تعز: قذيفة حوثية حولت حياة أسرة مهجرة غرب المحافظة إلى مأساة
أواخر العام 2017 أقدمت مليشيا الحوثي على طرد أسرة الراعي إلى جانب عشرات الأسر من منازلهم الواقعه شرق جبل صبر وأتخذتها ثكنات عسكرية.
قبائل اليمن – متابعات
أواخر العام 2017 أقدمت مليشيا الحوثي على طرد أسرة الراعي إلى جانب عشرات الأسر من منازلهم الواقعه شرق جبل صبر وأتخذتها ثكنات عسكرية.
كان ذلك قبل مطلع الفجر حيث أخرجت مليشيا الحوثي الأهالي من منازلهم في قرية العدنة ولم تسمح لهم بحمل ادواتهم بل انهم مشوا بلا أحذية، لقد كان اقتحامهم للقرية أسرع من الوصول إلى أحذيتهم، فتركوا منازلهم وكل ما يملكون من أثاث وحيونات وطيور داجنة وكل ما يتميز به ريف مدينة تعز.
وجد أفراد الأسرة أنفسهم في العراء إذ كان تهجيرهم دون سابق إنذار ولم يتمكنوا من اخذ احتياجاتهم الضرورية سوى ملابسهم الشخصية.
بدأ أفراد الأسرة بالبحث عن مأوى يحجب عنهم حرارة الشمس وبطش المليشيات الإنقلابية، وفي نهاية رحلة مليئة بالمتاعب استقرت في وادي الضباب الخصيب الواقع غرب مدينة تعز.
مضت الأسرة المكونة من خمسة أشخاص، ثلاثة أشهر على تهيئة الظروف المعيشية والانسجام مع السكن الجديد وكان كان شيء يمضي بسلام إذ بدأت الأسرة في تدبير حياتها المعيشية من خلال صناعة الجبن البلدي.
قبيل ظهيرة الحادي عشر من يناير من العام 2018
كان مناخ الضباب طبيعيا ينبعث فيها الروائح النباتات المنفردة في فصل الصيف الممطر ، غير أن المليشيا التابعة لإيران كسرت ذلك الهدوء بإطلاقها قذيفة كاتيوشا سقطت على منزل أسرة الراعي.
أحالت القذيفة المنزل إلى قبر جماعي لأفراد الأسرة، حيث دفنت تحت الأنقاض طفلين و امراتاًن أحدهما تحمل في بطنها جنين ذو 5 أشهر.
تروي الحاجة سعده ثابت (60 عام ) لمنبر المقاومة فاجعة مجزرة ما تزال ترافق ما تبقى من عمرها والحزن يستوطن كل تفاصيلها، قائلة قببل سقوط الكاتيوشا على المنزل احست بشعور غريب.
كانت قلقه و متوجسة من خطر قد يحدث أو مصيبة تلحق بها، ولم تجد سوى جرائم الحوثين والقصف العشوائي التى تتعرض له المدينة، اسرعت بالرجوع إلى المنزل لكن قذيفة حوثية اشعلت في قلبها حريق لا ينطفي، يتصاعد مع كل وقت وحين.
عند وصولها إلى المنزل لم يكن يسكنه سوى دخان القذيفة وبقايا ركام واواني بلاستكية ملونة بالدم، لم تر سعده حين وصولها سوى بقايا اثر تجمعهم لتصرخ بصوت تردد صداه ملئ المكان، ماتوا كلهم!!! .
فقدت سعده عائلتها بالكامل، فالقذيفة مزقت عنق شقيتها وائلة ثابت الراعي ( 45 عاما) ففارقت الحياة فورا ثم لحقت بها ابنة الحجة سعده ثابت، (شريفة محمد احمد الراعي) وجنيها ابن 5 أشهر بالإضافة لمقتل الطفلان جلال عبدالله عبدالخالق (8 اعوام ) و تهاني عبدالله عبدالخالق (6اعوام).
تتسائل سعده، من اين جاءت هذه المليشيات الأكثر تعطشاً للدماء؟ تركنا المنازل لاجل ان نعيش بأمان بعيدا عن الحرب، فيما تتبعنا مليشيا الحوثي بالصواريخ والقذائف بكل قبح.
تواصل والحزن يعم حديثها من بعد المجزرة اصبت بالعمى الفطري، لا أرى أمامي شي سوى احفادي والناس وأختي وبقايا الأدوات المختلطة بالدماء.
ما تعانية الحجة سعده من صدمة وحالة نفسية مزمنة يصعب تجاوزها، يقول عنها جيرانها انها مازالت تنتظر عودته عائلتها حتى اليوم، واحياناً تخرج للبحث عن احفادهم وسط الحي وتناديهم للكف عن اللعب.
في اغلب الأوقات تسيطر عليها الدموع ولا تتوقف، كل تفاصيلها مؤلمه وحياتها أعظم مما يتصور الاخرين
الحوثين لا يفرقون بين مدني أو عسكري الجميع ينظرون لهم بمنظار المدفعية والقناصة كهدف مشروع للاستهداف يضاعف الانتهاكات و جرائم المليشيات الحوثية.