مناسبة المولد النبوي حوَّلها الحوثي لأكبر مهرجان لبيع الدين وتجريم التدين.
يحث الدين على التحرر لله، وتفرض سلطة الجماعات الدينية تفسيراتها الخاصة على الناس.
يجرد الحوثي صنعاء من وطنيتها، ويفصلها عن هويتها.. لأنه يدرك أنه بغير هذا سيموت، مثله مثل داعش..
* * *
مثلت الجمهورية فرصة كبيرة غادرت عبرها “الزيدية” ماضياً ثقيلاً ومحبطاً من الدم والصراعات وضيق الحال.
ثم جاءت الوحدة فكانت فرصة لتحول أكبر لكل الصراعات المركزية.
وإذا كانت الجمهورية صمدت نصف قرن رغم كل فساد وعبث مراكز القوى، فان أركان الفساد المركزي لم يمهلوا الوحدة حتى عقد واحد، وأسقطوها بمجرد تحويلها فرصة للنهب والفيد والفساد..
وفي 2014 جاء الحوثي، يعيد كل شيء إلى “ضبط المصنع”.. وها هو يغلق على صنعاء بالأخضرين..
فليس هناك من طرف قادر على “إعادة الزيود للحيود” كما قال عبدربه منصور هادي مثل الحوثي..
أو بالأصح، مثل فساد الجمهوريين القبليين والعساكر، وعنف الحوثيين.. الأول أفسد الجمهورية والثاني أقام الإمامة.
الأول أفرغ الجمهورية من مضمونها، والثاني بالدم غسل وجه الشمال من وطنيته وأعاده خرقة خضراء..
وكل ذلك، يسقط صنعاء من حسابات التحضر، ويردها عاصمة للحيود.. وبيتضاربوا ربحانها بعد أن تنتهي نشوة الهيلمان.
الحوثي يخنق صنعاء ويغلق على الزيدية الاجتماعية أفق الحياة.. يردهم مجرد بيادق على طاولة مصالح إيران..
* * *
ما بقي من دولة 94 هي عبارة عن موارد وجبايات.. اجتثها الحوثي من صنعاء، وهب الشمال كله للدفاع عنها ضد النخب والأحزمة الأمنية بدعوى الحفاظ على الوحدة..
وحدة الجباية لسكان فنادق الرياض.