قبائل اليمن / وكالات
بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس، أمس الأربعاء، مجالات التعاون في شرق المتوسط.
جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه السيسي اليوم من رئيس الوزراء اليوناني، بعد ساعات من مغازلة تركيا مصر بشأن ترسيم الحدود البحرية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي في بيان إن الاتصال “تناول التباحث حول العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع البلدين في مختلف المجالات خاصة التعاون في مجال الطاقة وقضايا شرق المتوسط”.
وأكد الرئيس المصري خلال الاتصال “متانة وتميز العلاقات التي تربط بين البلدين، واعتزاز مصر بمظاهر علاقات التعاون مع اليونان وما تشهده من تطور إيجابي، خاصةً في ظل اتساق المصالح والمواقف المشتركة بين البلدين على المستوى الإقليمي”.
وأعرب السيسي عن “تطلع مصر للارتقاء بمختلف جوانب التعاون البناء، لاسيما على الصعيد الاقتصادي ومجالات الطاقة، وعلى المستوى الأمني والعسكري”.
من جهته، أكد رئيس الوزراء اليوناني “حرصه على تبادل وجهات النظر والتشاور مع الرئيس (المصري) تجاه القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.
وأشار إلى “أهمية التنسيق المتبادل في هذا السياق، خاصة في مجال الطاقة وملفات شرق المتوسط وذلك على نحو يساهم في تحقيق مصالح الشعبين الصديقين، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي بين كل من مصر واليونان وقبرص”.
والاتصال الهاتفي الذي تلقاه السيسي من رئيس الوزراء اليوناني، جاء بعد ساعات من تصريحات وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، حيث قال في مؤتمر صحفي في أنقرة، إن “تركيا ومصر قد تتفاوضان على ترسيم الحدود في شرق البحر المتوسط إذا سمحت العلاقات بينهما بمثل هذه الخطوة”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها أنقرة مغازلة القاهرة، بل سبقتها محاولات عدة، كان آخرها في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، عندما أبدى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن رغبة بلاده في إعادة العلاقات مع مصر.
ورأى خبراء سياسة وقانون في أحاديث لـ”العين الإخبارية” أن مغازلة أنقرة للقاهرة تعتبر اعترافا منها بدور مصر المركزي في شرق البحر المتوسط، ورغبة في كسر حالة الحصار الذي تعانيه.
ويمتد البحر الأبيض المتوسط على مساحات واسعة من حقول الغاز الطبيعي، خاصة في منطقته الشرقية (مصر، وإسرائيل، وفلسطين، وقبرص، واليونان)، بينما تركيا التي تدعي أنها مظلومة، لعدم وجود اكتشافات في مياهها الإقليمية، تحاول السطو على حقول دول الجوار.
ومنذ 2019، اشتد الصراع التركي مع دول الجوار خاصة اليونان وقبرص، للسيطرة على مياه إقليمية موضع خلاف دولي، بهدف تحويلها إلى مناطق امتياز تركية، يرجح أنها تحوي كميات من الغاز الطبيعي، الذي تحتاجه تركيا.
فيما قامت مصر بترسيم حدودها مع اليونان، إذ وافق السيسي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على اتفاق الحكومتين المصرية واليونانية حول تعيين المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين الموقع بتاريخ 6 أغسطس/آب 2020.