الأخبارتقارير وتحقيقات

أوضاع مأساوية يعيشها سجناء ونزلاء السجون الحوثية بصنعاء(تحقيق)

قبائل اليمن / متابعات
تتفاقم معاناة النزلاء والسجناء في السجون الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في العاصمة صنعاء، سجني “اصلاحية السجن المركزي” و”سجن البحث الجنائي” سجنان اثنان تكشف وكالة خبر من داخلهما للرأي العام المحلي والدولي عدداً من القصص المأساوية التي يتعرض لها ويعيشها النزلاء والسجناء بداخلهما.
– ابتزاز ورشاوى
أفاد شقيق أحد السجناء -فضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية- في “السجن المركزي” بصنعاء أن شقيقه يتعرض لمعاملة سيئة من قبل ضابط حوثي، حيث أقدم الأخير بسجنه في زنزانة انفرادية غير نظيفة ولا توجد بها اي نوافذ للتهوية لعدة أيام وما زال.
ولفت شقيق السجين، انه حاول معرفة سبب نقل شقيقه من العنبر العام الى زنزانة انفرادية منذ اكثر من أسبوعين من قبل إدارة السجن الحوثية، لكن دون جدوى.
وأوضح شقيق السجين، أن ضابطا آخر في إدارة السجن قال له ان اردت ان يعود شقيقك للعنبر العام مع السجناء عليك بدفع مبلغ مالي كبير للضابط – حوثي- ليعود الوضع كما كان عليه.
وأشار إلى أن شقيقه يحصل على مبالغ مالية من اقرباء له، مغتربين- وهو ما فتح شهية الضابط الحوثي ليقدم على نقل شقيقه الى زنزانة انفرادية بهدف ابتزازه مع أسرته وارغامهم على دفع المال.
تصاعدت شكاوى الابتزاز التي يتعرض لها ذوو النزلاء والسجناء في السجون الخاضعة لسيطرة الحوثيين من قبل الضباط والسجانين والعاملين فيها أكثر من أي وقت سابق، ليتحول السجناء إلى مصدر ربح، فيما قضايا السجناء من دون أيّ حلّ والقضاء لم يبت في الكثير من تلك القضايا المنظورة أمامه حتى اليوم.
لا يقتصر ملف السجون في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي على التعذيب الممنهج وسوء التغذية واكتظاظ الزنازين بالنزلاء وانتشار الأمراض بينهم، بل تمتد القضايا إلى ابتزاز أهالي السجناء والمعتقلين.
ويضطر ذوو السجناء والمختطفين والنزلاء إلى دفع رشاوى من أجل لقاء أبنائهم أو إدخال طعام وملابس إليهم، أو لضمان عدم تعريضهم للتعذيب وسوء المعاملة، أو بهدف وضعهم في زنازين نظيفة تتوفر فيها مصادر هواء وحمامات شبه نظيفة.
– خلط النزلاء مع ذووي السوابق
ويشكو عدد من السجناء المفرج عنهم مؤخرا بصنعاء من استمرار الخلط بين النزلاء والسجناء وعدم التفريق بين النزيل والسجين من قبل السجانين وإدارة السجن.
وقال احد النزلاء، لا يوجد في “السجن المركزي” بصنعاء فرق بين قاتل محكوم عليه بـ “إعدام” وبين “سارق”، وبين “مظلوم” أو “مديون” كلهم في عنبر واحد ليتخرجوا بعد ذلك الى مجرمين محترفين عن طريق نقل الخبرات واكتساب المهارات في هذه البقعة المنسية البعيدة عن المنظمات المعنية بحقوق الإنسان.
وأضاف سجين آخر، “السجن المركزي” تحول من “اصلاحية” كما يدعون الى “افسادية” بفضل خلطهم للنزلاء الذين سجنوا بسبب قضايا بسيطة وعادية مع سجناء ذوي السوابق ولهم الباع طويل في ارتكاب الجرائم الجنائية والحرابة والتقطع والقتل وغيرها.
وأشار الى أن “إصلاحية السجن المركزي” صار بفضل قيادة الميليشيات القائمة على إدارته اكاديمية لاكتساب المهارات الاجرامية ونقل الخبرات والمعرفة السيئة بسبب هذا الدمج والخلط بين النزلاء والسجناء وعدم الفصل بين ذوي السوابق والسجناء المستجدين مما يتضاءل بصيص كل أمل في إصلاح وتربية نزلاء السجن.
– انعدام الخدمات الأساسية
وأكد شقيق احد نزلاء “السجن المركزي” بصنعاء أن شقيقه اخبره ان الخدمات الأساسية داخل السجن شبه منعدمة، فالسجناء يعيشون داخل السجن بملابسهم العادية ولا تكاد تفرق بين زائر لهم وبينهم.
وتابع، لاحظت اثناء زيارتي لشقيقي اثناء تعرضه لمرض جلدي داخل السجن ونقله للعيادة الصحية التابعة للسجن ان اغلب السجناء داخل المصحة النفسية يحكون جلودهم من كثرة تراكم الأوساخ على أجسادهم وانعدام الرعاية الصحية لهم في العنابر والزنازين خاصة الانفرادية.
وأشار الى أن الطبيب داخل العيادة الخاصة بالسجن كتب علاجا لشقيقه اضطر لشرائه من الصيدليات خارج السجن بمبلغ باهظ.
– تعبئة خاطئة وأفكار متطرفة
وأشار عدد من السجناء في “السجن المركزي” بصنعاء الى ان قيادة المليشيات بإدارة السجن نقلت كافة محتويات المكتبة الفكرية المتنوعة الى جهة مجهولة من داخل السجن وافتتحت ما اسمتها “المكتبة الثقافية والمدرسة العلمية” بالسجن المركزي والتي تحتوي على كل كتب وملازم الصريع حسين الحوثي وشقيقه الارهابي عبدالملك الحوثي وعدد من منظري ومرجعيات الجماعة بهدف نشر افكارها الظلامية وتغيير الهوية الوطنية للسجناء.
ولفتوا أن الميليشيات تسعى من خلال ذلك الى غسل عقولهم وغرس افكارها الهدامة المشبعة بثقافة التحريض والعنف والارهاب بين السجناء والنزلاء وبرمجتها بهدف استقطابهم في صفوفها من ثم ارسالهم الى جبهات القتال.
– انتشار للمواد الممنوعة والمحظورة
وقال احد سجناء المفرج عنه مؤخرا من “السجن المركزي” بصنعاء إن “الحبوب المخدرة” ومادتي “الحشيش” و”المخدرات” تعج بها عنابر السجن حيث يتم ادخالها لبعض السجناء المتهمين بتعاطي وبيع هذه المواد بتسهيلات من ضباط ومشرفين -حوثيين- مقابل مبالغ مالية.
وأوضح، أن السجناء المتهمين بتعاطي وبيع هذه المواد الممنوعة يقومون بتوزيع “الحبوب المخدرة” ومادتي “الحشيش” و”المخدرات” للسجناء المستجدين بشكل مجاني لعدة مرات بمبرر انها تريح الاعصاب وتزيل هموم وكرب السجن حتى يدمن عليها النزلاء والسجناء ثم يقطعونها عنهم وحين يطلبونها منهم يرفضون اعطاءهم ايها الا بعد دفع مبالغ مالية باهظة لهم.
ولفت، أن تجارة المواد الممنوعة والمحظورة مزدهرة داخل السجن ويتم ادخالها داخل وجبات الطعام واطباق الرز وبواكت الفاين وبين القات وغيرها.
منوهاً إلى أن هذه التجارة كانت أحد الأسباب التي وفرت أيضاً أجواء الشغب وإحداث المشاكل والعراك وارتكاب الجرائم في صفوف السجناء.
– تحرش وتعذيب
وذكرت إحدى السجينات المفرج عنها من “سجن البحث الجنائي” سيئ الصيت والسمعة بصنعاء ان عشرات النزيلات والسجينات يكتظ بهن بدورم متهالك بإدارة “البحث الجنائي” بدون نوافذ تهوية حيث تنعدم في هذا السجن أدنى شروط الحياة الكريمة للسجينات أو التمتع بأبسط الحقوق، ناهيك عن المعاملة القاسية.
وقالت إن هذا البدروم تحت الأرض لا يصلح حتى لسَجن حيوان، فكيف بالإنسان وخاصة أن بين نزيلات وسجينات سجن “البحث الجنائي” فتيات صغيرات السن لم يبلغن السن القانونية ويختلطن مع سجينات ذوات سوابق ومتهمات بقضايا غير أخلاقية.
وأشارت إلى أن السجينات والنزيلات بسجن “البحث الجنائي” يتعرضن اثناء التحقيق للتحرش والتعذيب النفسي والجسدي والتهديد من قبل ضباط ومشرفين – حوثيين- ويتم اجبارهن على التوقيع والتبصيم بالابهام على محاضر التحقيق بها اعترافات في قضايا ليس لهن اي علاقة او صلة بها.
ودعا ذوو النزلاء والسجناء في السجون الخاضعة لسيطرة الحوثيين المنظمات والمهمتين بحقوق الإنسان، لزيارة السجون والضغط على إدارة السجون الحوثية لوقف تعاملها “الوحشي” مع أبنائهم، وتنفيذ دورات تثقيفية وصحية نظرا لغياب ثقافة الوعي بحقوق السجين وخروج السجانين عن دورهم في إصلاح وتأهيل نزلائه.
وطالبوا بفصل السجناء والنزلاء بحسب قضاياهم وعدم الخلط بينهم وتوفير حياة كريمة للسجناء والرقابة على السجون والضغط على الميليشيات للافراج عن المعسرين الذين انقضت محكوميتهم ومدة سجنهم.

وكالة خبر

زر الذهاب إلى الأعلى