صنعاء.. صراع نفوذ بين قيادات المليشيا وجرائم تطال المعارضين والمؤيدين
لم تتوقف الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية في صنعاء على المعارضين فقط، بل طالت أيضًا المؤيدين والتابعين لها، وكان آخر تلك الجرائم اختطافها الجنود الذين يأتمرون بأوامرها من دون السماح لهم بزيارة أهاليهم خوفا من هروبهم، إلى جانب تصاعد جرائمها بحق القطاعات التي تشكل أهمية اقتصادية للمليشيات في ظل التضييق على وصول المال الإيراني وهو ما عد سببًا رئيسيًا في استقالة وزير الاتصالات بحكومة الحوثي غير المعترف بها.
تبرهن الانتهاكات الحوثية بحق أتباعها على أن المليشيات ليس لديها ثقة في أحد بما فيهم العناصر الذين يتلقون الأوامر منها على الجبهات، ويؤكد ذلك العنف الذي تمارسه العناصر المدعومة من إيران بحق العناصر الذين تجندهم للمشاركة في تأمين الجبهات التي تتحصن فيها، كما يؤكد أيضًا حالة الهشاشة التي يعاينها الحوثي لأنه سيكون تحت تهديد فقدان هذه العناصر في أي لحظة.
تشبه المليشيات الحوثية الفقاعة الفارغة لأنها تتمدد في جبهات الشمال بفعل الشرعية التي تركت مواقعها وسلمت الأسلحة والمعدات إلى الجنود التابعين للحوثي، في حين أن هؤلاء الجنود يعانون أوضاعًا صعبة في ظل الانتهاكات التي يمارسها ضدهم قيادات الحوثي، وأن هؤلاء القيادات يواجهون صراعًا من نوع آخر بين أجنحة المليشيات المتحاربة والتي يعد طرفاها (المدعو محمد علي الحوثي، والمدعو مهدي المشاط).
يرى مراقبون أن المليشيات الحوثية تعاني تفككا داخليًا انعكس على حجم الجرائم التي تمارسها بحق أنصارها، وأن التمادي في تلك الانتهاكات يبرهن على أنها ليس لديها من القوة والثقة ما يجعلها تحكم قبضتها على العناصر الموالية لها، وبالتالي فإن سقوطها قد يكون أسهل مما يتصور الكثيرون شريطة أن توجه الشرعية سلاحها باتجاهها بدلا من الاستهداف المتكرر للجنوب.
وكشفت صحيفة “الوطن” السعودية، عن منع مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، مجنديها من زيارة أهاليهم وذويهم وأقاربهم، وقالت في تقرير لها اليوم الأحد، إن الكثير من هؤلاء المُجندين منذ 5 سنوات لم يتمكنوا من العودة لأسرهم.
وأضافت أن المليشيات الحوثية خدعت مقاتليها وقدمت لهم في البداية إغراءات مُزيفة مثل المكافآت المالية الضخمة، والامتيازات والمُخصصات لأسر المقاتلين وأقاربهم.
وأكدت أن جبهات الحوثيين تشهد تراجعات كبيرة وضعفًا غير مسبوق، كما أن هناك حالات تذمر جماعية ورفض للتوجيهات؛ نظرًا لبقاء أكثرهم بالجبهات قرابة خمس سنوات.
وشددت على أن هناك حالات تعذيب تشهدها الجبهات لمن يطالبون بزيارة أسرهم، أو منحهم فرصة إجازة يوم أو يومين، مع تهديدهم وإصدار عقوبات مختلفة بحقهم.
وعلى جانب آخر قدم وزير الاتصالات في حكومة مليشيا الحوثي غير المُعترف بها، استقالته احتجاجًا على تجريده من صلاحياته، وتعيين نائبه المدعو هاشم الشامي رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة الاتصالات.
ويدور صراع كبير بين أقطاب المليشيات الحوثية؛ للسيطرة على قطاع الاتصالات، الذي يعد من أكثر القطاعات التي تدير أموالًا طائلة للمليشيات.
وقال مصدر مطلع لـ “المشهد العربي”، إن وزير الاتصالات الحوثي المدعو مسفر النمير والمحسوب على القيادي النافذ المدعو محمد علي الحوثي، قدم استقالته من منصبه، احتجاجًا على قرار المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى بتعيين القيادي الحوثي المدعو هاشم الشامي نائبًا لوزير الاتصالات ورئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة الاتصالات.
ونوه إلى أن القرار يعني تجريد الوزير من كل صلاحياته، وإنهاء كافة الامتيازات والأموال التي كان يحصل عليها شهريًا من قطاعات الاتصالات والبريد.
ولفت إلى أن القيادي الحوثي المدعو هاشم الوشلي وكيل وزارة الاتصالات المحسوب أيضًا على تيار محمد الحوثي قدم استقالته، تضامنًا مع الوزير المدعو مسفر النمير، وأشار إلى أن المدعو المشاط برر قراره بأن لديه ملفات فساد ضد الوزير المدعو مسفر النمير.
وعين المشاط قبل أشهر هاشم الشامي نائبًا لوزير الاتصالات، دون أن يمكنه وزير الاتصالات من أي صلاحيات، ما دفع المشاط لإصدار قرار جديد بتعيين الشامي نائبًا لوزير الاتصالات ورئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة الاتصالات، ليطيح بالوزير نمير الذي يعد أبرز رجال محمد الحوثي في حكومة الحوثيين.