مليشيا الحوثي جماعة إرهابية من منظور عسكري وسياسي واقتصادي
قبائل اليمن / متابعات
منذ انقلابها على مؤسسات الدولة قبل سنوات ست وهي تمارس الإرهاب بمختلف أشكاله وأنواعه، وقد قتلت آلاف اليمنين، وشردت الملايين، بينما المجاعة أصبحت تهدد أكثر من 20 مليون يمني نتيجة للنظام الاقتصادي الموازي التي أنشأته المليشيا الحوثية الإرهابية، عبر أدوات التهريب وتجارة السلاح والمخدرات والحشيش وحتى البشر، كجماعة تأخر تصنيفها كجماعة إرهابية، لا تقل خطورة عن تنظيمي القاعدة وداعش.
يؤكد باحثون وخبراء ومراقبون بأن تصنيف الإدارة الأمريكية للمليشيا الحوثية، خطوة إيجابية، قد تعمل على حلحلة جزء كبير من الأزمة اليمنية، ومن الحرب التي تشنها المليشيا بغطاء ودعم إيراني، وفي ظل مساحة من الدعم الدولي عبر منظمات وأشخاص ودول ساعدت المليشيا الحوثية على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين، وان تستمر في انقلابها ومشروعها التدميري، الذي أصبح يهدد الإقليم والملاحة الدولية، وليس الداخل اليمني.
ويتناول أهمية تصنيف المليشيا الحوثية كجماعة إرهابية، وانعكاسها على كل الجوانب، ومنها العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية، حيث واليمنيون وجراء تداعيات الانقلاب يعيشون أسوأ أزمة إنسانية مرت بهم.
من منظور أمني وعسكري يرى رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد بأن قرار التصنيف أتاح للحكومة الشرعية فرصة مهمة، لإعادة ترتيب الوضع الميداني لما يخدم مواجهة المليشيا عسكرياً، وهزيمتها لأنها أولاً ستحارب جماعة إرهابية يجب أن تقضي على مشروعها الإرهابي والإجرامي بحق شعبها، ومن هنا ستتعامل كل دول العالم من هذا المنظور.
وأكد ان الحكومة بعد تصنيف المليشيا الحوثية جماعة إرهابية، عليها أن تستورد أسلحة وتعقد الصفقات المختلفة لمكافحة الإرهاب ومواجهة هذه الجماعة المسلحة، وإعادة بناء جيشها ومنظومتها الأمنية والعسكرية.
وأضاف بأن على الحكومة فتح قنوات الاتصال مع كل الدول التي لديها خبرات في مكافحة الإرهاب، لنقل تجربتها والاستعانة بها من أجل مكافحة إرهاب المليشيا الحوثية، من الدول التي أصبحت تصنف الحوثيين جماعة إرهابية، لان بعد تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية ستأتي تصنيفات من دول أخرى كالاتحاد الأوروبي ودول كبريطانيا وغيرها من الدول كما حصل مع حزب الله في لبنان.
الخبير بالشأن العسكري العقيد يحيى أبو حاتم يرى من أن المعادلة ستتغير كثيراً، حيث بموجب القرار الأمريكي، أصبح استهداف قيادات الإرهاب الحوثية، حقاً شرعياً وقانونياً، وقد تتدل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بموجب ذلك.
وأضاف بأن الحكومة ستجد كل المعلومات اللوجستية والاستخباراتية، من قبل الدول المحاربة للإرهاب وأولها الولايات المتحدة، وهو الذي سيساعد على تتبع تحركات القيادات الحوثية، وخصوصاً العسكرية.. مشيراً بأنه قد تتلقى قيادات المليشيا الحوثية لضربات مثلها مثل قيادات القاعدة وداعش.
إلى ذلك أشار عبدالسلام إلى أنه سياسياً، سيمكن من غلق باب الحوار مع المليشيا الحوثية، وفق الآلية السابقة، وسيفتح باب حوار وتفاوض معها من اتجاه آخر، يضغط أولاً في حل الحركة الحوثية، كونها جماعة مسلحة، ولكي تنخرط في العمل السياسي لا حل أمامها إلا التخلي عن السلاح، وحل أنشطتها العسكرية ليتسنى لها مفاوضة الحكومة الشرعية أو حتى مخاطبة المجتمع الدولي.
حشرت المليشيا في الزاوية سياسياً ما يقوله القرار وهو ما يؤكده العقيد أبو حاتم الذي يرى أن التعامل الواقعي مع المليشيا سيكون على أساس أن الاقتراب منها خطر كبير، داعياً الحكومة أيضا إلى الإسراع واتخاذ خطوة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، لأن التعامل معها تفاوضاً أصبح غير متاح.
ويشير إلى أن الإدارة الأمريكية بعد قرارها الأخير ستضع كل الدول والحكومات والمنظمات والمؤسسات حتى الأشخاص ممن يتعاملون مع المليشيا الحوثية في خطر الاستهداف، لأن التعامل مع جماعة إرهابية، مجرم دولياً، كما أن القرار سيقيد من تحركات المليشيا بشكل كبير.
وعن السياسيين في الداخل اليمني اعتبر العقيد أبو حاتم أن الكثير من الشخصيات والقيادات السياسية، التي ما زالت تتعامل مع المليشيا، ستجني على نفسها، فإذا استمروا في دعمهم لها، سيصبحون في دائرة الاتهام والملاحقة الدولية.. متوقعاً انسحاب الكثير تدريجياً من عباءة المليشيا.
ويتوقع عبدالسلام محمد بأن تبعات القرار اقتصادياً وإنسانياً ستكون قاسية نوعاً ما، إن لم تتحرك الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي لتلافي أي أضرار قد تزيد من وطأة الأزمة الاقتصادية، وذلك باتخاذ إجراءات جديدة، تخفف من أي انعكاسات قد يحاول الحوثيون استغلالها لصالحهم.
مشيراً إلى أن تبني المليشيا نظاماً اقتصادياً موازياً من خلال تشكيل شبكات تهريب وتجارة الممنوعات وتزييف العملة، في المحافظات التي تسيطر عليها، إضافة إلى أنها وضعت المواطن اليمني في هذه المحافظات كرهائن، يضاف إلى ذلك بأنها وضعت يدها على المنظمات الإنسانية والإغاثية، وهو ما يحتم ضرورة حل هذه الملفات وتحرير الملف الإنساني من قبضة المليشيا وضمان وصول الإغاثات إلى كل اليمنيين.
وأضاف بأن الحركة الحوثية ستتأثر دبلوماسياً وحيث لا فائد بعد القرار بشعارات المظلومية، وأن كل اللوبيات التي أنشأتها في عدد من دول العالم، ستصبح لا فائدة لها، حيث هذه الدول ستغلق أية مكاتب لها صلة بالحوثيين أو حتى داعميهم.
وأشار أن قيادات المليشيات ستكون ملاحقة خصوصا من تلطخت أيديها بالدماء، وانخرطت في الأعمال القتالية، حيث ستكون مطلوبة دولياً، وستمنع من السفر، وإن نجح البعض منهم بالسفر، سيلقى عليه القبض في أي مطار في العالم، وبالتالي ستذهب الجماعة إلى عزلة أكبر خلال الأيام القادمة.