بالتزامن مع تصنيف الحوثي جماعة إرهابية من قبل أمريكا، وبوادر توحيد الصف ضد الحوثي، جاءت قرارات هادي الأخيرة غير التوافقية إنقاذاً للحوثي وحرفاً للحرب عن مسارها بعودة الصراع الداخلي.
هل عرفتم الآن من يدعم الحوثي ويمده بالحياة والقوة؟
* * *
لم يقتصر الأمر على مخالفة الدستور بتعيين أحمد عبيد بن دغر رئيساً لمجلس الشورى، كذلك النائب العام الذي من المفروض أن يكون من كوادر الجهاز القضائي، حيث تم تعيين ضابط شرطة لا يوجد أي خلفيه له بالقضاء نائباً عاماً، والمصيبة أيضاً متهم بقضايا فساد ونهب رواتب الموظفين.
ويجيء لك واحد ويقول ليش الحوثي ما زال قوياً ويتمدد ويمتلك أحدث الأسلحة؟
شوف خصمه من وستعرف ليش.
* * *
المشكلة الذين يدعون أنهم ثوار ومتمسكون بأهداف ثورة الشباب، هم أكثر من يؤيد قرارات هادي الكارثية المخالفة للدستور والقوانين واللوائح.
من كانوا يتحدثون عن محاربة الفساد هم اليوم يشرعنون له لأنه يخدم حزبهم وجماعتهم..
هذا هو التغيير من وجهة نظر حزب الإصلاح: السيطرة على مفاصل الدولة حتى وإن كان ذلك على حساب دماء الشعب ودستورها وقوانينها..!
* * *
ابتهاج قنوات الإخوان بما فيها قناتا الجزيرة وبلقيس ونشطاء الإصلاح بقرار رفض الانتقالي لقرارات هادي يؤكد أن منظومة الإخوان في الرئاسة تقف خلف القرارات التي أصدرها هادي أمس بهدف إفشال اتفاق الرياض.
* * *
الواحد يجلس يفكر أيش استفاد هادي من القرارات التي أصدرها مؤخراً..
التوافق كان على ما يرام وكل المسؤولين التابعين للشرعية في عدن يؤكدون أن الأمور تمشي وفق ما هو مخطط لها والحكومة في عدن تمارس كامل صلاحياتها..
بوادر أمل تشكلت لدى المواطن مع تحسن سعر الصرف بعد إعلان الحكومة، ومع تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية، ومع تصريحات (رئيس المجلس الانتقالي) الرئيس عيدروس الزبيدي أن عدن عاصمة مؤقتة لليمن، وأن قوات الانتقالي ستقاتل إلى جانب قوات الجيش الوطني لتحرير الشمال من الحوثي..
فجأة.. الرئيس هادي يعين رئيسا لمجلس الشورى ونائبا عاما دون الحاجة إلى هذه المناصب ولا سيما مجلس الشورى في هذه المرحلة، وكذلك النائب العام السابق كان يؤدي عمله على أكمل وجه ولم يشتك منه أحد..
هذا ما يؤكد أن الرئاسة مخترقة وبشكل كبير لصالح الحوثي..
وتعالوا نشوف من استفاد من عصيد هادي منذ قراره الشهير بإقالة خالد بحاح! ومن ثم إقالة الرئيس عيدروس والزبيدي والخبجي وبن بريك ولملس.
ماذا حققت الشرعية من مكاسب أو حتى هادي؟
لم يستفد من عصيد هادي غير الحوثي هو أكل هذه العصيد مع العسل والسمن وصار أقوى من أي وقت مضى..
للأسف بهذا الوضع وهذه العقلية التي تدير الدولة، لا الشمال يتحرر ولا الجنوب يستقر..
* من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك