لحظة انفجار الصواريخ في مطار عدن بُثّت بشكلٍ مباشر على القنوات التي تواجدت لتغطية وصول الحكومة بتوقيت احترمه الجميع، فطيران اليمنية وعلى غير عادته وصل المطار حسب الوقت المحدد في جدول الرحلات، والمسافرون العائدون على متن نفس الطائرة حضروا في الوقت المحدد، ومن حضر للاستقبال ضبط أيضاً ساعته على الوقت المحدد، ولأول مرّة احترم الجميع الوقت وحتى الحوثي احترم الوقت ولكنّه لم يحترم دماء الأبرياء، حتى وإن كانت الحرب إلا أن قصف مطار يتواجد فيه مدنيون مدان بكل الديانات والثقافات الإنسانية.
ما بعد الانفجار
فيديوهات وثّقت انطلاق صواريخ من تعز وشهود عيان يقسمون أنهم رأوها في ذمار، وأيضاً في عدن سمعوا دوي الانفجارات وليس النّاس هناك بحاجة لقسم فقد كان المطار أمامهم يحترق، أفئدة النّاس وعقولهم وبشكلٍ مباشر بنت تصورها بما يشبه رواية رسمية للحدث، لكن على مواقع التواصل الاجتماعي اختلف المحللون وتبادلت الأطراف السياسية التُّهم لكن شيئاً لم يتغيّر في كون المطار أُستهدف والحكومة أُستهدفت والنّاس قضت نحبها في انفجار المطار وهو الحدث السهّل واللقمة السائغة.
ما بعد الانفجار
صورٌ مع قادة كانوا موجودين تُطمئن الجميع بسلامتهم ثم التحقوا بأهلهم، وصورٌ أخرى لقادة تواجدوا أيضاً ثم التحقوا بربّهم، وصور الأبرياء كلّ ينعي بها حبيبه، ملأت صورهم العيون وفضاء الإعلام، بكى عليها الموت نفسه.
ما بعد الانفجار
سقوط مهني – ففي الوقت الذي نعى الجميع من استشهد في الحادث، أصر مراسل الجزيرة على أن يميز بين من ماتوا فأحدهم شهيد والأخرى قتيلة، وأصر الخبير العسكري ومحلل الحدث على أنه استهتار من قبل الأجهزة الأمنية غير أنه لم يتذكّر استهتار الحكومة التي سمع الميتين في قبورهم بموعد رحلتها.
ما بعد الانفجار
من سبوا اتفاق الرياض ووصفوه (بيعة الرياض) خرجوا يبكون الحدث ويعلنون تمسكهم باتفاق الرياض وأظهروا استعدادهم وبأنهم أهل للتمسّك حتى بالرئيس الذي في الأمس وصفوه بالمُتفلّت وبأنه كالزئبق المُنسل من بين الأصابع.
أخيراً، الحُزن على قلب كلِّ أم، وحتى المواساة لا أعرف على أي وجهٍ تُقال لذوي الضحايا، للجرحى، للمفجوعين، ولنا نحن، ثم لن أختم مقالي بدعوة خالد بن الوليد التي على ما يبدو أنها دعوة لم تكن مستجابة فكل الجبناء عاشوا ثمّ ناموا بجوار زوجاتهم، ثمّ انفجر المطار.