تهل علينا الذكرى السابعة والخمسون لثورة 14 أكتوبر 1963م. التي قامت ضد أعتى إمبراطورية في العالم بريطانيا العظمى التي لاتغيب عنها الشمس كانت ارادة الثورة عاقدة العزم على التحرير والاستقلال دون هوادة ويكفي ثوارنا الأبطال انهم انتزعوا الاستقلال على غير ما كانت تريده بريطانيا حيث ان بطولات الثوار كانت محط احترام العالم اجمع وارغمت بريطانيا على الاعتراف بهم كقوة حقيقية على الأرض تحقق نجاحات يومية وانتصارات متتالية مدعومة بالارادة الشعبية والالتفاف الجماهيري الواسع ، ولمن كذب هذا يعود فيديوهات وثقة فرحة جماهير الشعب التي عبرت عنها في يوم إعلان الاستقلال الثلاثين من نوفمبر 1967م وحجم الجماهير المكتضة التي توافدت وطافت في شوارع مدينة عدن وساحة الاحتفال.
عموما مهما قال المتقولون عن ثورة أكتوبر ألا أن ثمة حقائق ساطعة سطوع الشمس في رابعة النهار بكونها قد وحدت ورسمت اطار الجمهورية الوليدة الفتية على امتداد شاسع من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا تطل على اهم المضايق والسواحل البحرية والجزر الاستراتيجية كسقطرى وميون.
ومع امتداد جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية الواسع واجهت منذ الوهلة الأولى تحديات وصعوبات جمة لكن ارادة الثوار الوطنيين واخلاصهم مشفوعا باخلاص جماهير الشعب التواقة للاستقلال الناجز كان كافيا لمواجهة أعتى واعقد الصعوبات والتحديات.
انجزت ثورة أكتوبر استقلال وطنيا على كامل التراب الجنوبي واتجهت صوب البناء لاركان الدولة وتأسيس جيش مهاب وأمن قوي واتجهت إلى التعليم المجاني والتطبيب المجاني للجميع حتى انها في الجانب الاقتصادي شرعت في بناء مصانع وطنية استوعبت الالاف من القوى العاملة كانت بداية رغم تواضعها ألا انها كانت تجربة لها مالها وعليها ما عليها.
هناك من شباب اليوم من لا يعرفون حجم التحديات والصعوبات التي واجهت الجمهورية الوليدة وعاصمتها عدن وحجم التضحيات التي قدمها الشعب للحفاظ على هذه الدولة ومقوماتها وحجم المؤامرات التي واجهتها لكنها كانت تخرج من كل التحديات منتصرة. إلى ان جاءت حرب 94م الاجرامية التي استهدفت كل مقومات الدولة الجنوبية والنيل منها َمصادرتها وسياسات محوها وكل هذا لم يمنع ثورة الحراك السلمي الجنوبي الذي قاوم القوة والصلف بصدور عارية وارادة صلبة ، وما اعقب ذلك من حملات تكفيرية همجية للنيل مما حققته ثورة أكتوبر والدولة الجنوبية. بمافي ذلك استقدام قوى التطرف والإرهاب حيث يعد شعب الجنوب هو أول شعب عربي في الوطن العربي يناله التطرف والإرهاب بدعم وتخطيط تلك القوى التي يعرفها شعبنا حق المعرفة