لا تحتاجون لكل هذا الاستكلاب ضدنا كلما أبدينا مخاوفنا من احتمالية سقوط الجوف أو مأرب بيد الحوثيين.
نرى الأمور من زوايا غير التي تم حشوها في أدمغتكم لتنفثوها في وجوهنا كمجموعة من الحمقى.
تحتاج أن تتجرد وتتخفف من تبعيتك المتخمة بالعمى التي تقودك لهاوية من السخرية اللا معقولة، لتقيم الأمور بعقلك الحر فلست ماكنة.
مأرب قوية بكبرياء وشكيمة أبنائها قبل أن تعتقدوا أنها شديدة البأس بكم وبأناشيد “لبيك إسلام البطولة”.. لكن العدو أكثر مكرا وخبثا والاستخفاف به على شاكلة منشوراتكم العبيطة، يجعل منكم أكثر سماجة من العماد والأملحي.
خلال السنة الأولى من الحرب كنت أخبر أصدقاء بأشياء محبطة ولطالما قالوا إني متشائم وهم يعظمون ما يجري في الجبهات، لتمر أربع سنوات ليقول لك البعض كم كنت محقا.
وفي الحقيقة لم يمنحنا ذلك شعورا بالزهو أو يمثل قيمة، كون القضية أكبر من ادعاءات الذكاء والبطولات الواهية عن بعد.
لست انسترا داموس ولا أدعي، انا أو غيري، فك طلاسم الغيب وقول المسلمات، لكن المؤشرات غالبا ما تكون واضحة إذا ما أمعنت في التفاصيل الصغيرة بعقلية الفيزيائي لتدرك حقيقة المادة ككل.
ولقد كانت بدايات تشكيل الجيش على أسس لا علاقة لها بالحد الأدنى من المهنية العسكرية، وتولية أشخاص ـ لا علاقة لهم بالحرب ـ زمام الحرب والقيادة، وتشكيل ألوية وهمية لنهب اعتماداتها، جميعها كانت مؤشرا على حجم الكارثة التي سنصل اليها.
سقطت نهم في أقل من أسبوع بصورة صادمة للكثيرين.. بينما قلة كانوا يدركون مثل هذه المآلات المأساوية وضروب الخيانات والحقارة.
وبدلا من رفع الصوت ضد هذا الخذلان السافر، يدخل أحدهم ليشتمك ويسخر منك ويتهمك بالخيانة وكأنك كنت قائد ألوية المدفعية والإمداد اللوجيستي!
أمثال هؤلاء المغفلون يجعلونك في لحظة نزق تتمنى لو أن الحوثي يدخل ليشنقهم بلحاهم على عمدان معبد أوام، لكن انفعالات مثل هذه تبدو بالغة الجنون مهما كان حليفك أحمقا وتافها!
لم يفت الوقت بعد، ما زال بالإمكان ترتيب الصفوف، وما لم تسارعوا بذلك، فلن تحتفوا العام القادم بثورة فبراير حتى في جزيرة كعل فرعون.
منشور كتبته العام الماضي قبل سقوط الجوف، وستتكرر نفس تعليقات الحمقى بنفس اللغة والخفة وقلة الأدب.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك