تصاعد هجمات المليشيات على السعودية بعد وصول (إيرلو) إلى صنعاء (تقرير)
قبائل اليمن / متابعات
رفعت مليشيا الحوثي من وتيرة الهجمات ضد المملكة العربية السعودية بواسطة طائرات دون طيار مفخخة بشكل لافت في أعقاب إعلان إيران عن وصول القيادي في “فيلق القدس”، حسن ايرلو إلى صنعاء.
وكانت إيران أعلنت في السابع عشر من أكتوبر الجاري، على لسان المتحدث باسم خارجيتها سعيد خطيب زادة، أن حسن إيرلو وصل إلى صنعاء، ووصفته بأنه “سفير فوق العادة ومطلق الصلاحية”.
وأثار إعلان إيران ضجة سياسية وإعلامية عن الكيفية التي وصل بها السفير الإيراني إلى صنعاء، حيث تم وصف تلك العملية بأنها عملية تهريب تنتهك كل الأعراف الدبلوماسية.
ورغم أن وصول القائد الإيراني للقيام بمهام سفير لدى المليشيات الحوثية تزامن مع أجواء إيجابية سادت الملف اليمني من خلال تنفيذ عملية تبادل الأسرى وفقاً للاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة، إلا أن الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية بعد وصول إيرلو إلى صنعاء تزايدت.
وجاء الإعلان من طهران وليس من صنعاء حول سفير الحرس الثوري في صنعاء كرسالة تهديد إيرانية للسعودية
وربطت مصادر مقربة من مليشيات الحوثي بين تزايد الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية ووصول السفير الإيراني الذي يعد قائدا عسكريا وخبير صواريخ عمل في جنوب لبنان، بالإضافة إلى كونه ضابطا متخصصا في الأسلحة المضادة للطائرات والدبابات والمدرعات، وفقا لدراسة نشرت في العام 2009.
وعد التصعيد الأخير بأنه رسالة تبعثها طهران للأمم المتحدة والدول ذات الثقل في إدارة زمام الملف اليمني ومنها واشنطن ولندن، بالإضافة إلى أنه رسالة موجهة إلى الرياض خصوصا بعد أن أبدت الأخيرة مرونة كبيرة في إنجاح ملف الأسرى ووافقت على إنجاح الوساطة العمانية بين المليشيات الحوثية والسلطات الامريكية بشأن تسليم مواطنين أمريكيين كانوا محتجزين لديها.
ووفقاً للمصادر فإن طهران لم تكن راضية عن الصفقة التي تم بموجبها تسليم المليشيات الحوثية لمواطنين أمريكيين بوساطة عمانية، ولا بموافقة الحوثيين على تبادل الأسرى السعوديين ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تمت برعاية المبعوث الأممي، حيث كانت طهران تسعى لاستغلال ملف المعتقلين الأمريكيين والأسرى السعوديين لدى المليشيات الحوثية لتحقيق مكاسب سياسية في إطار إدارتها للصراع مع واشنطن خصوصا في ظل تصعيد الأخيرة من وتيرة فرضها للعقوبات ضد النظام الإيراني، وهو الأمر الذي سارعت طهران لتعويضه عبر عملية تهريب الضابط حسن ايرلو إلى صنعاء مستغلة صفقة إعادة الجرحى من مقاتلي المليشيات وإعلان تعيينه سفيرا لدى سلطات الحوثي كغطاء سياسي لقيامه بمهام عسكرية كمشرف وخبير وموجه لمليشيات الحوثي واستخدامها في إدارة الصراع الإيراني مع دول المنطقة وعلى رأسها السعودية والإمارات.
ولفتت المصادر إلى أن قيام المليشيات الحوثية بشن أكثر من أربع هجمات على الأراضي السعودية -إضافة إلى إحباط قوات التحالف لهجمات أخرى منذ وصول القائد الايراني ايرلو- يؤكد أن طهران تسعى لإطالة أمد الحرب في اليمن وتعويض خسارتها في استخدام أذرعها الأخرى سواءً في العراق أو في لبنان.
وتراجعت قدرة حزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان، على مواصلة مهامه في خدمة أجندة طهران بالنظر إلى الأزمة التي يعيشها لبنان، والاتهامات المتزايدة له بالوقوف وراء ما وصل إليه الوضع، فضلا عن اضطراره للقبول بعملية التفاوض مع إسرائيل بشأن ترسيم الحدود، وهو ما يؤثر على قدرته على المناورة لخدمة مصالح طهران.
وتتهم إيران بتزويد مليشيات الحوثي بالأسلحة والصواريخ التي تستخدمها في مهاجمة الأراضي السعودية، وقتل اليمنيين المقاومين لها، وكذا وجود خبراء إيرانيين وآخرين تابعين لحزب الله يتولون الإشراف على إدارة العمليات العسكرية للمليشيات الحوثية التي تعد الذراع الإيرانية في اليمن على غرار الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان.
يشار إلى أن طهران تستخدم مليشيا الحوثي، منذ 21 سبتمبر 2104م لشن حرب عسكرية وأمنية وسياسية وإعلامية ضد السعودية وبعض دول الخليج وتستثمرها في تحقيق أجندتها في المنطقة، بما فيها إطالة أمد الحرب في اليمن، مستفيدة من تبعية الحوثي المذهبية والطائفية.