حجور.. قلعة الجمهورية التي مرغت أنف الحوثي
قبائل اليمن – خاص:
تقع حجور في الشمال الغربي للعاصمة صنعاء وسميت بهذا الأسم نسبة إلى حجور بن أسلم بن عليان بن زيد بن جشم بن حاشد وهم من أشهر قبائل حاشد شجاعة ومروءة ويترواح عدد سكانها في حدود 800ألف نسمة موزعة على 16 مديرية والتي تشكل غالبية محافظة حجة من حيث المساحة.
وتعبتر منطقة حجور آخر مناطق شمال الشمال التي دخلها الحوثيون في بداية العام 2018 بعد أن حشدوا قواتهم من كل الجبهات مستغلين توقف الجبهات في كل مناطق القتال وأيضا رغبتهم في كسر شوكة هذه القبيلة التي مرغت أنوفهم خلال السنوات الماضية ورغم كل المحاولات والتحرشات التي كانت تفتعلها المليشيات بدءا من العام 2012 إلا أنها كانت في كل مرة تقف عاجزة أمام صمود واستبسال رجال القبائل الذين لقنوهم دروسا في البطولة والشجاعة.
وتشتهر قبائل حجور بالشجاعة والبطولة ومواقفها الصلبة ضد أي ظلم يطالها وأخره ما حصل لها مع مليشيات الحوثيين ، وبالرغم من اعتبار قبائل حجور كجزء من قبيلة حاشد إلا أنها لم تكن خاضعة لسلطتهم المشيخية، ويعود ذلك إلى سلوك وصفة تتسم بها هذه القبيلة وهي عدم القبول بأن تكون خاضعة لأوامر الأخرين لأنها تحب أن تكون في المقدمة وتقود الأخرين ، ولذلك تم تهميش تلك القبيلة طوال كل تلك السنوات منذ ثورة سبتمبر وحتى اليوم.
بقيت حجور حتى العام 2018 هي آخر مناطق الجمهورية في الشمال عصية على مليشيات الحوثيين حيث صمدت طوال أربع سنوات منذ سقوط العاصمة بيد الجماعة ولم تخضع للضغوطات والإغراءات والحصار الذي مورس ضدها من قبل المليشيات طوال تلك الفترة وبقي الكثير من وجاهات القبيلة ورموزها محاصرين في تلك المنطقة ولم يتمكنوا طوال تلك المدة من ممارسة حياتهم خارج تلك الرقعة الجغرافية لدرجة أنهم لم يكونوا قادرين على الذهاب للعلاج في أي مستشفى خارج مناطقهم حيث أنهم كانوا معرضين للإختطافات من قبل الجماعة ،
في بداية العام 2018 بدأت مليشيات الحوثي بشن حملة كبيرة ومكثفة ضد قبيلة حجور مستخدمة فيها شتى أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ،جاء ذلك بعد أشهر من محاولاتها للدخول إلى تلك المناطق عن طريق الوساطات والإغراءات بالسلاح والمال وشراء الولاءات واستقطاب الكثير من المشائخ ذوي الدفع المسبق، وبعد شهرين من الحرب الذي يرافقه حصار شامل ومنع دخول وخروج أي من سكان تلك المناطق ومنع دخول الأدوية والمواد الغذائية بقيت قبائل حجور صامدة وشكلت حجر عثرة أمام قوات الحوثيين وكشفت ضعف تلك الأسطورة التي تحاول الجماعة تسويقها عبر الإعلام لتخويف خصومها وإرعابهم، لكن الخيانات هي التي تسقط البلدان وكما حصلت في الكثير من مناطق الجمهورية فقد حصلت أيضا في حجور حيث تواطئ عدد من مشائخ تلك القبائل وسلموا مناطقهم للمليشيات لتمنحهم طرقا سهلة ونقاط قوة استطاعت من خلالها التوغل في تلك المناطق ومباغتة مقاومة القبائل من الخلف، لتسقط بذلك آخر مقاومة للجمهورية في مناطق الشمال بعد أن كبدت المليشيات أكثر من 1500بين قتيل وجريح وإعطاب عدد من الآليات العسكرية.
وبسقوط حجور بيد الحوثيين أصبح الكثير من أبناء تلك القبائل رهن الإعتقال في سجون الحوثيين والبعض الآخر مخفيين حتى اللحظة ، والبعض توفي نتيجة للتعذيب العنيف الذي طالهم داخل السجون.
وتم إلقاء القبض على عدد من المشائخ ووضعهم تحت الإقامة الجبرية في العاصمة صنعاء بعد أن أقاموا في السجن عدة شهور.
حيث تم إبعاد المشائخ من المجتمع ونفيهم عنه لكي يخلوا الجو للجماعة لممارسة سلطتها وسياستها بعيدا عن أي منافس أو مخالف لها ، حتى الذين كانوا أدوات لها تم إبعادهم عن المشاركة في أي قضية تخص القبيلة حتى ولو كانت قبيلته.
وهكذا دائما تتكشف حقيقة المليشيات الحوثية للقبائل اليمنية يوما بعد يوم بأساليبها القذرة والعنصرية التي تمارسها ضد المجتمع اليمني لتمرير مشروعها السلالي المتخلف القائم على إلغاء الآخر والإستفراد بالحكم والثروة والرأي وتكميم الأفواه وتقييد الحريات ومصادرة الرأي والرأي الآخر، وصبغ المجتمع بصبغة واحدة تخدم مشروعهم وفكرتهم وأجندتهم الهدامة ، لكن كل تلك الأساليب لن تمر على كل أبناء الشعب اليمني الشجاع وفي مقدمتهم أبناء القبائل لأن العنصرية المقيتة التي يمارسها الحوثي هي من تجعله مكشوفا أمام الجميع وتجعل منه الخطر الحقيقي على الوطن أمام أغلب أبناء هذا البلد حتى وإن حاول البعض السير في نفس طريقهم فلهم أسبابهم الخاصة أبرزها التجنيد الإجباري والبعض رغبة في الحصول على مصروفه اليومي خصوصا في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الكثيرين.
وهناك الكثير من أبناء قبائل حجور ممن رفضوا الذهاب للجبهات للقتال معهم وواجهوا أوامرهم بالرفض لدرجة أن قيادات ومشرفي الحوثي يعانوا كثيرا من فشلهم في عدم قدرتهم على إستقطاب المقاتلين في تلك المناطق للحد الذي جعل محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى باللجان الثورية النزول إلى مديرية كشر في محاولة منه لبث الحماس واستعطاف أبناء القبائل للإنضمام إلى جبهات القتال لكنه عاد خائبا ولم يلق أي تجاوب من تلك المناطق ثم أوعز إلى مشرفيهم هناك بتشكيل لجان تعبئة وحشد في كل قرى وعزل مديرية كشر وما جاورها لكنهم أيضا باءوا بالفشل ويستبعد أن يحققوا مبتغاهم خصوصا في قبيلة كحجور التي تأنف أن تكون مجرد آداة في أيادي مجرمين ولصوص تحركهم كيف تشاء وستثبت قبيلة حجور ذات يوم أنها لم تخضع لتدجين عناصر المليشيات وأنها لا تزال جمهورية وأبناءها أحرارا شامخين كتلك الجبال الشامخة في السماء وأنه سيكون لهم دورا في تحرير الجمهورية من براثن الإمامية الحوثية التي دمرت البلاد وشردت الإنسان وأفسدت كل جميل كان في هذا الوطن.