ناجيتان من سجون “الحوثي” ترويان صوراً من تعذيبهما في جلسات التحقيق الوحشية
قبائل اليمن / صنعاء
اقتادوني إلى مكان مجهول بعد الفجر ووضعوني في غرفة مترين في متر، تسمى ” الضغاطة” في غرفة تحت الأرض لمدة 4 أشهر تعرضت خلالها لتعذيب قاس حيث قاموا بقلع أظافري، وسلخ جلدي بأدوات حادة، بالإضافة لرشي بالماء البارد واستخدام الصاعق الكهربائي وربط يديّ وأقدامي لفترة طويلة).
تعذيب وحشي من اليوم الأول للاختطاف من قبل المليشيا الحوثية، تعرضت له “سونيا صالح علي الغباش”، وهي ناشطة حقوقية ورئيس منظمة رغم الصعاب، تحدثت لمنظمة “سام للحقوق والحريات” ضمن شهادات لنساء أخريات، اختطفن من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.
تقول سونيا: “تم اعتقالي بتاريخ 06/03/2019 وإيداعي في سجن الأمن القومي، بعد أن كنت متواجدة في إحدى محطات البنزين بمنطقة حدة، حيث قامت عدد من الأطقم العسكرية، والمدرعات بمحاصرة المحطة واختطافي”.
تتواجد حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، بعد نجاتها وخروجها من معتقلات الحوثيين، تحدثت عن مأساة اختطافها وسجنها، بأنها ظلت أسبوعاً في مكتب الوكيل المعين من قبل مليشيا الحوثي ثم تم نقلها إلى سجون مختلفة.
وتشير إلى أن المليشيات حققت معها طيلة فترة السجن والتعذيب التي استمرت أربعة أشهر.. وتقول “وجهوا لي أسئلة حول عملي وتعاملي مع شخصيات سياسية خارج البلاد كما تم اتهامي بالعمالة واستعطاف الناس الذي نقوم بخدمتهم عبر مؤسستنا حتى نستفيد منهم سياسياً، وتضيف “كانت أوقات التحقيق في فترات متأخرة من الليل، وهي أصعب الفترات التي رأيتها في حياتي، حيث تعرضت لشتى أنواع الممارسات، حتى أني تمنيت الموت كي أتخلص من هذا العذاب، كنت أسمع أصوات وصراخ وبكاء السجينات يُعذبن فيزداد عذابي أكثر”.
وسردت “سونيا” عمّا رأته في سجون المليشيا، بأنه كان يؤتى بمختطفات بسرية تامة ولا يعلم أحد من هن؟ أو ما هي تهمهن، ويتم وضعهن في زنازين مُجهزة مُسبقًا، ومعزولة عن قسم النساء حيث تتكون تلك الزنازين من أربع غرف يتراوح حجمها 6 أو 10 متر مربع.
أما زينب، 24 عاماً، وهي مختطفة أخرى اختارت لها منظمة سام (اسماً مستعاراً) تشير إلى أنها اعتقلت في 18/8/2019 من بيتها، الواقع في العاصمة صنعاء، على يد أفراد البحث الجنائي.
وأفادت بأنهم أبرزوا لها أمر تفتيش وقاموا باقتحام المنزل بأعداد كبيرة حيث كان يتواجد داخل البيت أطفال ونساء، وقاموا بإرعابهم أثناء تفتيش المنزل.. وأضافت “قاموا بتغطية عيني واقتيادي إلى مكان لم أعرف ماهيته ولم أعلم تهمتي على الإطلاق”.
وتقول إن التحقيق كان يستمر معها من الليل حتى صباح اليوم التالي، وكان السجانون يستخدموا معها أساليب غير أخلاقية أثناء التحقيق، إضافة للوحشية غير المبررة في التعامل معها.. ” كان يتم ضربي على وجهي مع علمهم المسبق بأني حامل، كما أنني ضُربت بسلك صاعق”.
وأكدت أنها كانت المرأة الحامل الوحيدة بين النساء المعتقلات، ومع ذلك لم يتم مراعاة الحالة الخاصة بها، حيث أدى التعذيب الشديد إلى تعرضها للنزف أكثر من مرة وقت التحقيق، كما أنها تقيأت دماً، من الضرب والصعق الكهربائي”.
وتضيف: “المعاناة التي رأيتها في السجن لم تتوقف علي، بل امتدت آثارها لابنتي “ميرا” التي كانت معي في السجن، والتي أصيبت بحالة نفسية حيث تبكي الآن عندما ترى أي عسكري، كما أنها كانت تُحرم من طعامها حتى الخبز كان يُمنع عنها”.
وتتذكر زينب شخصاً كان يقوم بتعذيها، اسمه أحمد مطر، وتقول “هو موجود في تعز حالياً، كان يعذبني من المغرب إلى الصباح، حاولت الانتحار قلت الموت أهون من العذاب، قاموا بإسعافي وتهديدي بوضع مسدس على رأسي حتى لا أتحدث عما حصل معي في السجن”.
وأكدت أنها تعرضت للمحاكمة، حيث حولت للمحكمة مع عدم علمها، وعن ماهية التهمة التي تم توقيفها عليها، تقول: “وصلت عند القاضي ولم أتحدث خوفًا من أن يتم إلصاق أي تهمة بي حيث تم تهديدي من المحققين بأنه سيتم اتهامي بالإتجار بالحشيش وجرائم أخرى في حال تحدثت الأمر الذي دفعني للصمت طوال فترة المحاكمة”.
وأفادت بأن السجن كان “مرحلة من الخوف الدائم من العذاب والجوع والرعب حتى النوم الخوف، كان زوجي يبحث عني لأشهر في كافة أماكن الاعتقال دون أن يخبروه بمكاني، ومن ثم جاءوني بشهادة وفاته، وأنا داخل السجن، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالتي النفسية والصحية حتى بعد الإفراج عني من السجن المركزي”.