البركاني يتحدث في ذكرى تأسيس المؤتمر ويوجه عدة رسائل هامة – نص + فيديو
نص خطاب الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب الامين العام المساعد للمؤتمر بمناسبه الذكرى الثامنه والثلاثين لتاسيس المؤتمر.
تحل علينا هذا اليوم الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وهي محطة يقف كل مؤ.تمري على رابيتها بفخر واعتزاز مستلهماً من تجاربها موجات هائلة من العبر والدروس التي تمتلئ بها الذاكرة الوطنية وأسست لعقود من العمل الوطني الخلاق المفضي إلى حياة كريمة عاشها المواطن اليمني في ظل حكم ديمقراطي رشيد وعدالة اجتماعية تساوى فيها جميع المواطنين وارتفع فيها وخلالها المعنى الحقيقي للتعايش السلمي عالياً خفاقاً.
لقد كان وما زال ميلادُ المؤتمر الشعبي العام في ٢٤ أغسطس ١٩٨٢م على يد الشهيد البطل والمؤسس علي عبدالله صالح نقطة مفصلية في التأريخ اليمني الحديث وامتداداً للحركةِ الوطنية اليمنية، وخطوةً تاريخية بالغةَ الأهمية لإيجاد حامل للثورة والجمهورية فكان الميثاق الوطني الاطار الجامع المستمد مضامينه من تعاليم ديننا الإسلامي والمعبِّر عن آمال وتطلّعاتِ أبناءِ شعبِنا ومترجماً لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر إلى واقعٍ ملموس.
إخوتي وأخواتي أعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام..
إن بقاء المؤتمر الشعبي واستمرار دوره الوطني أساس متين لإحياء تجربة الدولة الوطنية التي أخذت تتداعى بفعل ضربات خبيثة من معاول المليشيات الطائفية والامامية والتدخلات الايرانية، وإن المؤتمر الشعبي العام وهو يشارك رفاق السلاح في معركة الدفاع عن الجمهورية والثورة دفع ثمنا غاليا وروى الأرض اليمنية بالدماء، وفي طليعتها دماء الشهيد البطل والقائد التاريخي المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح وأمين عام المؤتمر الشعبي العام الشهيد عارف عوض الزوكا في انتفاضة الثاني من ديسمبر ، وما انفك مستمراً في التضحية والمشاركة في جبهات المعركة الوطنية ضد مليشيات الكهنوت الحوثي والامامة الجديدة التي أطلت بقرونها الشيطانية على غفلة من الزمن الاستثنائي دون ان تترك مجالا للحوار والشراكة والعيش المشترك والمواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية.
ومن المؤسف أن تمر علينا اليوم ذكرى تأسيس حزبنا الرائد وهو يتعرض لحرب شرسة تقودها ضده مليشيات الحوثي المدعومة من إيران والتي تواصل نهجها الرجعي في أسر قرار الحزب في صنعاء وأسر قياداته والتصرف باسمه والتحكم به وتجميد ومصادرة أمواله ومقراته وتقييد نشاطه التنظيمي، فضلاً عن استمرارها في سجن العديد من أبطال انتفاضة الثاني من ديسمبر والقيادات المؤتمرية في مختلف المناطق تحت سيطرة الحوثي وهو ما يوجب علينا ان نعمل من اجل تحرير كل من يرزحون في سجون الحوثي من ابناء الوطن الغالي من المؤتمرين وغيرهم حتى ينالوا حريتهم وينعموا بالعيش الكريم داخل وطنهم .
ومع كل ذلك فإن المؤتمر اليوم بكم ايها المؤتمريون وبارتباطه بالوطن الأرض والانسان لا زال قويا شامخا رغم كل الظروف والسهام التي تناله من كل جانب ومن ينهشون لحمه ويوغلون في الخصومة واستجرار الماضي متناسين ان الوطن اليوم قد سلب وأن مشروعاً اجنبياً يتمدد في جزء غالي منه لا يعترف بحق احد او شراكة احد او ادميتهم او انهم خلقوا احرارا وفي اللحظة التي يجب على الجميع أن يتجهوا للحفاظ على اليمن ومواجهة ذلك المشروع بدلاً من تعدد الخصومات واستشراء التنازع وتمزيق الصفوف وأن عليهم أن يدركوا أن الوطن هو الهم الأول وتحريره واستعادة دولته وشرعيته الدستورية هي الأصل وليس الخصومات فهم يعلمون أن المؤتمر ترعرع منذ نشأته الاولى وتربى على الحوار وغلب الانتماء الوطني على الانتماء السياسي وهو اليوم مستعد كل الاستعداد لأن يعمل مع كل الخيرين في سبيل استعادة الدولة واحلال السلام والامن والاستقرار مع الذين يومنون بأن الوطن ملك للجميع وأن الشراكة الوطنية وبناء الدولة الاتحادية هي غايتنا جميعا ولن يقنا شر ذلك المشروع البغيض إلا ايماننا جميعا باليمن الارض والانسان دولة وليست ساحة للصراعات والتجاذبات والمشاريع الصغيرة والانانية ،
يا أعضاء المؤتمر وأنصاره إنكم اليوم وكما كنتم بالأمس الاوسع انتشارا على الساحة الوطنية والاكثر وجودا وفيكم الخبرات والقدرات والعقول ولديكم الالتزام الوطني الصادق ولذلك لن تخذلوا مهما قست الظروف لأنكم اصحاب مشروع ارتبط بالوطن وخرج من بين اهاته وآلامه وطموحاته وآماله يمنياً خالصاً تستطيعون أن تمضوا قدما غير هيابين فقد عرفكم القاصي والداني من ابناء شعبنا اليمني الابي وما أنجزتم للوطن في كل ارجاءه وما حققتم له وصرتم اليوم محل ترحاب واعتزاز وثقه لدى كل اليمنيين فعامه الشعب عدا قلة قليلة ممن لازالوا مكابرين لا يعترفون لكم بخير العطاء وخير الانجاز وخير البناء وخير التنمية وخير التطور وخير العلم والخير للإنسان ولا يستطيع جاهل او متجاهل انكار ذلك لأنه واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار .
الاخوة الأخوات…
إن وحدتكم التنظيمية اليوم هي واحدة من المتطلبات الأساسية لإعادة ذلك الزخم والسمو بالمقاصد والاهداف وتحقيق الغايات انكم مدعون الى ذلك واني لأرجوا من كل قيادات المؤتمر اينما وجدت ان ترتفع عن الصغائر وتتجاوز الذات وانانية المصالح الى وحدة العمل والقول والفعل وان يستمدوا من قواعد المؤتمر ذلك الولاء المطلق لله والوطن والمؤتمر ..
وإننا في هذه المناسبة الخالدة نؤكد تمسكنا بالثوابت الوطنية ممثلة بثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر والنظام الجمهوري واليمن الاتحادي والسيادة والاستقلال والحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية، ونجدد الوفاء لدماء الشهيد البطل الزعيم علي عبدالله صالح ورفيقه الأمين العام عارف عوض الزوكا وكل الشهداء والأبطال الذين تمثل تضحياتهم امتداداً لتضحيات أبطال ثورة سبتمبر ضد الرجعية والعنصرية والتمييز العرقي والطبقي وهي نفسها معركتنا اليوم ضد الوجه الجديد للإمامة التي يوجهها شعبنا بكل إصرار وعزيمة وبدعم ومساندة أشقائنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حتى يسقط ذلك المشروع البغيض.
أخواني وأخواتي قيادات وأعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام..
إن الرهان اليوم في الدفاع عن القيم الوطنية لحزبنا معقود بتوحيد صفوفنا للوقوف أمام التحديات التي تواجه اليمن وللحفاظ على التاريخ المشرف للمؤتمر الشعبي العام واستعادة دوره الوطني بقيمه التي تأسس عليها النظام الجمهوري الذي يتعرض اليوم لتهديد حقيقي وحرب خبيثة تسعى لطمس الهوية الوطنية وتؤسس لهوية مشوهة خبيثة لا تنتمي الى تأريخنا ولا تتواشج مع أواصرنا ، هوية مضمخة بعاهات العصور الغاربة والضاربة في البدائية والتخلف والرجعية التي ثرنا عليها وضحينا في سبيل الخلاص منها، ونحن اليوم نقتفي أثر المناضلين الأوائل في موقف تاريخي سيجني ثماره أبناؤنا وأحفادنا والأجيال القادمة من اليمنيين، ونتائج التفريط في هذا الواجب الوطني المقدس ستعود علينا وعلى جميع اليمنيين بالويل والظلم والتشرد والإقصاء والفقر والجهل.
إن القاعدة الجماهيرية الواسعة للمؤتمر الشعبي العام ما زالت تؤمن بالدور المؤثر لتنظيمها الوطني للخروج من هذه الأزمة التي يمر بها اليمن، وواجبنا اليوم أن نتحمل مسؤوليتنا الحزبية المقرونة بمسؤوليتنا الوطنية للدفاع عن الشرعية والدستور والقانون، وأن نستلهم من آمال قواعد المؤتمر لنعتصم بحبل الله جميعا للدفاع عن حقوق الشعب ونضاله من أجل الحرية والعيش الكريم، فلا حرية بلا ديمقراطية ولا ديمقراطية بلا حماية ولا حماية بدون تطبيق سيادة القانون، وهذا عهدنا في المؤتمر الشعبي العام مع الله والشعب، وهو العهد الذي لا يجب التفريط به في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ دولتنا ونظامنا الجمهوري وتنظيمنا الوطني.
عاشت الجمهورية اليمنية عزيزة كريمة حرة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.