اول صحيفة تصل إلى ناقلة صافر وتكشف معلومات صادمة موثقة بالصور (تفاصيل)
قبائل اليمن / عدن / خاص
كشفت صحيفة الإتحاد في عددها الصادر أمس الأربعاء معلومات حصرية عن ناقلة صافر المثيرة للجدل والمهددة للملاحة الدولية.
حيث كشفت الصحيفة الذي تمكنت من الوصول إلى الناقلة وتوثيق الصور من داخلها في تحقيق مطول تحت عنوان صافر القنبلة التى أوشكت على الانفجار والعالم يترقب اكبر كارثة بيئية
(قبائل اليمن) يعيد نشر التحقيق
حصلت صحيفة الاتحاد على صور حصرية من داخل خزانات صافر النفطية وتعتبر صحيفة الاتحاد هي أول صحيفة عربية وأجنبية تتجاوز كل الحواجز والترسانات الأمنية المشددة التي فرضتها المليشيات الحوثية لمنع وصول الإعلام والخبراء والمراقبين الدوليين إلى خزان صافر العائم في رأس عيسى بمحافظة الحديدة المطل على البحر الأحمر (غرب اليمن) والذي أصبح يشكل تهديدًا كبيرًا على مستقبل اليمنيين والمصالح الدولية والثروات البحرية.
وتوضح الصور الحالة التي وصلت إليها خزانات صافر نتيجة غياب فرق الهندسة والصيانة الدورية للحفاظ عليها واستمرارية بقاءها للحد من الكوارث البيئية المحتملة التي ستلحقها خزانات صافر نتيجة الإهمال الذي وصلت إليه. كما تبين حجم الإرهاب الحوثي الذي يتعامل مع التهديدات الخطرة التي تشكلها صافر بنوع من اللامسوؤلية واللامبالاة وعدم الاكتراث وهو تعامل طبيعي لمليشيات وفصائل مسلحة مشبعة بالإرهاب الفكري والممارسات.
ابتزاز الحوثي
وللعام الثالث تستمر مليشيا الحوثي رفضها القاطع لكل المطالب المحلية والإقليمية والدولية الهادفة لمنع وقوع الكارثة من خلال إعادة صيانة الناقلة وتفريغها من المواد النفطية الخامة مما جعل أزمة صافر قائمة منذ سنوات وزادت من نسبة المخاطر المحتملة حتى باتت صافر تشكل قلقًا محليًا وإقليميًا ودوليًا. وتستخدم المليشيات الحوثية خزانات صافر ضمن القضايا السياسية التي تبتز من خلالها المجتمع المحلي والإقليمي والدولي؛ وضمن أهم وسائل الضغط التي تستخدمها المليشيات لتحقيق مصالح سياسية دون الفصل بين القضايا السياسية والقضايا الإنسانية والبيئية التي تهدد مستقبل اليمن والمنطقة لمئات السنوات حال تسرب مواد النفط الخام أو انفجار الخزانات نتيجة الانحباس الحراري.
موقف الحكومة
الحكومة اليمنية تقدمت بعدة مطالبات لرئيس مجلس الأمن الدولي بفصل قضية خزان النفط العائم عن بقية القضايا والتدابير المدرجة في مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن بوصفها قضية ملحة، ووضع حل منفصل وحاسم لها. وأخذت الحكومة تكرّر خطاباتها للأمم المتحدة بتاريخ 1 يونيو 2020 و23 نوفمبر 2019 و25 يونيو 2019 و10 مايو 2019 و6 مارس 2018 بشأن تدهور حالة خزان النفط العائم (صافر) في رأس عيسى؛
والذي يحوي 1.170.000 برميل من النفط الخام، وطالبت الحكومة التدخل العاجل للأمم المتحدة لتقييم حالة الخزان وصيانته وتفريغ كمية النفط المخزون فيه تفادياً لحدوث كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية كبيرة في المنطقة
مجلس الأمن
وقد عقد مجلس الامن جلسات خاصة بشأن خزانات صافر ناقش خلالها مجموعة من الوسائل والطرق لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة وإلزام الحوثيين بالانصياع والسماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة (صافر) من دون قيد أو شرط، وتمكينه من القيام بمهماته لتفادي وقوع واحدة من أكبر الكوارث البيئية في الإقليم والعالم”
الموقف الحوثي
وبالرغم من ذلك إلا أن موقف المليشيات الحوثية لم يتغير ولا زالت حتى اليوم تستخدم خزان صافر كوسيلة للابتزاز والضغط وظهر محمد على الحوثي مؤخرًا رئيس اللجنة الثورية والقيادي في حركة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران؛ معلنًا تخلي جماعته عن المسؤولية المترتبة على حدوث الكارثة الوشيكة وإن جماعته تقدمت بمقترح بشأن معالجة خزان صافر؛ وبحسب مصدر حكومي قال أن مبادرة المليشيات الحوثية التي قدمتها تحتوي على شروط مجنونة ترفضها الحكومة والمجتمع الدولي. مشيراً أن مليشيات الحوثي جعلت من صافر وسيلة لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية من ضمنها انسحاب القوات المشتركة من الحديدة ورفع الحصار الدولي عن إيران وفتح مطار صنعاء لنقل جرحاهم المصابين وخروج الخبراء الإيرانيين واللبنانيين، واستلام قيمة مليون برميل من النفط الخام الذي يحويه الخزان.
خطورة
وقالت مصادر خاصة في راس عيسى (اشترطت عدم ذكر اسمها) لصحيفة الاتحاد أن أنظمة إطفاء الحريق منتهية تماما وأصبحت شبكة الأنابيب المسؤولة عن دخول مياه البحر الى نظام الحريق عبارة عن خردوات تالفة بعد انتشار الصدى داخلها وتآكل أجزاء كبيرة منها وبمجرد لمسها تتحول الى فتات صغيرة.
وأوضحت المصادر أن تلف شبكة الإطفاء وأنابيب دخول المياه يجعل من المستحيل تشغيل الباخرة وآلات شفط وتفريغ المواد الخامة بداخل الناقلة مالم تكون أنظمة الإطفاء في أتم جاهزيتها. وأضافت المصادر أن مخاطر تلف أنظمة إطفاء الحريق وخروجها عن الجاهزية كبيرة جدًا ومتعددة ومن المتوقع تسرب مياه البحر الى الداخل الأمر الذي سيؤدي الى غرق الناقلة داخل البحر وتسرب المواد النفطية الخامة الموجودة بداخل الخزانات بأحجام مختلفة.
ولفتت أن سعة الناقلة التخزينية 3 مليون و600 برميل؛ بينما الكمية المتواجدة حاليا على الناقلة مليون و170 برميل من النفط الخام.
وأضافت المصادر أن أنظمة ضخ الغاز الخامل (نتروجين) الى داخل خزانات النفط الخام المسؤولة عن طرد مادة الأكسجين الذي يساعد على الاشتعال هي الأخرى منتهية وتالفة نتيجة الإهمال ومرور سنوات على عدم الصيانة.
وأشارت أن الخزانات التي تحتوي على المواد النفطية الخامة حسب التقارير الأخيرة أصبحت مليئة بمادة الأكسجين ومن المحتمل أن تنفجر الخزانات المغلقة بعد دخول مادة الاكسجين محل مادة النتروجين التي من وظيفتها طرد جميع المواد التي تساعد على الاشتعال.
وأكدت المصادر أن جماعة الحوثي لم تسمح للفرق الهندسية بالبقاء في صافر والقيام بالصيانة الدورية للخزانات منذ قرابة خمس سنوات ورغم التهديدات التي باتت تنبأ بكارثة عالمية إلا أن المليشيات تستمر بمنع طواقم الهندسة والصيانة وهناك فقط أربعة موظفين تابعين للمليشيات بينهم قبطان السفينة وكهربائيين وافراد يترقبوا الضغط واسعافات أولية.
المخاطر المحتملة
ويذكر أن تسرب المواد النفطية الخامة إلى مياه البحر الأحمر سيؤثر على البيئة اليمنية البحرية والساحلية وستتعرض للتدمير الكلي الذي سيمتد من سواحل البحر الأحمر حتى سواحل خليج عدن والبحر العربي وان هذه البيئة ستخسر كل مقدراتها وستتلوث سواحل اليمن بمادة النفط الخام الثقيلة التي تمنع وصول الأوكسجين والشمس إلى أعماق البحر وتتسبب بمقتل الأحياء البحرية، وبقع زيت الأسماك والمحار بالإضافة لدمار وتلف غابات المانجروف التي تمتاز بها عدد من الجزر اليمنية في البحر الأحمر منها جزيرة كمران الشهيرة كونها أهم غابة بحرية تمتلئ بأشجار المانجروف وغيرها من النباتات وأشكال الحياة البحرية في بيئة البحر الأحمر ما سيؤثر في السلسلة الغذائية البحرية، وعلى المدى البعيد ستتراكم السموم في أنسجة اليرقات والكائنات الحية الدقيقة التي تعد مصدراً غذائياً أساسياً للأسماك الكبيرة. بالإضافة الى أن الغازات المتطايرة والمتبخرة في الهواء ستتسبب بحدوث أضرار جسيمة في صحة السكان في المناطق القريبة كونها تصيب الجهاز التنفسي. أما في حالة حدوث انفجار للناقلة واحتراقها فمن المتوقع أن تزيد هذه الكارثة من ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة التصاعد الكثيف لأكاسيد الكربون إلى الغلاف الجوي.
معلومات عن صافر
تم بناء ناقلة صافر في عام 1976 من قبل شركة Hitachi Zosen Corporation في اليابان بصفتها ناقلة النفط Esso Japan. وعند بنائها كانت حمولتها الإجمالية 192،679 طنًا ووزنها يبلغ 406،640 طنًا ويبلغ طولها 362 متر (1,188 قدم)، وتعمل الناقلة بواسطة توربين بخاري بسرعة خدمة تبلغ 15.5 عقدة (17.8 ميل/س).
في عام 1987 تم تحويل Esso Japan إلى سفينة تخزين غير مدفوعة وأعيد تسميتها صافر حيث كانت راسية على بعد 7 كيلومتر (4.3 ميل) قبالة سواحل اليمن في عام 1988 تحت ملكية الحكومة اليمنية عبر المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز التي استخدمتها لتخزين وتصدير النفط من حقول النفط الداخلية في مأرب. في مخزونها تمتلك صافر حوالي ثلاثة ملايين برميل من النفط.
صور حصرية