نبذة عن القبائل اليمنية
قبائل اليمن / خاص
ضمت مملكة سبأ قبائل كثيرة، ورد ذكرها في نصوص المسند، لا يعرف عنها شي مثل قبائل “فيشان” و”ذي معاهر” و”ذي خليل” و”ذي لحد”، وغيرهم كثير لم يرد ذكرهم في كتابات النسابة وأهل الأخبار، ولكن من القبائل التي ورد ذكرها في كتب الإخباريين ولا زالت موجودة إلى اليوم، قبائل همدان وكندة ومذحج والأخيرتين كانوا بدو وأعراب.
همدان
همدان (قبيلة) حاشد بكيل
هَمْدان هو اسم لأرض سبئية قديمة، يعود ذكرها للقرن السابع ق.م، حسب الإخباريين، فإن همدان جد لقبيلتي حاشد وبكيل، ووفقاً لهم هو همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وكان أكبر آلهتهم الإله تألب ريام، وكانوا يعتقدون أنه والدهم وابن الإله السبئي الأكبر إل مقه وجاء ذكر همدان في نصوص المسند القديمة بصيغة “أرضم همدن” وحرفيا تعني “أرض الهمد”، والأرض الهمد هي الأرض الجافة التي لا تُنبت.
تنقسم همدان إلى قسمين رئيسين هما حاشد وبكيل وهم قبائل كبيرة، ويعود أقدم ذكر لحاشد أو “حشدم” كما تقرأ في النصوص السبئية القديمة للقرن الرابع ق.م، أما بكيل فتعود للقرن السادس ق.م، ومنذ القرن الرابع ق.م ولأسباب غامضة قد تكشف عنها اكتشافات أثرية حديثة، كان ملوك مملكة سبأ ينتمون لأحد فرعي همدان، ولكن زعيم حاشد “يريم أيمن”، تمكن من احتكار المُلك قرابة النصف الثاني من القرن الثاني ق.م، ثم انتقل المُلك إلى بكيل في النصف الثاني من القرن الأول ق.م، وانتهت سيطرة بكيل عقب انتصار الحِميَّريين بقيادة “ذمار علي يهبر الأول” في العام 100 بعد الميلاد.
مساكن همدان في صنعاء وما حولها، ولهم امتداد في محافظة عمران، مع وجود قبائل منفصلة المشيخة خارج حدود الجمهورية اليمنية مثل قبيلة يام، وبحسب مصادر غربية، تذكر حاشد وبكيل كأحلاف لعدة قبائل (بالإنجليزية: Tribal Confederation) أو “اتحاد قبلي” لعشائر عديدة، وهي عادة قديمة موجودة في شبه الجزيرة العربية منذ القدم، إذ تضم القبائل الكبيرة إليها قبائل أصغر وذلك لظروف مختلفة، فكلمة ” بكيل ” مشتقة من ” يبكل “، وهي اختلاط الشي أو تجمعه وفق نظرية، وقيل كذلك أن بكيل تعني الرجل الجميل ولكن طالما أن اللفظ ورد في نصوص سبئية قد يكون لها معنى آخر فكلمة بكيل كلمة سبئية بلا شك، فأسم حاشد وبكيل قديم قدم مملكة سبأ نفسها.
وقديماً سميت قبيلتي “حاشد وبكيل” “بجناحي الأئمة الزيدية”، لكن هذا لا يعني بالضرورة، أن كل همدان زيدية، أو أن الزيدية محصورة فيهم، إنما هم كذلك من ناحية تاريخية.
بالرغم من أن ثورة 26 سبتمبر انطلقت من تعز، وهي منطقة سكانها أقل ارتباطا بالقبيلة من مناطق يمنية أخرى رغم تواجدها، إلا أن همدان لعبت دوراً هاماً في دعم الثورة، مما أعطاها نفوذاً ومراكز قوى مكنتهم من صنع القرار السياسي للجمهورية الناشئة في شبه الجزيرة العربية، وأتاح ذلك فرصة للقبيلة لممارسة الأنشطة الاقتصادية والتجارية بشكل أوسع، مما جعلها تؤثر على المناخ الثقافي والاجتماعي التقليدي وعلى استمراريته. وذكرت بعض المصادر أن أسراً وعوائل عديدة من حاشد وبكيل، كانت تغير ولائها من فترة لأخرى وفق ماتقتضيه المصلحة السياسية، وحاشد أكثر القبائل نفوذاً سياسيا في الجمهورية اليمنية منذ سقوط الملكية عام 1962 وبعد الوحدة اليمنية
تنقسم بكيل لأربع أقسام رئيسية، هي أرحب ومرهبة ونهم وشاكر، وهي أكثر القبائل اليمنية عدداً ودخل فيهم قبائل كثيرة، فأصبحت الاتحاد القبلي الأكبر في اليمن، ولكنهم ليسوا بنفوذ حاشد ومرد ذلك تعدد مشيختهم وعدم استقرارها في أسرة واحدة.
كِندة
كندة (قبيلة) مملكة كندة
كتابة “شبه سبئية” عُثر عليها في قرية الفاو
كِندة (خط المسند:Himjar kaf.PNG Himjar dal.PNG Himjar ta2.PNG)، قبيلة عربية قديمة يعود ذكرها في نصوص المسند السبئية للقرن الثاني ق م، وعُرفت هذه القبيلة في كتب التراث باسم “كندة الملوك”، قامت مملكة كندة في نجد يشوب تاريخ المملكة “الجاهلية” الكثير من الغموض فقد تحدث عنه الإخباريون واُكتشفت كتابات عديدة في قرية الفاو، مكتوبة بخط المسند القديم وهي مايعول عليه الباحثين لمعرفة تاريخهم بعيداً عن تعصب وتحزبات النسابة وأهل الأخبار.
تنقسم كندة تاريخياً إلى ثلاثة أقسام، هي “بنو معاوية” ويضاف إلى هذه لفظة “الأكرمين” كونهم كانوا الملوك من كندة، والقسمين الآخرين هم “السكون” و”السكاسك”،وتتفرع من هذه الأقسام الثلاث أكثر من خمسين قبيلة. يتواجدون في اليمن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وتوجد عشائر في العراق والأردن لا زالت متمسكة بنسبها القديم.
أقدم النصوص السبئية التي تشير إلى “كندة” أشارت إليهم في نجد، في القرن الثاني ق.م،وأشارت نصوص خط المسند إلى كندة ومذحج “بأعراب سبأ”
مذحج
مذحج حكم (قبيلة) قحطان (قبيلة) سنحان النخع (قبيلة) عنس مراد (قبيلة) الحداء (قبيلة)
يعود أقدم ذكر لقبيلة مَذحِج في القرن الثاني ق.م وكانوا جزءا من مملكة كندة، وجاء ذكرهم في نقش النمارة لملك مملكة الحيرة، وصفتها نصوص خط المسند بـ”أعراب سبأ” ومذحج واحدة من الأقسام التي تعود إليها أصول قبائل كثيرة في اليمن وباقي شبه الجزيرة العربية، وعدد من الأقطار الأخرى ممن أبقى على ارتباطاته القبلية، عرفت القبيلة في كتب التراث العربية بلقب مذحج الطعان.
تنقسم مذحج تاريخيا إلى ثلاث أقسام هي سعد العشيرة وعنس ومراد، يتواجدون في معظم مناطق اليمن وهم قبائل كثيرة مثل النخع، ويتواجدون في محافظة البيضاء وأبين وبنو الحارث بن كعب، وفي شبوة ومأرب وصداء، وعبيدة قحطان في مأرب والحبّاب من قحطان كذلك، والمنهالي في شمال حضرموت وسنحان، وحول صنعاء وهي قبيلة علي عبد الله صالح وحكم في تهامة، وقبيلة الحداء وهم من مراد، والقرادعة في مأرب وهم من مراد كذلك، ومنهم الشيخ علي بن ناصر القردعي المرادي قاتل الإمام يحيى حميد الدين.
وتتواجد قبيلة عنس في ذمار، وقبيلة آنس، وأحدهم الآنسي وهي قبيلة أصلها من مذحج، ولكنها دخلت في بكيل، مثل قبائل كثيرة غيرها، وهناك قبيلة الرياشية وأحدهم الرياشي في محافظة البيضاء والضالع من مذحج، وذكر بعض أهل الأخبار أنهم من كندة وغيرهم كثير، فمذحج قبائل كثيرة ومنهم عشائر الدليم في بادية العراق وسورية، التي تتعقب أصولها إلى زبيد.
حِميَّر
مملكة حمير
كتابة حميرية وهي تلك التي يسميها علماء العربية الجنوبية “سبئية متأخرة ” ويظهر اختلاف واضح في الأسلوب والشكل بينها وبين الكتابات السابقة لخط المسند
هو الابن الأكبر لسبأ، وأخ كهلان، على زعم الإخباريين، رغم أن الحميريين من أسقط سبأ وحضرموت ووحدوهما في دولة واحدة، ولا يوجد مايشير أن حمير كانوا أبناء لسبأ، إذ ذكرتهم النصوص السبئية القديمة باسم “ولد عم”، وعم هذا كان الإله الأكبر لمملكة قتبان القديمة وليس سبأ، استولوا على “دهسم”، وهي أرض قبيلة يافع والمعافر، واقتتلوا مع سبأ طويلا، حتى أسقطوها نهائيا قرابة 275 ميلادية.
كثير هي القبائل التي تنسب إلى حمير في أرجاء اليمن وخارجها، والحديث عن أقسامها يعتمد على كتابات الإخباريين لا النقوش المسندية، فلم تذكر النصوص المسندية أن حمير أو “حميرم”، كان رجلا وله أبناء أو أن اسمه الحقيقي كان “العرنج”، ولكن لارتداءه حلة حمراء سمي بحمير، مثل سبأ فالحميريين أسرة حاكمة قديمة، انضمت إليها القبائل ضد سبأ وعدهم الإخباريون ” قبائل حمير”.
أقدم النصوص المكتشفة عن حِميَّر، هو نص حضرمي يشير إلى بناء سور حول وادي لبنة بحضرموت،كانت مهمته إعاقة الحميريين من التعرض لقوافل مملكة حضرموت، بين شبوة وميناء قنا، وحجزهم عن تجاوز أراضي مملكة حضرموت نحو الساحل، ويعود تاريخ النص لعام 400 ق.م (القرن الخامس)، كون الحِميَّريين حكومتهم على أواخر القرن الثاني قبل الميلادي، في وقت ضعفت فيه مملكة سبأ كثيراً، فاكتسح الحِميَّريين المناطق الوسطى والجنوبية من اليمن “حالياً”، وأتخذوا من ظفار يريم عاصمة لهم، أول قيل للحميريين كان شمر ذو ريدان، الذي خاض معارك عديدة ضد إيلي شرح يحضب، وتحالف مع كل عدو للسبئيين، إلا أنه لم ينتصر واضطر في نهاية المطاف لمصالحة ملك سبأ، بل إنضم كقائد في جيوشه، وكانت حٍميَّر منقسمة فمنهم من كان محالفاً لسبأ، ومنهم من بقي مستقلا لا يعترف بحكومة السبئيين، التي كانت ضعيفة في تلك الفترة، فظهرت أربع سلالات ملكية في اليمن، حاشد وبكيل وسلالتان من حِميَّر، كل قيل منهم يلقب نفسه بلقب “ملك سبأ وذو ريدان” استمر الاضطراب لمدة قرن ونصف من الزمان، وظهر وفق بعض التقديرات إثنا عشر قيل حِميَّري، قبل أن يتمكن الحِميَّريين من تثبيت ملكهم عام 275 للميلاد، بقيادة شمَّر يهرعش
حضرموت
مملكة حضرموت
قصر الكثيري أو قصر سيؤون وهو الآن متحف
حضرموت هو اسم اتحاد قبلي قديم، عده النسابون والإخباريون بطنا من بطون حمير، وبعضهم قال أن رجلا اسمه “عامر بن قحطان”، كان يكثر القتل فكلما رآه أعداؤه قالوا “حضر موت” وغيرها من الروايات التي لا سند أركيولوجي لها، ولا دليل فحضرموت ليست حميرية، بل هي أقدم من حمير، والقبائل الحضرمية في عداد القبائل الحميرية مثل سيبان ونوح والصدف والصيعر. رغم عدم اكتشاف كتابة بالمسند، تتعلق بسلسلة بنسب لكل القبائل بما فيها قبائل حضرموت تثبت “حِميَّرية” هذه القبائل. سيبان ونوح قبائل قديمة، وجاء ذكر سيبان إلى جانب المهرة، في نص دونه شميفع أشوع الحميري، ولم يذكر في النص أي سلسلة نسب، وأختلف حولها في كتابات أهل الأخبار، فمن قال أن حضرموت حميرية جعلهم في حمير، ومن قال غير ذلك وصفهم بأنهم أحياء من حضرموت، وهو للصواب أقرب، حيث أن هذه القبائل مثل سيبان ونوح والحموم، هي أقرب للمهرة وسكان سقطرى في ملامحهم وملابسهم، ولا علاقة لهم بحِميَّر.
وتعد حضرموت بشكل عام، أقل قبلية إلى حد ما من مناطق أخرى في اليمن، رغم تواجد القبائل، وفي دراسة أجرتها الباحثة الأمريكية “سارة فيليبس” بالتعاون مع جامعة صنعاء، كانت نسبة من صرح أن الولاء يجب أن يكون للدولة لا للقبيلة أعلى بنسبة 70% من سكان محافظة عمران مركز آل الأحمر.
قضاعة
قضاعة (قبيلة) خولان قبائل نهد مهرة (قبيلة)
لم يرد اسم قضاعة ولا “عدنان” في نصوص قديمة تسبق الإسلام، وورد شيء يسير عن “قحطن” (قحطان) في نصوص المسند كاسم أرض، لا بالشكل الذي صوره الإخباريون في عصور بني أمية والعباس، تضم قضاعة قبائل كثيرة منها متواجد في جنوب الجزيرة العربية، ومنها ما هو في شمالها، وكان عصر بني أمية بداية التفاخر بين القبائل العربية، وكل ينسب القبائل التي يريد إلى قسمه، ويؤلف الأساطير وينظم أشعار الهجاء ضد الأقسام الأخرى، حتى وصل الأمر إلى الموالي، فكل مولى كان يفخر بأصل سيده ويهجو الأخرين، وكانت معركة مرج راهط أحد أهم الحروب التي ساهمت في تغذية الأحقاد، فاليمانيون كانوا في طرف مروان بن الحكم، والقيسية كانوا مع عبد الله بن الزبير، فالخلاف عند الإخباريين وأهل الأنساب حول ” قضاعة ” مرده هذا التفاخر، القبائل التي تعد في قضاعة، ذكرت في نصوص المسند دون أجداد بل أقوام وأبرز هذه القبائل خولان، التي جاء ذكرها باسم “خولن”، و” ذي خولن “، وقبائل “قضاعية” أخرى مثل ” كلب ” (بنو كلب) و”نهد ” و”عذرت” (عذرة)، لكنها لم تذكر ككتلة قبلية واحدة اسمها “قضاعة” على الإطلاق، ومنهم أعرابي كنهد وخولان منقسمة، فهي تعيش في أعالي الجبال، ولهم امتداد خارج اليمن، في كثير من الأقطار العربية، والغالب أن قضاعة حلف لعدة قبائل متباينة، ظهر في العصر الأموي وتشتت بعده.
يافع
يافع اسم منطقة وليس قبيلة، وكانت تُعرف في نصوص المسند باسم “دهس” والقبائل الداخلة في هذا الحلف تدعي نسباً لحِميَّر، فحِميَّر نسب كل حلف يقوم في اليمن وهو ما ينبغي أن يؤخذ بحذر، ينقسم اليافعيون لقسمين هم يافع “بني قاصد” ويافع “بني هرهرة”، وأقاموا عدة سلطنات عبر تاريخ اليمن، مثل إمارة آل كساد والسلطنة القعيطية، وعلاقتهم بالبريطانيين كانت أفضل من السلطنة الكثيرية ويُعتقد أن أصول آل كساد من بكيل، ونزحوا إلى يافع بدلالة استعمالهم لفظة “نقيب” لوصف مشايخهم، وهو وصف لا تستعمله سوى بكيل، إضافة إلى أن آل كساد قبيلة بكيلية لا زالت متواجدة في مناطق همدان، ويعود السبب الرئيس لنسب الكثير من القبائل إلى حِميَّر إلى لهجتها، فأهل الأخبار نسبوا كل من يقرروا أن لهجته صعبة وغير مفهومة إلى حِميَّر، ونسبوا الآخرين إلى كهلان، وطبعا لا أدلة تاريخية بشأن تقسيماتهم هذه، وبالفعل فلهجة القبائل التي نسبت لكهلان مختلفة.
لعبت يافع دورا إلى جانب قبائل أخرى في ثورة 14 أكتوبر ضد المستعمر البريطاني، ولكن عكس المناطق الشمالية للبلاد، فإن الثورة وجلاء المستعمر لم يزد من نفوذ القبائل، بل زاد في ضعفها وتفككها مع اختلافات بسيطة من محافظة جنوبية لأخرى، ومرد ذلك سياسات الحزب الاشتراكي اليمني، الذي أمسك بزمام السلطة عقب طرد المستعمر الإنجليزي من عدن، وقد وضع الحزب الاشتراكي ذلك من ضمن أولوياته إلا أن الانتماءات القبلية، (أو مناطقية بصورة أدق) ظهرت على السطع من جديد خلال حرب 1986، بين أنصار عبد الفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد
العوالق
مفصلة: العوالق (قبيلة)
العوالق من أكبر التكتلات القبلية جنوب البلاد، وأكثرها نفوذاً هم اتحاد قبلي من محافظة شبوة ببادية شرق اليمن، معظم أسر الاتحاد تتعقب أصولها لحِميّر وكندة ومذحج وظهروا باسمهم هذا في أواخر القرن الثامن عشر. أسسوا عدة سلطانات في التاريخ الحديث لليمن مثل سلطنة العوالق العليا وسلطنة العوالق السفلى وغيرها مثل سلطنة آل دغار ومشيختهم في آل فريد، وهي قبيلة متماسكة مقارنة بغيرها من القبائل القاطنة جنوبي البلاد، ويتواجدون في شبوة.