحوثي, يتجاوز عدد المفقودين والمنقطعة اخبارهم عن أسرهم أكثر من750 فرد في ثلاث محافظات هي أب وتعز والضالع إضافة ل 56 فرد لم تصل إلى اهاليهم سوى صور ملونه دون جسد، و 150 مجند من مختلف مدريات تعز تم الزج بهم في سجون المليشيات وقد أصيب معظمهم بحالة نفسية سيئة نتيجة ما يتعرضون له في ضغوطات نفسية في سجون الملشيا.
ونتيجة عجز المليشيات عن توفير الرعاية لجرحاها فإنها تلجأ إلى تصفيتهم خصوصا ممن يصابون بأمراض مختلفه منها الغرغرينة و الكولير والأمراض التي تحتاج إلى فترات علاج طويلة.
أضف إلى ذلك أن مليشيات الحوثي تمارس أبشع الجرائم إتجاه مجنديها في الجبهات وصلت إلى حد التصفية الجسدية للجرحى، والزج بمئات الأفراد بحارق الموت، ليلتحقوا بمصيرهم المجهول.
ولا يخفى على أحد ما تمارسه مليشيات الحوثي بحق المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم وكيف تجبر الشباب والأطفال على القتال في صفوفها سواءً بالقوة أو عبر التغرير بهم بالغزو الفكري.
تقارير سابقة أكدت أن المليشيات الحوثية تقوم بتصفية جرحاها، إضافة للمتاجره باعضائهم لشخصيات تنتمي لما يسمى الأسره الهاشمية، حسب تصريح نبيل فاضل رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر .
يقول فاضل أن المليشيات الحوثية تسلم الجثث لذويها بشرط دفنها بدون فتح التوابيت، لكن بعض الأسر ممن قامت بفتح التوابيت وجدت أثار عمليات جراحية وخياط ما يشير الى انتزاع أعضاء منها. ونتيجة لذلك أقدمت الملشيات على إغلاق مكتب المنظمة وملاحقت كل العاملين فيها بالعاصمة صنعاء، بعد نشرهم تقارير تثبت متاجرة الحوثيين بأعضاء البشر والتي يعود أغلبها لقتلاهم في الجبهات.
يقول أحد المواطنين في مديرية العدين، أن مقاتل في صفوف الملشيات الحوثية عاد إلى اسرته بعد خمسة أشهر من تشيعه ودفنه، يدعى محمد فيصل الخلي. يضيف أن أسرته تسلمت جثمانه ولم تعاين صورته وملامحه لتقوم بدفنه، وبعد خمسة أشهر يفاجئ الجميع بعودته، ما يبين ذلك المصير المجهول لأف المغرر بهم في صفوف الملشيا، وكحال مماثل عاد أحد مقاتليهم بعد دفنه في محافظة ريمة ليتفاجئ بمراسيم عرس زوجته.
يقول القيادي في صفوف مليشيات الحوثي عصام مدهش أن في منتصف يوليو الماضي وجد جثة لاحد المقاتلين في صفوفهم باحدى جبهات تعز، لم يستطيعون التعرف من هويته ليقوم باستجلابه ودفنه في إحدى مقابر شرعب اثار ذلك رعب وقلق عارم بين اهالي المنطقة ازاء القتيل المجهول.
و بعد سنوات من الزج بهم بمحارق الموت كوقود لحربهم، أضحى آلاف المجندين بين خيارين، الموت في خط المواجهات أو الاعتقال إذا لم تكن التصفية الجسدية والمتاجرة باعضائهم، وكثيراً منهم مازال مصيرهم مجهول، و يقال أنهم قتلوا، اذ تقوم المليشيات بطباعة صورهم، فيما لم يعرف أماكن موتهم.