لا شك في أن دول الخليج ستأخذ المعلومات التي توصلت لها السلطات المصرية مؤخراً بشأن مخططات تنظيم الإخوان بجدية كبيرة وتعامل أشد مما سبق مع هذا التنظيم الحربائي المراوغ.
فقد أكدت المعلومات بعد القبض على عدد من كبار رؤوس التنظيم في مصر وجود تشكيل إخواني من عناصر «شديدة الخطورة» لإقامة مشاريع تخريبية في الخليج، ونقل أموال كبيرة إلى إيران مؤخراً.
لقد تكيف تنظيم الإخوان مع العمل السري منذ نشأته، وبالتالي لن يكون حظره ومحاصرته وتصنيفه كتنظيم إرهابي عائقاً له عن استمرار نشاطه بأساليب متنوعة يجيدها بحسب طبيعة المراحل، وسيكون وهماً كبيراً الاعتقاد بأن التنظيم أوقف نشاطه بسبب الحصار الذي يتعرض له الآن.
وبالنسبة لنشاط التنظيم في الخليج فإنه معروف وواضح منذ زمن طويل، ولم ولن يتوقف طالما الكثير من كوادر ترتيبه الهرمي تتمتع بالحرية وتمارس نشاطها ومحتفظة ببيعتها وولائها للتنظيم، لكن الخطورة الجديدة تتمثل الآن في إحياء وتنشيط التعاون بين التنظيم وإيران.
التنظيم يعي جيداً صعوبة قيامه الآن بنشاط مباشر، ولذلك لجأ إلى حليفه القديم النظام الإيراني الذي يجاهر بعدائه ويمارس تخريبه العلني في دول الخليج، أي أنه سينفذ المخطط الإخواني بالنيابة معتمداً على المعلومات التي يملكها التنظيم وخططه وبرنامجه وأمواله الكبيرة.
فطالما العمل من الداخل أصبح محفوفاً بصعوبات فليكن من الدولة الأقرب لدول الخليج، والتي تتماهى مع التنظيم في أيديولوجيته وعدائه وتمثل الوجه الآخر للفكر الثوري الإرهابي التدميري، كشكل من أشكال التكتيك المرحلي لاستمرار نشاط التنظيم.
هذا التعاون الإخواني الإيراني في غاية الخطورة، ويجب الانتباه الشديد له والحذر الأشد منه.
وإذا كان قد تم تعطيل بعض الرموز الإخوانية المعروفة فإن التشكيل الهرمي للتنظيم يحرص في كل الأزمات التي تعترضه على ضمان استمرار نشاطه عبر كوادر تنزوي في الظل، وها هي مصر رغم حربها القوية على التنظيم منذ عام 2013 ما زالت تكتشف بين وقت وآخر رموزاً إخوانية كبيرة تدير نشاطات ضخمة وخطيرة لصالح التنظيم.
* نقلا عن صحيفة “عكاظ”