ضابط استخبارات أمريكي يكشف عن أهمية بقاء تصنيف الحوثيين كإرهابيين
قبائل اليمن / عدن
قال تقرير نشرته مجلة (اراب نيوز) اللندنية، إن تصنيف واشنطن، لجماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية، “يكتسي أهمية خاصة بشكل كبير، لأنه يمكن أن يشل (مالياً) أي منظمة أو كيان يتبين أنه يجري أي معاملة معها”.
وقال أوبي شهبندر -وهو ضابط استخبارات دفاع سابق ومتخصص في الشؤون الخارجية في البنتاغون، وعمل كمستشار مدني أول لقيادة العمليات الخاصة للقوات المشتركة في أفغانستان في 2010-2011-: “في الساعات الأخيرة من إدارة ترامب، صنف وزير الخارجية مايك بومبيو مليشيا الحوثي على أنها “منظمة إرهابية أجنبية” وقيادتها العليا “إرهابيون عالميون”.
وأضاف: “هذا التصنيف يكتسي أهمية خاصة بشكل كبير، لأنه يمكن أن يشل (مالياً) أي منظمة أو كيان يتبين أنه يجري أي معاملة مع جماعة الحوثيين”.
وذكر “شهبندر” أن تصنيف الحوثيين كإرهابيين قد يردع المنظمات غير الحكومية الدولية وشركات الشحن عن إجراء أي معاملات تتعلق بميناء الحديدة، حتى للأغراض الإنسانية.
واستدرك بالقول: “لكن فريق دونالد ترامب عالج هذه المخاوف عندما وضع إعفاءات خاصة لضمان وصول الإمدادات الإنسانية”.
وشدد: “يجب أن يوفر التصنيف لفريق بايدن نفوذاً أكبر على إيران والحوثيين”.
واعتبر أن “السماح للحوثيين باستخدام الطعام كسلاح للحفاظ على سيطرتهم على الشعب اليمني مع ابتزاز المجتمع الدولي لن يفعل الكثير للتخفيف من معاناة المدنيين، فقد أظهرت قيادة الحوثيين القليل من الاهتمام للمواطنين العاديين أو الأمن الغذائي في اليمن”.
وتابع: “اشتدت هجمات الحوثيين عبر الحدود، والتي تستهدف المدنيين بشكل أساسي، بناءً على طلب من الحرس الثوري الإيراني. كما أن ترسانتها، بفضل تدريب وإمدادات الحرس الثوري الإيراني، زادت بشكل كبير في التطور. بينما يعاني الشعب اليمني الذي يعيش تحت سيطرة الحوثيين معاناة شديدة”.
وأشار إلى أن أنتوني بلينكين، الذي سيصبح وزيرا للخارجية قريبا، ألمح في محادثات مع المشرعين الأمريكيين إلى أنه يعارض التصنيف “الإرهابي”. ومن المتوقع أن تراجع إدارة بايدن السياسة وتقرر ما إذا كانت ستعيق المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.
وأردف المحلل الأمريكي: “لكن ما يجب قوله أن هناك أسبابا وجيهة وراء بقاء تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية. فقد أصبح الحوثيون مرتبطين تماما وبشكل كبير بجزء من شبكة الإرهاب الإقليمية للحرس الثوري الإيراني. فقد أصبح الاثنان مرتبطين أيديولوجيا وعمليا وكأنهما توأم ملتصق.
وليس من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة بأي حال من الأحوال، سواءً أكان ذلك في ظل إدارة ديمقراطية أو جمهورية، من توسيع الحرس الثوري الإيراني لنفوذه وسيطرته في المنطقة، وذلك لأن الأمريكيين، عسكريين ومدنيين ودبلوماسيين، سيصبحون أكثر عرضة لهجمات غير تقليدية عن طريق وكلاء الحرس الثوري باستخدام مجموعة جديدة من الأسلحة الاستباقية التي انتشرت بوتيرة سريعة، وفق الكاتب.
وأشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني أطلق الأسبوع الماضي تدريبات عسكرية باستخدام “طائرات بدون طيار انتحارية” وصواريخ كروز، وهو ما اعتبره مراقبون مناورة تحذيرية لدول الخليج والغرب.
وقال “شهبندر”، إن قدرات الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التي طورتها إيران على مر السنين تعد إضافة فعالة إلى ترسانتها التي تسمح لها باستهداف البنية التحتية العسكرية والمدنية الدقيقة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ونبه إلى أنه “قد ينتهي الأمر ببعض هذه القدرات الجديدة في أيدي قادة الحوثيين، الأمر الذي سيكون كارثة استراتيجية لا يحمد عقباها”.
ودلل على ذلك عندما استهدف قدرة الحرس الثوري الإيراني في 2019 عن طريق “طائرات بدون طيار” وصواريخ كروز بشكل فعال، منشآت أرامكو النفطية في شرق السعودية.
وفيما قال المحلل الأمريكي، إن الهجوم نفسه تسبب في ضرر استراتيجي ضئيل، نوه إلى أن التهديد الحقيقي نابع من قدرة الحرس الثوري الإيراني على استخدام طائرات بدون طيار دقيقة وصواريخ كروز واستخدام أراضي الوكيل (الحوثيين) لضرب البنية التحتية الحيوية مع تجنب اللوم المباشر والحرب الشاملة.
وأوضح: “كان الحرس الثوري الإيراني قادرا على الاستفادة من قدرة الضربة الدقيقة بعيدة المدى إلى جانب قدرته على الاستيلاء على حكومة عربية وأراضيها والسيطرة عليها لشن هجمات سرية”.
وحذر من تمكن الحرس الثوري الإيراني من استخدام اليمن كنقطة انطلاق لهجمات مماثلة في المستقبل بفضل الحوثيين. ستكون إيران في جوهرها قادرة على إطلاق أسراب طائرات بدون طيار انتحارية وصواريخ كروز من جبهات متعددة في وقت واحد، مما يضع القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج في مرمى الهدف.
واستطرد: “فالاستراتيجية العسكرية للحرس الثوري الإيراني متعددة الطبقات ومرتبطة بوكلائه في العراق واليمن وسوريا ولبنان. وقد كان هجوم أرامكو بمثابة بروفة لرغبة الحرس ا