قبائل اليمن / متابعات
لا تزال المعلومات تتكشف منذ القبض على محمود عزت القائم بعمل المرشد لجماعة الإخوان في مصر. فقد كشفت آخر تلك المعلومات عن تفاصيل جديدة عن علاقات الإخوان بدول معادية لمصر والمنطقة، وتعاونهم معها من أجل السيطرة على مقاليد الحكم.
وقد كانت إيران على رأس تلك الدول التي تعاملت معها الجماعة، وكان هذا معروفا، لأجهزة الأمن المصرية، إلا أن الأخيرة لم تتمكن من رصد تعاملات مالية بين قيادات الجماعة والإيرانيين بشكل مباشر، أو حصول لقاءات بين الجانبين في القاهرة، قبل ثورة يناير من العام 2011.
لقاءات في دول ثالثة
غير أن المعلومات كشفت حصول لقاءات بين قيادات من التنظيم الدولي للإخوان والإيرانيين قبل أحداث يناير من العام 2011 وعقب ثورة يونيو من العام 2013 في دول ثالثة مثل تركيا ولبنان، وغزة، كما كانت التعاملات المالية، تجري عبر وسطاء من لبنان وقيادات من حماس ينقلون الأموال والتدفقات النقدية من الجماعة لحساب قيادات من الحرس الثوري الإيراني، كل ذلك من أجل تنفيذ اتفاق حول إنشاء حرس ثوري لحساب الإخوان في مصر.
تسريب وثائق مهمة
إلى ذلك، كشفت المعلومات التي حصلت عليها أجهزة الأمن المصرية أن الإخوان، خلال وجودهم في حكم مصر سربوا لإيران وثائق مهمة عن قوات الأمن المصرية، وتشكيلاتها، ومهامها، لا بل كانت بعض الوثائق والمستندات التي ترد لمؤسسة الرئاسة والرئيس محمد مرسي تصل نسخا منها لإيران أيضا، وقد تبين لاحقا أنها كانت تنقل عبر أمين عبد الحميد الصيرفي القيادي في الجماعة، والذي كان ضمن الحملة الانتخابية للرئيس الإخواني محمد مرسي، ثم شغل منصب سكرتير رئيس الجمهورية.
نصيحة سليماني
كما تبين أن الجماعة اتفقت خلال حكمها مصر، مع إيران على تشكيل حرس ثوري على غرار الحرس الثوري الإيراني، وقد قدم قاسم سليماني قائد فيلق القدس حينها عدة اقتراحات، طالبا منهم تنفيذها في مقدمتها إدخال عناصر من الجماعة لكليات الشرطة والكليات العسكرية.
وقد حاول الإخوان بالفعل تنفيذ النصيحة، لكن أجهزة الأمن “قامت باستبعاد 70 طالبا من المتقدمين لكلية الشرطة في العام 2012 لعدم الصلاحية، بعدما تبين انتماؤهم للإخوان، وبعضهم من أقارب قيادات الجماعة خيرت الشاطر وسعد الكتاتني، بحسب ما أكد مصدر أمني رفيع المستوى لـ “العربية.نت”
معسكرات تدريب في الصحراء
كما تم استبعاد أعداد أخرى كانت تقدمت للالتحاق بالكليات العسكرية، فيما طلب سليماني إقامة معسكرات في الصحراء لتدريب العناصر الإخوانية المزمع ضمها للحرس الإخواني على أن يقوم بتدريبهم عناصر من الحرس الإيراني وحزب الله وحركة حماس.
إلى ذلك، كشفت المعلومات أن الجماعة خصصت بالفعل 4 معسكرات تدريب في سيناء، والبحيرة، وطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، وكان يشرف عليها بشكل مباشر محمود عزت القائم بعمل المرشد، وفي إحدى المرات رصدت الأجهزة الأمنية زيارة لمحمد بديع ومحمود عزت وتفقدهم لعمليات التدريب بها.
سياح إيران
إلا أن دخول عناصر الحرس الثوري الإيراني إلى مصر لتدريب الإخوان كان يواجه مشكلة صعبة وهي إمكانية رصدهم من قبل السلطات المصرية، لذلك جرى الاتفاق على إدخالهم ضمن الأفواج السياحية الإيرانية التي بدأت تتوافد وفقا لاتفاق بين الحكومتين في البلدين، منذ أبريل من العام 2013، وجرى الاتفاق كذلك على تسهيل تدفق الأسلحة الإيرانية المتعاقد عليها بين الجانبين من خلال الأنفاق في سيناء وعبر المتوسط على أن تتولى تلك المهمة حركة حماس.
وعقب وصول الأسلحة لمصر يتم تخزينها في مزرعتين بالبحيرة والإسكندرية يمتلكهما قياديان بالإخوان بمحافظة كفر الشيخ هما شكري نصر محمد البر ورجب عبده مغربي كما تم الاتفاق على أن يتم تدريب العناصر الإخوانية على تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة في أنفاق أسفل المزرعتين حتى لاينكشف الأمر لو حدث انفجار أو خلافه خلال عمليات التدريب على صناعة المتفجرات.
كما أوضحت المعلومات أن الحرس الثوري الإيراني زود الجماعة بأسلحة ضخمة تولى سداد قيمتها المالية التنظيم الدولي، من أجل تنفيذ هذا المخطط، ومن هذه الأسلحة ألغام أرضية مضادة للأفراد، وبنادق آلية وجرينوف وطبنجات 9 مللي وكميات كبيرة من مادة نترات الصوديوم وبنادق القنص أي إم 50، و مادة ي سي دي ركس شديدة الانفجار والتي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرة.
الطاقة الكهربائية والمفاعلات النووية
ولم تقف مجالات التعاون بين الإخوان وإيران عند حد إنشاء حرس ثوري للجماعة، بل امتد لآفاق أخرى اتفق عليها بشكل مباشر محمود عزت الذي كان الحاكم الفعلي للجماعة مع خيرت الشاطر حتى في وجود محمد بديع مرشد الجماعة ومحمد مرسي رئيس الجمهورية الإخواني، ورصدت الأجهزة الأمنية المصرية لقاء في مصر جمع محمود عزت وعصام الحداد مع مجتبى أماني، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بمصر في منزل الأخير بالقاهرة، جرى خلاله الاتفاق على دعم إيران لمصر وتعاونها في مجال توليد الطاقة الكهربائية من المفاعلات النووية كما عرض مجتبي نقلا عن مسؤولين إيرانيين بارزين لمحمود عزت إمكانية عرض إيران خطا ائتمانيا لحكومة الإخوان بمبلغ مليار دولار مع إمكانية وصوله لـ 2 مليار دولار وقد يصل إلى 10 مليارات دولار، في حالة التعاون الكامل والتنسيق في ملفات سوريا واليمن.
وعلى ضوء هذا اللقاء أرسلت الجماعة -وفق المعلومات -وفودا شعبية إلى طهران للتمهيد للتقارب، وقد سافر الوفد الأول المكون من 51 شخصاً على رأسهم مجدي أحمد حسين، قيادي حزب العمل، وعصام سلطان عضو البرلمان السابق والقيادي بحزب الوسط الموالي للإخوان، إلى إيران حيث جرى الاتفاق على التنسيق، وإعلان إيران دعمها لنظام الحكم الإخواني بمصر، وعقد اتفاقيات تجارية واقتصادية مع طهران، و إقامة منتدى اقتصادي مصري إيراني في طهران لبحث تطوير العلاقات التجارية، وإقامة رحلات طيران مباشرة بين البلدين، والتعاون في مجالات السياحة والاستثمار بالنفط والزراعة و تكرير البترول وإنشاء مناطق صناعية إيرانية.
مشروع للحل في سوريا
إلى ذلك، أشارت المعلومات إلى أن الإيرانيين عرضوا على قيادات الإخوان مشروعا للحل في سوريا يضم 8 أطراف فقط وهي إيران وتركيا ومصر، ومندوبون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إضافة إلى مندوب عن الحكومة السورية وآخر عن المعارضة السورية واستبعاد أي دول أخرى.
أما هذا الحل الذي حاولت طهران ترويجه، فكان يقضى بإبقاء النظام السوري مع منح مساحة للمعارضة ومناصب وزارية ومقاعد في البرلمان، ووقف العنف والمعارك بين الجانبين، على أن تحصل إيران وتركيا ومصر على نصيب الأسد في إعادة إعمار سوريا وفرض مناطق نفوذ جديدة لطهران يسمح لها بمواجهة العقوبات الغربية المفروضة عليها سياسيا واقتصاديا.