العملية الإرهابية التي استهدفت موكبا لقوات التحالف العربي في محافظة شبوة باستخدام سيارةٍ مفخخة ليست حدثاً عابراً، لسببين:
الأول أنها جاءت بعيد تصريحات لمحافظ شبوة، الإصلاحي بن عديو تهجم فيها على القوات الإماراتية وقال فيها ما تقوله وسائل الإعلام الإصلاحية المعروفة بكثافة تهجماتها ومهارتها في صناعة الأكاذيب والتحريضات ونشر وتوزيع الكراهية والبغضاء ضد قوات ودول التحالف العربي وضد كل من يختلف مع الممول وصاحب الامتياز.
والثاني، أن الحدث جاء في شبوة وبطابعه الإرهابي يحمل بصمات التنظيمات الإرهابية (داعش والقاعدة ورديفاتهما).
والمعروف أن هذه التنظيمات كانت قد شهدت انكسارا وهزيمة ساحقة اختفت معها تماما من كل مديريات شبوة على أيدي النخبة الشبوانية قبل سيطرة جماعة مأرب وأنصارها على شبوة برضى وإشراف بن عديو ومشاركة أتباعه في المحافظة، كجزء من المخطط المعروف لجماعة الإخوان المسلمين الرامي لترك الشمال للحوثيين والتوجه جنوبا بحثا عن وطنٍ بديل.
هذه الحادثة ليست الوحيدة في محافظة شبوة فقد شهدت المحافظة عشرات العمليات الإرهابية التي جاءت لتستهدف أعداء السلطة الإخوانية في شبوة واغتيل فيها العديد من ابطال النخبة الشبوانية وناشطي المجلس الانتقالي وأنصاره في المحافظة.
هل نحتاج إلى ذكاء خارق لنكتشف خلفيات هذه الحوادث التي تتابعت بعد إخراج النخبة الشبوانية من المحافظة؟؟
الحادث عندما يستهدف القوات الإماراتية، بعد تحريض مكشوف ضد هذه القوات، وعبر وسائل الإعلام الرسمية من قبل محافظ المحافظة الإصلاحي، الذي هو ممثل السلطة “الشرعية” يكشف أن الإرهاب المقنع الذي يمارسه المهيمنون على “الشرعية” من جماعات الغزو والاجتياح والاستحواذ وتقاسم المصالح، إنما يتكامل مع الإرهاب المكشوف لجماعة القاعدة وداعش، وأن التباين بين هذين الصنفين من الإرهاب ليس سوى صورة من صور تناوب الأدوار وتوزيعها بين طرفي المعسكر الإرهابي.
وعندما يتزامن هذا الحادث الإرهابي مع التصعيد المتنامي الذي اتبعته القوات التي تسمي نفسها بالــ”شرعية” في جبهة أبين، يتضح لنا جليا أن ما يسمى بــ”الجيش الوطني” الشمالي إنما يستخدم التنظيمات الإرهابية للعمليات القذرة التي يتظاهر بالتعفف من ارتكابها، خصوصاً وقد بينت المعلومات المتوفرة من جبهة الطرية بأبين أن عدداً غير هينٍ من عناصر القاعدة وداعش يقاتل جنبا إلى جنب مع ما يسمى بالقوات “الشرعية”.
وخلاصة الأمر أن للإرهاب وجهين: السافر وهو ما تقوم به الجماعات الإرهابية المعروفة دوليا (داعش والقاعدة وبناتهما)، والمقنع وهو ما تمارسه مؤسسات وجهات حكومية رسمية مستخدمة ثلاثية السلطة والمال والأجهزة العسكرية والأمنية.
والوجهان يكملان بعضهما، وما حالة شبوة إلا صورة مكثفة لعدة حالات مشابهة تتركز حيثما يحكم الإخوان المسلمون وتفرعاتهم من تنظيمات الإسلام السياسي، الذي ليس له من الإسلام إلا اسمه المنتحل.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك