باحث أمريكي قضى 3 سنوات في سجون طهران يكشف كيف تتربح الطبقة الحاكمة الإيرانية من عقوبات واشنطن
قال الباحث الأمريكي شيوي وانغ الذي احتجزته إيران لمدة 3 أعوام حتى الإفراج عنه في عام 2019، إن الجمهورية الإسلامية غير معنيّة بحل مشاكلها المعضلة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
قبائل اليمن – متابعات
قال الباحث الأمريكي شيوي وانغ الذي احتجزته إيران لمدة 3 أعوام حتى الإفراج عنه في عام 2019، إن الجمهورية الإسلامية غير معنيّة بحل مشاكلها المعضلة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كذلك قال وانغ في مقالة له نشرها موقع فورين افيرز، التي جاءت تحت عنوان ” دروس تعلمتها من السجن في إيران”، إن الجمهورية الإسلامية يتحسّن وضعها في الوقت الذي تتعقد علاقتها بواشنطن.
فترة الاعتقال: وقال الباحث إنه في أغسطس/آب 2016، بعد فترة وجيزة من اعتقاله من قبل وزارة الاستخبارات الإيرانية، سأله أحد المحققين عن رأيه في العداء بين إيران والولايات المتحدة قائلاً: “قلت له بصراحة إنني مثل العديد من الأمريكيين، لا أعتقد أن إيران والولايات المتحدة يجب أن تكونا عدوين”.
مشيراً إلى أنه قال إنه يجب على أوباما أن يزور إيران ويفتح صفحة جديدة في العلاقة، تماماً كما فعل الرئيس ريتشارد نيكسون عندما ذهب إلى بكين في عام 1972. لكن وفق كلام الباحث فقد سخر منه المحقق وقال له إن الرئيس الأمريكي لن يكون موضع ترحيب في بلاده.
الباحث قال إن تعليقه بضرورة أن يزور الرئيس أوباما إيران في محاولة لتطبيع العلاقات – استخدم لاحقاً كدليل ضده في عملية قانونية هزلية استمرت لمدة عام. اتُّهم فيها بمحاولة “التخريب الناعم” و”التسلل” بهدف إسقاط النظام الإيراني. بقدر ما قد يبدو الأمر سخيفاً، فإن النظام الإيراني يستخدم مثل هذا الخطاب ليس فقط لإدانة ومعاقبة الأمريكيين الأبرياء، الذين يستخدمون في الغالب كرهائن لانتزاع تنازلات من الحكومة الأمريكية، ولكن أيضاً للتعبير عن انشغال أيديولوجي رئيسي للنظام: المصالحة مع الولايات المتحدة مهددة وغير مقبولة، ويجب قمع كل محاولات التقارب.
سبب الوجود: يقول الباحث إن العداء لأمريكا يكمن في صميم أيديولوجية الجمهورية الإسلامية، التي تصور إيران كمدافع عن المسلمين ضد الولايات المتحدة الإمبريالية التوسعية. لا مصلحة لإيران في المصالحة أو تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة؛ لأن القيام بذلك سيبطل مبرر وجود النظام الثوري.
مشيراً إلى أن الموالين للنظام يستغلون العداء ضد الولايات المتحدة لتحقيق مكاسب شخصية ومؤسسية، وبذلك يعززون العداء. وأضاف: “قد تبدو العقوبات الأمريكية ثمناً باهظاً تدفعه مقابل عداء يمكن التحكم فيه ولكن حتى العقوبات يمكن تحويلها إلى بعض الفوائد، طالما أنها تترك مجالاً للنظام للربح من خلال احتكار قطاعات رئيسية من الاقتصاد على حساب المواطنين العاديين، حتى مع إدامة أسطورة الضحية الإيرانية للجماهير المحلية والدولية”.
كذلك قال الباحث إن مكتب المرشد الأعلى والحرس الثوري الإيراني، استفادوا من العقوبات بشكل كبير من خلال التحايل على العقوبات عن طريق وسائل غير مشروعة مثل غسيل الأموال الدولي والتهريب.
فيما ختم الباحث مقالته بالقول: “الولايات المتحدة أهم بكثير بالنسبة لإيران من إيران بالنسبة للولايات المتحدة. لكن إيران قوة مفسدة يمكن أن تلحق ضرراً كبيراً بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها. هذه القدرة التدميرية هي النفوذ الرئيسي الذي تمارسه إيران. يجب ألا تغيب واشنطن عن بصرها”.