قبائل اليمن – عدن
تلميع اليسار الأمريكي للحوثيين.
وكيف يحفر ليدركنج القبر للقرار ٢٢١٦؟
هناك موجة عاتية، الآن، علينا تديرها إدارة بايدن الأمريكية.
إدارة بايدن، أطلقت وعودا كبيرة فوق حجمها وفوق إمكانياتها ضد روسيا وضد الصين وضد إيران.. وضد اليمن وضد السعودية.
ستفشل أمريكا فشلا ذريعا، في كل عنتريات بايدن الجديدة ضد روسيا والصين.
ستلعب بهم إيران، وترمي لهم بعظمة لا قيمة لها بشأن تخصيب اليورانيوم، ولكنها لن تتنازل عن الصواريخ البالستية أو ميليشياتها المسلحة في أربعة بلاد عربية.
ولكنهم يعتقدون بأنهم سيحققون نجاحا سريعا ضد اليمن وضد السعودية.
وقد شمروا عن سواعدهم بقرار استحداث منصب مفاجئ، هو:
“المفوض الأمريكي بشأن اليمن”.
هذه إطلالة على موجة بايدن اليسارية.
**
أولا: فعل اليسار الأمريكي
**
الموجة البايدنية الحالية، ليست فعل نزوة أو شهوة طارئة أو عابرة من الرئيس بايدن.
هذا شغل أكثر من أربعة سنوات من اليسار الأمريكي، وهذا رصد لأهم معالمه.
١- التيسير لناشطين حوثيين بإلقاء كلمات في ما يسمونه جلسات استماع في الكونجرس الأمريكي.
٢- التيسير لمنظمة حقوقية حوثية مقرها صنعاء، أن تحصل على مبلغ ٧٠٠,٠٠٠ دولار من ميزانية الأمم المتحدة المخصصة لتشجيع منظمات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
٤- التيسير لناشطين حوثيين الدخول إلى البيت الأبيض، والاجتماع بموظفي الرئاسة الأمريكية.
٥- التيسير لناشطين حوثيين لإلقاء كلمة أمام مجلس الأمن.
٦- التقاء أعضاء كونجرس ديموقراطيين بناشطين حوثيين.
٧- احتضان بيرني ساندرز- زعيم اليسار الأمريكي- للناشطين والناشطات الحوثيات والتقاط الصور معهم، مع الإشادة بهم
٨- قالت مجلة TIME التايم الأمريكية في حيثيات اختيار شخصية حوثية ضمن أبرز ١٠٠ من شخصيات العام في كل العالم، أنه كان بناء على ترشيح بيرني ساندرز، زعيم اليسار الأمريكي.
٩- دور “مجموعة الأزمات الدولية”، التابعة للحزب الديموقراطي الأمريكي طوال السنين الماضية بالوصول إلى “إنهاء الحرب” وإلى “حل سلمي” في اليمن بناء على “الواقعية” و “الحقائق على الأرض”.
ويذكرون أن الواقعية، تستدعي اعتماد ما تبلور عليه الوضع في خمس كانتونات أمر واقع، كلها نشأت بسبب أموال وسلاح ودعم من جهات أجنبية.
كل هذه الواقعية، لا علاقة لها باليمنيين.
كل أقطاب مجموعة الأزمات الدولية ومفكريها، يحتلون الآن وزارة الخارجية الاميركية ومستشارون لبايدن.
١٠- إرسال الصحفي نيكولاس كريستوف كاتب الرأي الشهير في النيويورك تايمز والحائز على جائزة بوليتزر في الصحافة لمقابلة الحوثيين في صنعاء على طائرة أمم متحدة في عز أيام الحرب والقصف الجوي، وعاد وكتب تمجيدا للحوثيين في واحدة من أعظم صحف أمريكا.
هذا هو ما أسميه بعملية نثر بذور صناعة الرأي العام الأمريكي، من قبل مؤسسة اليسار الأمريكي التي هي من ضمن الدولة العميقة في أمريكا وتدري ماذا تفعل ومتى تفعل وكيف تنتظر لالتقاط الثمار في في الوقت المناسب.
١١- ترشيح المنظمة الحوثية لنيل جائزة نوبل للسلام.
ترشيح منظمة حقوقية حوثية، مركزها صنعاء التي تحت سيطرة الحوثيين، وتتعامل مع الأمن القومي الحوثي، وينتمون إلى الأسر المشابهة للحوثيين.
١٢- هكذا تعمل هذه الناشطة الحوثية والمنظمة الحقوقية الحوثية، التي يعمل اليسار الأمريكي لتوصيلها إلى النجومية.
أ- والآخرون أيضا
*
إذا ارتكب الحوثيون أي بشاعة، فإن كل هم المنظمة هو إثبات أن “الآخرون” يقومون بنفس الشيئ.
ب- مساواة الحوثيين بخصومهم
*
هذا مهم للحوثيين.
هذا يرفعهم من منبوذ عليه قرارات من مجلس الأمن الدولية إلى مرتبة أعلى قليلا.
مساواة منبوذ وانقلابي بمسمى الشرعية، يرفع من قدرهم وينقص من مسمى ومبدأ الشرعية.
هذا يحوله إلى طرف نزاع، له وعليه كل ما يمكن أن يحصل عليه خصومهم من مزايا.
ج- مباركة المخابرات الحوثية للمنظمة
*
تعيش المنظمة وتمارس نشاطها في قلب العاصمة صنعاء وتسرح وتلعب وتمرح كما تشاء.
د- المنظمة تبرئ الحوثيين
*
يقوم الحوثيون بأشياء غير مقبولة من اليسار الغربي- أصدقاء الناشطة والمنظمة- مثل قفل المقاهي التي تسمح للنساء بالجلوس، أو منع النساء من العمل في المحلات والدكاكين، أو استعمال المانيكانات لعرض أزياء النساء في واجهات المحلات.
وعندها تهرع الناشطة لكتابة مقالة في صفحتها بالفيسبوك تقول فيها أنها تواصلت مع القيادات الحوثية، وأنهم ردوا عليها بأن هذا لم يتم من قبلهم وأنه مجرد تصرفات فردية لأشخاص.
قامت الناشطة بذر الرماد في العيون.
أوضحت أنها على علاقة ودية مع القادة الحوثيين.
قالت لنا أن الحوثيين ناس طيبون ولم يقوموا بهذه الأفعال.
برأت الناشطة الحوثيين.
هل أعاد الحوثيون السماح للنساء بشرب القهوة في المحلات؟ هل أعاد الحوثيون السماح للنساء بالعمل؟ هل أعاد الحوثيون السماح بعرض أزياء النساء في واجهة المحلات؟
**
ثانيا: أسئلة هامة لليمنيين واليساريين في أمريكا
**
١- هل توصلت هذه الناشطة الحوثية والمنظمة الحوثية، لكل هذه النجومية، بفضل جهودها الرائعة وتضحياتها الجسيمة في خدمة حقوق الإنسان؟
٢- ما هي إنجازات هذه الناشطة الحوثية والمنظمة الحوثية في خدمة حقوق الإنسان؟
٣- هل وصلت هذه الناشطة الحوثية والمنظمة الحوثية إلى هذه العلاقة الحميمة مع اليسار الأمريكي، بفضل فطنتها وذكائها وفصاحتها في الترويج لأغراضها وأهدافها؟
٤- هل وصلت هذه الناشطة الحوثية وهذه المنظمة الحوثية إلى مساندة اليسار الأمريكي، بسبب عدالة ما يسمى بالمظلومية الحوثية والمذهب الزيدي في اليمن؟
٥- هل قد خدمت هذه الناشطة الحوثية والمنظمة الحوثية أي قضية يمنية تدعو إلى
العدالة والمساواة و “المواطنة” السوية؟
٦- الدجاجة أم البيضة؟
هل كان اليسار الأمريكي هو الذي احتضن الناشطة الحوثية والمنظمة الحوثية ونجح برفعها إلى “مكانا عليا”؟
أم أن هذه الناشطة الحوثية والمنظمة الحوثية بنبلها وسموها وجهدها وعرقها وفطنتها وذكائها وجاذبيتها، كانت هي من سخرت اليسار الأمريكي لتبنيها وانجاحها؟
**
ثالثا: المنظمة الحوثية ومجموعة الأزمات
**
١- الناشطة الحوثية والمنظمة الحوثية التي قد تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام، تتحرك الآن بالتنسيق مع مجموعة الأزمات الدولية.
٢- مجموعة الأزمات الدولية، تابعة للحزب الديموقراطي، هي أول من طرح فكرة ضرورة أن تلغي أمريكا قرار مجلس الأمن ٢٢١٦، قبل سنين.
٣- تم تلميع الناشطة الحوثية والمنظمة الحوثية وتوصيلها إلى حالة من النجومية، بترشيحها للفوز بجائزة نوبل للسلام.
٤- الناشطة الحوثية والمنظمة الحوثية، طالبت هذا الأسبوع بإلغاء قرار مجلس الأمن ٢٢١٦.
٥- روح قرار مجلس الأمن ونصوصه الحرفية، تعني شيئا واحدا فقط، وهو خروج الميليشيا الحوثية من العاصمة صنعاء وإعادة السلاح الذي نهبته من مخازن الجيش اليمني.
نقطة. فقط.
هذا هو قرار مجلس الأمن ٢٢١٦.
٦- المستفيد الوحيد من إلغاء قرار مجلس الأمن ٢٢١٦، هو الحركة الحوثية.
٧- أسئلة
هل يمكنكم توصيل هذه النقاط ببعضها؟
هل الأمر غامض، لدرجة يصعب معها ربط كل هذه النقاط ببعضها؟
هل قد قررت إدارة بايدن قلب الطاولة على قواعد حل مشكلة اليمن بحسب المرجعيات الثلاث؟
**
رابعا: الحذر ثم الحذر التفريط بالمرجعيات الثلاث
**
باختصار وبدون أي تطويل أو تعريض، لا يجب التخلي عن المرجعيات الثلاث وعلى رأسها: قرار مجلس الأمن ٢٢١٦
القرار ٢٢١٦، يعني نزع سلاح الحوثي وإعادة السلاح المنهوب من الدولة والتخلص من الميليشيات.
هذا هو السبب الوحيد للسببين الآخرين:
١- حرب اليمن
٢- أزمة اليمن
ابدؤوا وتوسطوا وانتهوا، بقرار مجلس الأمن ٢٢١٦.
الباقي، سهل وبديهي ويمكن التوصل لحلول لها بموجب مخرجات الحوار الوطني والدستور المكتوب على أساسه، والتخلص من تدخلات الأجانب في شؤون اليمن الداخلية، وضمان سلامة وحدة وأراضي اليمن.
**
خامسا: امتصوا ضغوط ليدركنج
**
أمريكا، دائخة ومربوشة ولا تستطيع أن تضغط علينا:
١- وصلت عدد الوفيات من وباء ڤيروس كورونا اليوم: نصف مليون ضحية
٢- تصرف أمريكا تريليونات دولار لمواجهة كورونا ومواجهة عواقبه الاقتصادية من أموال ديون داخلية وفلوس لا تملكها
٣- تعاني من مشاكل عجيبة مثل ضربة الشتاء البارد والثلج لتكساس وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب مع مآسي ومعاناة لملايين المواطنين الأمريكيين.
٤- كل السياسة الخارجية الأمريكية بشأن اليمن، قد لطشتها مجموعة الأزمات الدولية واليسار الأمريكي وقد فوضوا ليدركنج للتعامل معها.
٥- لا تقبلوا أي حديث مع ليدركنج، يمس بالمرجعيات.
٦- ابحثوا عن طرق تجعل الأمريكيين يفكرون عدة مرات قبل أن يمارسوا الضغط عليكم.
وهذه النقطة هي لليمن وللسعودية.
٧- الحذر أن تضغط السعودية على اليمنيين وشرعيتهم.
بالعكس يجب على السعودية أن تتهرب من أي ضغط عليها بتحويل ليدركنج إلى الرئيس هادي والشرعية، ليطعموهم ويشربوهم من نفس كأس مواعظهم ونصائحهم ونفس الكلام المكرر المعتاد عن “الشرعية”.
**
سادسا: اعمروا على إنجاز مارب
**
هذا سيقلب الطاولة على الحوثيين وعلى مجموعة الأزمات الدولية وعلى بيرني ساندرز وعلى ليدركنج.
النجاح في مارب- بالنسبة لي- له تفسير واحد لا غير.
هو حالة انسجام نادرة بين اليمنيين والسعوديين.
اليمنيون، في كل مكان بداخلهم نفس روح مارب بالتمام والكمال.
الذي تغير هو أنهم كسبوا روح السعودية بالتمام والكمال.
هذا هو طريق الخلاص الوحيد.
اعملوا على اجتماع روح اليمنيين مع روح السعوديين في كل مكان في اليمن.