تقارير وتحقيقات
القوات المشتركة.. قوة ردعٍ وطنية في مواجهة تهديدات طهران للمصالح الدولية
قبائل اليمن – متابعات
على مسافة تتجاوز 250 كلم تنتشر القوات المشتركة.. البحر والساحل وفي اليابسة تتموضع وفي نطاق جغرافي يربط ثلاث محافظات: لحج، تعز والحديدة تتواجد منذ 3 سنوات، حامية لمصالح العالم في البحر وباب المندب، ومقاتلة لتحرير التراب اليمني.. ولولا اتفاق السويد لكانت تجاوزت هذه القوات الساحل إلى جبال الشمال.
هرم عسكري وأضلاع ثلاثة: المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية، مع ذراع بحري يتمثل بقوات خفر السواحل وذراع أمني تشكله قوات الأمن المركزي في المخا، وقوات الأمن العام في الخوخة، وحاضنة شعبية اختزلت اليمن في مكونها المحلي.
تجاوزت أهمية تواجد القوات المشتركة الشأن المحلي لتصبح قوة تأمين لمصالح تجارية إقليمية ودولية في البحر الأحمر وباب المندب، ونجحت في بناء تشكيلاتها لتصبح قوة ذات هيكل تنظيمي بعيد عن المليشياوية وقريباً من بنية الجيوش النظامية، كون هذه القوات تضم في ألويتها جنوداً خارج التمثيل المناطقي والحزبي.
كما أن القوات المشتركة أثبتت أنها حليف أكثر مصداقية مع التحالف العربي بعيداً عن الابتزاز والمؤامرات التي طبعت بها كثير من القوات التي أنتجتها مصانع حزبية وضعت مصلحة الحزب والجماعة فوق مصلحة البلاد والشعب.
وإضافة إلى صلابة بنية القوات المشتركة وتنوع تمثيلها لمناطق اليمن كلها، فإن قيادة هذه القوة كذلك أثبتت أنها عند مستوى المسؤولية والمهمة التي تحملتها من خلال التنسيق التام والتناغم الكامل في إدارة المعارك سابقاً ومواجهة الاختراقات حالياً، وخير دليل على هذا التناغم تصعيد مليشيات الحوثي الأخير على مناطق الدريهمي وحيس ومنظر وجبهات مدينة الحديدة.
كما أظهرت القوات المشتركة أنها رقم عسكري ثابت على الأرض أفشلت كل محاولات الاختراق الحوثية، وتحولت إلى جبهة استنزاف للمليشيات في الوقت الذي فشلت فيه جبهات كثيرة أن تصمد ولو أياماً في وجه زحوف مليشيات إيران الحوثية.
ويوماً بعد يوم تؤكد القوات المشتركة أنها ذراع عربي أصيل في مواجهة أطماع طهران وذراعها الحوثية، وأن ثبات القوات المشتركة في الساحل الغربي وباب المندب وضعها في تحالف استراتيجي هام مع كل القوى المناط بها تأمين البحر الأحمر والممرات المائية لما للمنطقة التي تتواجد بها هذه القوات من أهمية للعالم والإقليم.
القوات المشتركة فرضت نفسها كقوة محلية قادرة على منازلة أطماع طهران وردعها في الساحل وحضورها وطني وقومي بعيد عن أي تبعية عمياء أو رعاية لمصالح دول أو محاور بعينها، أي حضور يمثل اليمن ويغطي دورها المعهود تاريخياً في هذه المساحة المهمة من المنطقة.