الحاكم الإيراني لصنعاء (إيرلو) يدشن مهامه بـ 70 اتفاقية مرتقبة
قبائل اليمن / عدن
كشفت مصادر سياسية في صنعاء اعتزام مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن توقيع ما وصفتها بمجموعة اتفاقيات تمنح القيادي الإيراني حسن ايرلو ممارسة سلطات علنية واسعة، تحت مسمى تفعيل اتفاقيات سابقة وتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة.
وجاءت هذه المعلومات بالتزامن مع اتهام الخارجية الأمريكية للنظام الإيراني بتهريب حسن إيرلو، عضو الحرس الثوري الإيراني المرتبط بـحزب الله اللبناني، إلى اليمن تحت غطاء السفير لدى ميليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن.
وعلى لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس في حسابها الرسمي على «تويتر»، حذرت واشنطن يوم الاربعاء من مساعي إيران المستمرة لتعزيز ما وصفته بـ”النفوذ الخبيث”.
وجاء التحذير الأمريكي هذا تعليقا على إعلان طهران السبت الماضي وصول القيادي في «الحرس الثوري» حسن إيرلو إلى صنعاء وتنصيبه سفيراً لدى الجماعة الحوثية.
واعتبرت أورتاغوس في الإعلان الإيراني دلالة على “نية إيران في استخدام الحوثيين لتوسيع نفوذها الخبيث واضحة”، داعية الشعب اليمني إلى القول “لا لإيرلو وإيران”.
سياسيون في صنعاء اعتبروا تصريح المتحدثة باسم الخارجية الامريكية يعد “نفياً ضمنياً” لاتهامات وجّهت لواشنطن بتسهيل وصول إيرلو إلى صنعاء عبر العاصمة العمانية مسقط، في إشارة إلى صفقة إفراج الحوثيين عن رهينتين أميركيتين ورفات ثالث، قبل عملية تبادل اكثر من 1000 اسير المعلنة رسمياً.
ويوم السبت 17 أكتوبر/ تشرين الأول أعلن رسميا المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة بان السفير الايراني الجديد في اليمن حسن ایرلو وصل الى صنعاء.
ونقلت وكالة انباء “فارس” الايرانية عن خطيب زادة تأكيده وصول السفير الايراني الجديد الى صنعاء، وقال: “ان سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية فوق العادة ومطلق الصلاحية حسن ايرلو قد وصل الى صنعاء”.
وحسب المسئول الإيراني سوف “يقدم السفير الايراني الجديد في صنعاء قريبا نسخة من اوراق اعتماده” لوزير الخارجية في حكومة د عبدالعزيز بن حبتور، التي تديرها مليشيا الحوثي، كما سيقدم اوراق اعتماده لرئيس ما يسمى المجلس السياسي الاعلى في صنعاء القيادي الحوثي مهدي المشاط.
وبدخول الايراني حسن إيرلو صنعاء عبر التهريب أو الصفقات السياسية، يكون الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي الانقلابية دخل طورا جديدا، وتحولا في طبيعة العلاقة بين مليشيا الحوثي ومسئولي ايران من التبعية المطلقة، إلى الحكم الفعلي العلني من داخل الاراضي اليمنية.
ويعتبر سياسيون الاعلان الايراني عن وصول السفير المزعوم إلى صنعاء وصمت سلطات الانقلاب في صنعاء، مؤشراً على تنامي الحضور الإيراني والتحكم بالقرار السياسي (الافتراضي) لسلطات الانقلاب الحوثي، وأن الحضور الإيراني وصل إلى مرحلة ما وصف بـ”الحاكم الفعلي” لصنعاء.
والعام الماضي استقبلت إيران القيادي الحوثي إبراهيم الديلمي كسفير (افتراضي) لسلطات الانقلاب الحوثي في ايران، وأواخر أغسطس/ اب الماضي، اعتبر القيادي الحوثي الديلمي “قرار تعيينه سفيرا لدى إيران بداية لانفتاح كبير على دول أخرى”، وزعم الديلمي في تصريحات صحافية بأن “المرحلة المقبلة ستشهد انعكاسات متعددة لإعادة التمثيل الدبلوماسي مع طهران تتمثل في تعيين سفير جديد لطهران في صنعاء”.
وكشفت مصادر سياسية في صنعاء عن مساعٍ حوثية لتفعيل اتفاقيات (يمنية – إيرانية) سابقة موقفة، وتوقيع حزمة اتفاقيات جديدة مع السفير الإيراني (الافتراضي) الجديد، تدشيناً لمهامه كحاكم فعلي في العاصمة اليمنية صنعاء.
وتأتي هذه المعلومات متّسقة مع ما اعلنه في وقت سابق القيادي الحوثي ابراهيم الديلمي، المعيّن سفيراً افتراضيا للمليشيا في ايران، اعتزام جماعته تنفيذ وإعادة ترتيب اتفاقيات سابقة مع ايران وفقا للأولويات.
وكشف القيادي الحوثي أن (70) اتفاقية موقعة وجاهزة للتنفيذ تشمل المجالات الزراعية والطبية والتعليمية والاقتصادية والخدمية سيتم جدولتها وفقا للظروف والاحتياجات، مشيراً كذلك إلى اعتزام جماعته إعادة تفعيل التبادل الثقافي مع ايران “إضافة إلى تعزيز العمل الإغاثي والإنمائي ليس فقط عبر الحكومة وإنما كذلك عبر المنظمات والجمعيات والفعاليات الشعبية في إيران”.