حفلة وداع يمنية للرئيس “المحظور” في تويتر والمحاصر في واشنطن (شكرا ترامب)
قبائل اليمن / سحر العراسي وفهد ياسين
ربما يكون هذا من آخر وأهم القرارات السياسية والسيادية لإدارة البيت الأبيض في ولاية الرئيس دونالد ترامب المنتهية، قبل أقل من عشرة أيام فقط على موعد انصراف الرئيس المثير للكثير من الجدل والتباينات في داخل وخارج أمريكا على السواء، وسوف يكون تصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية حاضرا في صلب ولاية وأجندة وتوجهات إدارة خلفه الديمقراطي جو بايدن.
نفذ ترامب وعدا بقي يترواح في أروقة البيت الأبيض والخارجية في واشنطن لوقت غير قليل، وكان من قرارات الأيام الأخيرة لولايته التي يبدو وكأنها تحمل من الصخب والإثارة أكثر مما حدث طوال أربع سنوات كاملة.
قرار منتظر بكثرة
بالرغم عن تذمر ومقاومة شرسة من قبل الأمم المتحدة والكثير من المنظمات ووسائل الإعلام والسياسيين الأمريكيين الذين عملوا سفراء سابقين في اليمن والمنطقة، أخذت إدارة ترامب قرارها المنسجم مع مجمل سياسة الضغوط القصوى تجاه إيران وحلفائها وأذرعها في المنطقة.
ومن شأن إقرار التصنيف في القائمة السوداء لجماعة مليشيات الحوثي وقيادتها العليا كمنظمة إرهابية خارجية وإرهابيين عالميين أن يفرض تبعات والتزامات على الإدارة الأمريكية الجديدة من جهة، ومن جهة ثانية يفرض واقعا جديدا على المليشيات الحوثية ويحد كثيرا من متاحات المجال الحيوي الخارجي الذي كان يمنحها امتيازات كثيرة وكبيرة توازيا مع كثير خدمات ومكاسب تحصلت عليها الجماعة بفضل آليات وحيل عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية والإنسانية التي تورطت عميقا في استثمار الحرب والأزمة الإنسانية في اليمن بالتزاوج النفعي المباشر وغير المباشر مع انتهازية وفساد المليشيات التي لم تكن في خطاب وقاموس الأمم المتحدة سوى سلطة أمر واقع موفورة الاعتبار.
شكرا_ترامب
على كل حال يحصل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، على باقات شكر كثيرة وملونة، عبر منصات التغريد من اليمن كما هي أيضا من مغردين عرب تفاعلوا مع المناسبة وشاركوا اليمنيين الشكر للرئيس المنصرف، والذي يواجه لحظات صعبة في واشنطن بينما تزفه وداعية شكر وثناء في الشرق الأوسط.
يلبي القرار مطالب وتطلعات أوساط عريضة من اليمنيين ترزح تحت نير القمع والتسلط الحوثي بلا هوادة، ولا يوجد يمني أو بيت في اليمن لم يتضرر من الانقلاب الحوثي وكل ما تسببت به المليشيات الموالية لإيران من خسائر بالغة الكلفة على حساب دولة ومؤسسات اليمن وحياة وحاضر ومستقبل اليمنيين.
وغرد اليمنيون بكثرة يوم الاثنين تحت وسم شكرا_ترامب ، لكن التغريد كان أكثر في تويتر وفيسبوك من خارج التقيد بالوسم.
ترحيب حكومي
وكما رحب المغردون والأوساط المحلية والسياسية ، رحبت الحكومة اليمنية وحكومة المملكة العربية السعودية بالقرار الأمريكي، واعتبر منصفا وموضوعيا تماما، كما اعتبره بيان الخارجية السعودية، خطوة منسجمة مع مطالبات الحكومة الشرعية اليمنية بوضع حد لتجاوزات الميليشيا المدعومة من إيران وما تمثله من مخاطر حقيقية أدت إلى تدهور الوضع الإنساني للشعب اليمني، واستمرار تهديداتها للأمن والسلم الدوليين واقتصاد العالم.
وأكدت الخارجية اليمنية أن الحوثيين يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط لأعمالهم الإرهابية ولكن أيضاً لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
حفلة وداع في تويتر
وبينما تتكثف الضغوط من الديمقراطيين في واشنطن والذين يشددون الخناق حول الرئيس في آخر أيامه لإجباره على التنحي أو الأخذ في إجراءات عزله، على خلفية أحداث اقتحام الكونغرس، فإن ترامب يتلقى عاصفة من الثناء والامتنان فيما يشبه حفلة وداع افتراضية على منصة تويتر التي حظرت حساب ترامب نهائيا غير أنه حضر بقوة في تغريدات بالعربية والانجليزية ومن داخل ولايات أمريكية كثيرة شارك خلالها أبناء الجالية اليمنية وجاليات عربية الحملة.
قيمة الوصم
قد يكون التصنيف مجرد قرار صغير، ولكنه تثبيت للوصم حيال المليشيات التي نشرت الخراب والقلق والاضطرابات في أرجاء اليمن وفي المنطقة وتستمر تفعل ذلك دون توقف.
يقول يمنيون إن قيمة القرار الأمريكي تكمن في التبعات والالتزامات التي ينشئها هكذا وصم في أدبيات الإدارة والسياسة الأمريكية وامتداداتها الخارجية، سياسيا واقتصاديا، ويعول عليه أن يكبل الحوثيين ويحد من مقدرتهم على التعاملات واستقطاب الدعم والسلاح.