الهوية والانتماء لا تصنع بتخليد إنجازات باتت من الماضي، ولم يستفد منها جدي وابي، ولا انا ولا ابني، ولا ايضاً باعلام مزيف وكاذب.
الهوية والانتماء تصنع بالانجازات والتمكين والرفاهية والحياة الكريمة.
قبل 100 سنة وربما اقل بكثير، لم تكن هويات موجودة واليوم باتت راسخة وتقام لها الاحتفالات السنوية ويحتفل كل الشعب صغيرهم وكبيرهم، وصارت محل فخر وتفاخر بين الشعوب.
بماذا نحتفل وبماذا نعتز!
بالخراب والدمار؟
بالتشرد والذل في الداخل والاغتراب؟
بمسؤولين سرق ولصوص دمروا كل ما هو جميل بهذا البلد؟
ولا نحتفل بعدد الشهداء الذين يتساقطون تباعاً بسبب من تولوا امرنا.
ولا أقولكم خلاص معنا بسكويت ابو ولد نحتفل به ونكذب على انفسنا ونعتبره إنجازا!
الهوية والانتماء تكون حيث يكون الانسان، حيث يجد ذاته وكرامته ويشعر ان له قيمة بالحياة، غير ذلك كذب والتغني بالماضي بدون حاضر ولا مستقبل فشل وعجز وخداع للنفس.
تعرفون لماذا الكثير من ابناء الجنوب يعتزون بهويتهم الى اليوم، لأنهم يتذكرون بقايا دولة اعزتهم، بغض النظر عن الاخطاء، لكن كانت دولة لها مكانتها، كان نظاما، كانت هيبة، كان تعليم، كانت رعاية صحية، كانت انجازات كثيرة افتقدها ابناء الجنوب عقب 1990 لذلك تنكروا لما يراد يفرض عليهم من هوية، ولسان حالهم بقايا دولة نعتز بها ولا دولة سرق ولصوص وجل انجازاتها التغني بالماضي!
اصحوا من سباتكم! واخرجوا من دائرة الوهم والكذب، الذي صنعه لكم اعلام فاشل طوال ثلاثين عاما.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك