إنفاق ترفي لمليشيا الحوثي في زمن المجاعة … زخرفة العمارات وتعدّد الزوجات (تحقيق)
قبائل اليمن / متابعات
مقابل تزايد معاناة المواطنين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها إثر نهب المليشيا لمرتبات موظفي الدولة، وتكرار الجرع السعرية للمشتقات النفطية والسلع الغذائية والأدوية، تتزايد مظاهر الإنفاق العبثي لمجموعة محدودة من الموالين للجماعة الحوثية ومشرفيها.
ويظهر بوضوح انتعاش حركة البيع والشراء لمنازل في صنعاء، وهدّ المنازل المشتراة ومن ثمّ إعادة إنشائها بمساحات واسعة وارتفاعات شاهقة وتشكيلات زخرفية متنوعة، وذلك في ظل عجز ملاك المساكن عن ترميم سطوح منازلهم ترميما اعتياديا لمقاومة الأمطار الموسمية.
وتقول مصادر محلية متطابقة، إن منتفعين ومشرفين في صفوف مليشيا الحوثي المدعومة من إيران يستغلون احتياجات المواطنين، ويقومون بشراء منازلهم، وهدّها وإعادة إنشائها بكلفة مالية باهظة، في ظاهرة لافتة في عدد كبير من الحارات والأحياء السكنية بصنعاء.
وفي سياق متصل، تشهد العاصمة ظاهرة إنفاق ترفي أخرى، تتمثل في تعدّد الزوجات لمشرفي مليشيا الحوثي ومنتفعيها، والذين يفتحون منازل إضافية، في ظل عجز المواطنين عن الإنفاق على أسرة واحدة.
وفي أسواق القات، تحدّث عاملون في بيع القات مقدّرين قيمة مبيعات القات لمشرفي الحوثي بملايين الريالات يومياً في سوق واحد وأشارت المصادر إلى أن متوسط قيمة قات شخص واحد تتراوح ما بين 30 إلى 50 الف ريال يومياً.
ومنذ انقلابها في سبتمبر 2014م تواصل مليشيا الحوثي افتعال أزمات معيشية متتالية، وفرض إتاوات وجبايات مالية على القطاع الخاص وصغار التجار، وتستولي على إيرادات الجمارك والضرائب والزكاة، دونما التزامات مفترضة تجاه المواطنين.
اتساع رقعة الفقر وتزايد معدلات المجاعة
وأدت هذه الممارسات إلى اتساع رقعة الفقر، وزيادة احتياج السكان للمساعدات الغذائية حيث بات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليونا، بحاجة إلى مساعدات، وفقا لتقارير أممية.
ويحتاج 12 مليون طفل إلى مساعدات عاجلة، في أعقاب ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في بعض المناطق إلى مستويات قياسية، مسجلة زيادة 10% في 2020، وفقا لـ”يونيسف”، أواخر نوفمبر الماضي.
وفي وقت سابق حذّر المجلس النرويجي للاجئين، من أن اليمن قد تتعرض لأسوأ مجاعة على مستوى العالم منذ عقود، وذكر الأمين العام للمجلس النرويجي جان إيجلاند، انّ الوقود وقطع المرتبات وتصاعد العنف الحوثي يقوض الأمن والغذاء، ويدفع الملايين نحو مجاعة كارثية.
وقالت منظمتا (يونيسف) والأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، في بيان مطلع ديسمبر الماضي، إن درء المجاعة عن اليمن يتلاشى مع مرور كل يوم.
وجاء في البيان بأن عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الدرجة من انعدام الأمن الغذائي الكارثي يمكن أن يتضاعف ثلاث مرات تقريبا من 16 ألفا و500 شخص حاليا إلى 47 ألف شخص بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران 2021.
وأن “أعداد الأشخاص الذين يواجهون المرحلة الرابعة من انعدام الأمن الغذائي- مرحلة الطوارئ– على وشك الزيادة من 3.6 ملايين إلى 5 ملايين شخص في النصف الأول من 2021”.
وأضاف البيان، إنّ “أكثر من نصف السكان (16.2 مليون شخص) سيواجهون مستويات أزمة انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 3) بحلول منتصف 2021، مع وجود العديد من الأشخاص على عتبة الانزلاق إلى مستويات متفاقمة من الجوع”.