تهديد حوثي حقيقي يتربص بالحكومة الشرعية الجديدة فور إعلانها (تفاصيل)
قبائل اليمن / عدن
كشفت صحيفة “المونيتور” عن تهديد حوثي حقيقي يتربص بالحكومة اليمنية الجديدة التي سيتم اعلانها عاجلا أم أجلا؛ وفقا لاتفاق الرياض.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها باللغة الإنجليزية تم ترجمته أن أي حكومة قادمة في اليمن ستحتاج إلى وقف الاقتتال الداخلي في الجنوب ومعالجة القضايا المتعلقة بالخدمات الأساسية وكذلك الاستعداد لمواجهة سيل محتمل من صواريخ الحوثيين.
وأضافت الصحيفة في عددها الصادر امس الاربعاء لم تنته مداولات تشكيل حكومة جديدة منقسمة بين جنوب اليمن وشماله.
لقد استمروا في الوصول إلى طريق مسدود لأكثر من عام، ففي 5 نوفمبر 2019، وقع الانفصاليون الجنوبيون والحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة اتفاقية لتقاسم السلطة نصت على تشكيل حكومة جديدة في غضون شهر واحد.
مر أكثر من عام ولم يتم إعلان الحكومة الجديدة بعد.
وعلى الرغم من أن الجانبين قد يعلنان الحكومة الجديدة عاجلاً أم آجلاً، فإن عودة الحكومة إلى اليمن ستواجه تهديدًا حقيقيًا يتمثل في “صواريخ الحوثي”.
وتابعت: المقيمون في الرياض وأبوظبي، مسؤولون حكوميون يمنيون وكبار قادة انفصاليين الآن في مأمن من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي يشنها الحوثيون ويديرونها من مسافة بعيدة.
ومع ذلك، عندما تعود الحكومة الجديدة للعمل من اليمن بعد إعلانها، فمن المرجح أن يطلق الحوثيون بعض الصواريخ على الجنوب لتعطيل عمل الحكومة.
وعلى مدى العامين الماضيين، أصابت عدة صواريخ للحوثيين أهدافًا في الجنوب، بما في ذلك لحج وحضرموت وعدن وأبين.
في يناير 2019، استهدف هجوم بطائرة مسيرة تابعة للحوثيين قاعدة العند العسكرية جنوب محافظة لحج، مما أسفر عن مقتل ستة جنود على الأقل خلال عرض عسكري.
وأعلن الحوثيون في ذلك الوقت مسؤوليتهم عن الهجوم، قائلين إنهم استهدفوا عناصر التحالف السعودي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية، في أبريل 2019، إن الدفاع الجوي للتحالف أسقط طائرة مسيرة تابعة للحوثي على أطراف مدينة سيئون بمحافظة حضرموت.
وقع الهجوم قبل أيام قليلة من استئناف جلسات البرلمان الموالي للحكومة التي توقفت في عام 2015.
في ذلك الوقت، لم يعلن الحوثيون مسؤوليتهم، لكن قدرتهم الصاروخية يمكن أن تصل إلى حضرموت أو أي مكان آخر في اليمن.
ووقع هجوم مميت آخر في عدن في أغسطس 2019؛ اذ ضرب صاروخ باليستي متوسط المدى وطائرة مسيرة مسلحة عرضًا في معسكر عسكري في مديرية البريقة في عدن، ما أسفر عن مقتل 32 جنديًا على الأقل، بينهم قائد عسكري كبير واصيب العشرات.
و في فبراير من هذا العام، استهدف صاروخ حوثي قاعدة للجيش الحكومي في مديرية لودر بمحافظة أبين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 15 آخرين.
وعلاوة على ذلك، تستمر الهجمات الصاروخية الحوثية على مأرب بلا هوادة.
وزعم يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين إن أحدث هجوم وقع في 30 نوفمبر تشرين الثاني أصاب معسكر التداوين العسكري مما أدى إلى سقوط عدة قتلى بينهم جنود سعوديون؛ وفقا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة الى أنه بالنظر إلى هذا المدى الكبير للصواريخ الحوثية، فإن عودة الحكومة اليمنية من المحتمل أن تجتذب المزيد من الهجمات الصاروخية.
وفقًا لمراقبين سياسيين يمنيين، وينبغي على التحالف والحكومة اتخاذ خطوات جادة لدرء التهديدات الصاروخية المحتملة.
وفي حين أن تشكيل حكومة توافقية منقسمة بين الجنوب والشمال قد يكون إنجازًا سياسيًا للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، إلا أنه سيكون عبئًا جديدًا للدفاع الجوي على التحالف إذا قام بتزويد الحكومة اليمنية بالمعدات الدفاعية اللازمة.
وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، شن الحوثيون العديد من الهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على المملكة العربية السعودية.
ففي 23 نوفمبر الماضي، أصاب هجوم صاروخي مصنعا للمنتجات البترولية في جدة، ما دفع السعودية إلى تقديم شكوى في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، وعليه، فإن قدرة السعودية على حماية الحكومة اليمنية في حال عودتها إلى عدن يكتنفها الشك.
وفي 29 نوفمبر، قال رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد إن تشكيل حكومة جديدة جار وفي الخطوات النهائية.
على الرغم من قيام المسؤولين الحكوميين بالإدلاء ببيانات عديدة حول الإعلان الوشيك لحكومة جديدة، إلا أن بعض المراقبين السياسيين يظهرون القليل من التفاؤل بشأن نجاح تشكيل حكومة توافقية ستكون نواة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
و أدى الصراع المستمر منذ ست سنوات إلى وضع لا يمكن السيطرة عليه في اليمن، وستحتاج أي حكومة قادمة إلى العمل كرجل إطفاء.
تحتاج الحكومة إلى وقف الاقتتال الداخلي في الجنوب ومعالجة القضايا المتعلقة بالخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية ودفع الرواتب.
علاوة على ذلك، يجب أن تكون مستعدة لمواجهة سيل محتمل من صواريخ الحوثيين؛ بحسب الصحيفة.