أن ما جرى في العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر العام 2014م هو انقلاب عسكري مكتمل الأركان من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية الطائفية على الوطن وشرعيته, وعلى رئيس منتخب من الأمة، انتخابًا حرًّا نزيهًا، فاغتالوا الدستور والقوانين وأدوا كل فكرة حرة، واغتالوا كل رغبة صادقة لبناء الوطن, فكان مكر الليل والنهار لهؤلاء الانقلابيين الذين اشتركوا معهم قادة خائنون ورموز الدولة العميقة, ففاحت منهم رائحة العهد البائد، وانبعثت منهم دلائل الحنين إلى تلك الحقبة المظلمة في تاريخ الشعب اليمني.
لقد ترتب على هذا الانقلاب مآسي لم تحدث في تاريخ اليمن الحديث، فقُتل الآلاف، وأُصيب واعتقل عشرات الآلاف من خيرة أبناء اليمن، ومن أطهر شبابها وفتياتها، وصودرت الحريات، وضيق على الشرفاء من الصحفيين والإعلاميين، ونشطت آلة القمع، وازدادت الاعتقالات التعسفية والقمعية والاستبدادية، مع تلفيق التهم الباطلة، وانتشار المحاكمات الهزلية.
بانقلابهم على الوطن وشرعيته أقاموا سلطة زائفة, وأسسوا لجمهورية الخوف التي لا ينبغي السير في ركابها، أو العمل على تثبيت دعائمها، أو تقوية أركانها، وفرضوا وصاية زائفة على الشعب, وصاية ثقافية وسياسية تفصل وتخيط على أمزجتهم, ومارسوا ولا زالوا يمارسون سياسة الإنكار والتنمر, وإنكار الحقائق الواضحة, وكذلك مارسوا أكبر قَدْر من الضغط والديكتاتورية من أجل تطويع الشعب بالقوة.
أخيراً أقول … بانقلاب المليشيات الحوثية الطائفية على الوطن وشرعيته أقصوا التيارات السياسية المختلفة وسعوا بكل ما يملكون لمصادرة الهوية اليمنية, والغوا كل الضوابط الشرعية والأخلاقية والقيمية، التي تحافظ على أخلاق وعادات وتقاليد المجتمع اليمني, وأصبحت أياديهم التي ما عهدت الطهارة، ملوثة بدماء اليمنيين, ونفوسها مريضة بكسب المال الحرام، وعقولها منغلقة عن آفاق التطور والرقي, عبثت بعقول البسطاء والعامة، حتى ظنوا الحق باطلاً والباطل حقاً، وحتى روا النهار مظلماً، والليل مُشرقاً, والله من وراء القصد.
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار