الخطوة الأخيرة للشرعنة السياسية لاتفاق الرياض تمت اليوم بأداء الحكومة اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي..
الباقي تفاصيل قابلة للأخذ والرد خلال الشهور القادمة.
إذا يتطلب الأمر أي ملاحظة إيجابية موجهة للحكومة الوليدة تعينهم على النجاح هي في الرجاء الصادق لأعضاء الحكومة لاحترام مبدأ المناصفة التي قامت عليه، ليس بالجانب الشكلي فقط ولكن في منهجية عمل هذه الحكومة.
بمعنى أوضح، أن يحترم وزراء الشمال صدق تمثيلهم للشمال فقط ويرفعوا أيديهم من أي تدخل سياسي بالجنوب ويتجاوزوا انتماءاتهم الحزبية ويكرسوا جهدهم كفريق وطني واحد لإنجاز المهمة السياسية في الشمال والقضاء على الانقلاب.
وبالمقابل أن يحترم وزراء الجنوب المعاناة الإنسانية الكبيرة للمواطن في الجنوب ويعملوا كفريق وطني واحد لتذليل المصاعب الاقتصادية وتعزيز الأمن والاستقرار ومنع تكرار اي مواجهة عسكرية بينية في الجنوب
نجاح فريق الوزراء الجنوبي في الجنوب هو مصلحة وطنية لكل مواطن وفي نفس الوقت هو رافد قوي لاعانة إخوتنا في الشمال على التغلب على الانقلاب…
واحترام فريق الوزراء الشمالي لخصوصية الجنوب سوف يحول الجنوب لقيمة إيجابية تساعدهم في المستقبل شمالا بدلا من تفتيت ما تبقى من مناطق يمكن ان تكون قاعدة ضد الانقلاب الحوثي.
* * *
وصل الجميع إلى قناعة بفشل مشروع الوحدة اليمنية الاندماجية كمشروع سياسي للدولتين اللتين اندمجتا فيه 1990.
هذه القناعة موجودة عند جميع الأطراف المحلية وان لم يجهر باعلانها البعض خوفا من اتهامه بالخيانة الوطنية للوحدة وبالتالي احتراقه السياسي وسط قواعده.
للنزول من على الشجرة، تم اعلان اليمن الاتحادي في 2014 كمشروع بديل، والذي صمم هذا الخيار يعلم مقدار الرفض الوجودي له لدى مراكز الثقل السياسي في الجنوب وفي الشمال..
نحن الآن نعيش مرحلة التعاطي مع هذا المشروع البديل إلى أن يصل الجميع إلى القناعة باستحالة تطبيقه، وفي نفس الوقت إلى أن ينزل الجميع من فوق شجرة الوحدة الاندماجية إلى أرضية الواقع.
عندها فقط يمكن الحديث عن حلول سياسية عملية لشركاء الوحدة الاندماجية تستوعب مصالح الطرفين ولا تتجاهل كل ما استجد (سلبا أو إيجابا) خلال الفترة منذ 1990 وحتى اليوم.
* من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك