صحيفة بريطانية : عمان تطهر مسقط من خلايا الإخوان دفاعا عن الخليج وتركيا تحتضنهم
قبائل اليمن /عدن
تجلت الحكمة العمانية في الحفاظ على البيت الخليجي من أي استهدف لتطهر مسقط من خلايا إخوانية تستهدف دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات حيث نشرت صحيفة بريطانية تفاصيل عن هذه الخلايا الذي كانت تتخذ من العاصمة العمانية مسقط مقرا لها حيث كشفت مصادر سياسية لـ”العرب” عن تحول لافت في الموقف العماني إزاء النشاط الإخواني المدعوم من قطر الذي كان يتخذ من العاصمة العمانية مسقط مركزا لتنسيق الهجمات الإعلامية ضد التحالف العربي بقيادة السعودية، مشيرة إلى أن سلطنة عمان باتت تضيق الخناق على ما يعرف بـ”خلية مسقط”، وأن الأمر على علاقة بتحسين العلاقة مع السعودية.
وذكرت المصادر أن السلطات العمانية طلبت من بعض الناشطين والإعلاميين اليمنيين، المحسوبين على جماعة الإخوان، التوقف عن ممارسة الأنشطة الإعلامية المعادية للتحالف من أراضيها أو مغادرة البلاد؛ وهو ما أجبر عددا من القيادات الإعلامية والسياسية اليمنية، التي كانت تعمل ضمن “خلية مسقط”، على الانتقال إلى مدينة إسطنبول التركية.
وأكدت أن تحولات الموقف العماني من النشاط الإخواني اليمني الممول من الدوحة، جاءت ضمن سياسة السلطان هيثم بن طارق، وهي سياسة تقوم على إقامة علاقات إيجابية مع جيرانها.
وقالت تلك المصادر إن السلطات العمانية العليا بدأت تتصرف وفق سياسة تقوم على عدم الانخراط في معارك الآخرين وصراعاتهم خصوصا عندما يتعلق الأمر باستهداف دول الجوار.
ونقل مستشار وزارة الإعلام اليمنية فهد طالب الشرفي عن مصدر خاص أن السلطات العمانية وجّهت إنذارا للصحافي الإخواني سمير النمري الذي يعمل مراسلاً لقناة الجزيرة القطرية في مسقط، على إثر نشاطاته التحريضية المسيئة إلى السعودية واليمن داخل الأراضي العمانية.
وأشار الشرفي، في تغريدة على تويتر، إلى تعديل النمري صفته على حسابه في تويتر وحذف صفة عضوية جمعية الصحافة العمانية.
وكانت “العرب” قد كشفت، في تقرير سابق بعنوان “خلية مسقط تشنّ الهجمات الإعلامية على التحالف العربي بمشاركة قطرية”، عن تحوّل نشاط مكتب قناة الجزيرة في مسقط الذي يديره إعلامي إخواني يمني إلى مركز إعلامي متقدم لإدارة الأنشطة الإعلامية القطرية المعادية للتحالف العربي في اليمن.
ويعمل المكتب على إنتاج مواد إعلامية من داخل الأراضي اليمنية لتشويه دور التحالف العربي والتشكيك في أهدافه بالتعاون مع عناصر إخوانية من داخل المحافظات المحررة. كما يقوم مكتب آخر للجزيرة في صنعاء بدور مشابه من داخل مناطق سيطرة الحوثيين.
وتأتي تحولات الموقف العماني بالتزامن مع التصاعد اللافت الذي يعرفه الدور القطري في اليمن ودخوله مرحلة جديدة يتضافر فيها النشاط السياسي والإعلامي المناهض للتحالف العربي مع تحركات عسكرية وأمنية تستهدف إفشال التقدم في مسار تنفيذ اتفاق الرياض واقتراب تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة.
وكشفت مصادر يمنية مطلعة عن مخطط مدعوم من الدوحة لاستهداف قوات التحالف العربي في محافظة شبوة، مؤكدة أن تيار قطر وجماعة الإخوان يعملان فيها على محاصرة معسكرات التحالف العربي ويحاولان الاحتكاك بها تمهيدا لتفجير الموقف العسكري.
ولفتت هذه المصادر إلى أن جماعة الإخوان في شبوة تكثف تواجدها في محيط معسكر التحالف العربي في بلحاف، بالتوازي مع توجيه رسائل سياسية وإعلامية عبر قيادة السلطة المحلية في المحافظة (إخوان) تتضمن تهديدا مبطنا لقوات التحالف بأنها ستكون عرضة لاستهداف شعبي في حال لم تغادر المنطقة.
وظهر محافظ شبوة المحسوب على الإخوان محمد بن عديو برفقة وزير النفط اليمني أوس العود على قناة “المهرية” القطرية أثناء زيارة إلى منشأة نفطية في المحافظة، وأدليا بتصريحات تتهم التحالف ضمنيا بعرقلة تصدير النفط والغاز، وهي الذريعة التي يستخدمها إعلام قطر والإخوان للتحريض ضد التحالف العربي في الآونة الأخيرة.
وكشفت مصادر “العرب” في شبوة عن وجود تنسيق إخواني – حوثي في شبوة لاستهداف قوات التحالف العربي، حيث تترافق محاولات الاحتكاك بقوات التحالف في منطقة بلحاف مع اعتصامات قبلية أمام مقر التحالف في منطقة العلم عبر مجاميع قبلية من المحافظة عرف عنها الارتباط بالحوثيين عقائديا وسياسيا، وسبق لها أن رفعت شعارات حوثية، كما ظهر أحد شيوخها (سيف ناصر المحضار) على قنوات الحوثي خلال استقباله في صنعاء من قبل رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، أثناء المواجهات بين قبيلته وقوات التحالف.
وقالت المصادر إن قبيلة “السادة” (آل المحضار) التي خاضت مواجهات مع قوات النخبة الشبوانية والتحالف في يوليو من العام الماضي بإيعاز من الحوثي، بدأت بتنظيم فعاليات احتجاجية مسلحة أمام معسكر التحالف في العلم بالتنسيق مع الإخوان والسلطة المحلية في شبوة، في مؤشر على طبيعة التناغم الحوثي – الإخواني الذي ظهر للعلن بشكل لافت في المحافظات المحررة التي يهيمن عليها التيار القطري في الحكومة الشرعية مثل تعز وشبوة والمهرة.
وتبدي قطر وتركيا اهتماما متزايدا بمحافظة شبوة اليمنية الغنية بالنفط والغاز والمطلة على البحر الأحمر والتي يحتمل مراقبون أن تكون نقطة عبور أنقرة إلى الملف اليمني، بالنظر إلى النشاط الاستخباري التركي اللافت
في المحافظة تحت ستار “المنظمات الإنسانية”، إلى جانب إنشاء معسكرات إخوانية ممولة من قطر بقيادة وزير النقل اليمني المستقيل صالح الجبواني وعدد من العسكريين الموالين للدوحة.
وربطت مصادر سياسية بين زيادة النشاط القطري في اليمن وتزايد المؤشرات على قرب الإعلان عن الحكومة اليمنية الجديدة وفقا لاتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعارضه بشدة تيار قطر في الشرعية وجماعة الإخوان خوفا من تسببه في تحجيم النفوذ القطري المتزايد في المناطق المحررة.
ويشهد الملف اليمني تسارعا في مسار التصعيد العسكري بين الحكومة اليمنية والحوثيين، بالتوازي مع جهود تفعيل المسار السياسي عبر تنفيذ اتفاق الرياض، ودفع حالة التوافق على خطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث (الإعلان المشترك) نحو أعلى درجات التوافق الممكنة قبل تمريرها عبر مجلس الأمن الدولي.
ويزور غريفيث الرياض لعرض آخر نسخة معدلة من خطته لوقف إطلاق النار الشامل في اليمن والترتيبات السياسية والإنسانية المرافقة، في مستهل جولة جديدة قد تشمل صنعاء ومسقط.
وتستبعد مصادر “العرب” نجاح غريفيث في انتزاع موافقة أي من أطراف النزاع في اليمن على خطته بالنظر إلى التعثر الحاصل سواء على مستوى تنفيذ اتفاق الرياض أو بخصوص إحراز أي تقدم في اتفاق ستوكهولم، بما في ذلك الملفات الأقل تعقيدا كالترتيبات الاقتصادية وملف تبادل الأسرى وحتى وقف إطلاق النار في الحديدة الذي انهار بشكل كامل خلال الأيام الماضية نتيجة تجدد المواجهات بين قوات المقاومة المشتركة والميليشيات الحوثية جنوبي الحديدة.