هل فشلت الأمم المتحدة في تثبيت وقف إطلاق النار بالحديدة؟
في وقت اشتدت فيه حدة القتال شرق اليمن في جبهات مأرب والبيضاء والجوف، انفجرت، وعلى غير العادة، الأوضاع في جبهة الساحل الغربي ومديريات محافظة الحديدة من دون أي اعتبارات للهدنة المبرمة بين الجانبين بموجب اتفاق استوكهولم الذي وقعته الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي.
ومنذ توقيع الاتفاق، وعلى مدار نحو عامين، واظب الطرفان على خرق الهدنة مع تنصل كل طرف من المسؤولية، وإلقاء اللوم على الآخر، كما فشلت الأمم المتحدة في تثبيت وقف إطلاق النار، على الرغم من تعيين خمس نقاط للمراقبة بمشاركة ضباط من الجانبين، وبإشراف أممي، إلا أن استهداف المدنيين تزايد، وحتى نقاط الرقابة لم تسلم من الانتهاكات، وتعرض أحد ضباط الرقابة المشتركة إلى رصاصة قناص أودت بحياته، كما تم استهداف مقرات البعثة الأممية في الحديدة بطائرات مسيرة، وهو تعبير عن مدى تفاقم العنف وعدم احترام وقف إطلاق النار.
مديريات حوث والدريهمي والتحيتا وبيت الفقية ونقاط التماس في كيلو 16، والمطار وشارع صنعاء، وبالقرب من “سيتي ماكس”، كانت نقاطاً ساخنة طيلة الفترة الماضية، خصوصاً الدريهمي التي ظلت فيها مجاميع حوثية محاصرة في مركز المديرية وتحيط بها القوات المشتركة من جميع الجهات.
ومع تركز الأنظار شرقاً، حشدت الجماعة الحوثية قواتها، ونفذت هجوماً برياً وبحرياً بمساندة طائرات مسيرة لإخراج عناصرها المحاصرين، وقد نجحت في ذلك، ووصلت إلى مركز مديرية الدريهمي، وأخرجت المحاصرين واحتفلت بوصولهم إلى العاصمة صنعاء.
الاتفاقية لم تُجد نفعاً
أكد مأمون المهجمي، المتحدث باسم “ألوية العمالقة”، وهي قوات مُوالية للحكومة اليمنية في الساحل الغربي، أن الميليشيات الحوثية استأنفت العملية العسكرية في الساحل الغربي بامتياز، ونفذت عمليات انتحارية ضد قواتنا.
هجوم الحوثيين يبرهن عملياً على أن اتفاقية السويد لم تُجدِ نفعاً لعدم التزامهم بأي من بنودها، بحسب المهجمي الذي اتهم عبر “اندبندنت عربية” الحوثيين بخرق الاتفاق منذ الساعات الأولى للتوقيع عليه.
أضاف المهجمي أن هذه الخروقات والانتهاكات والتصعيد جاءت بفعل التعامل السلبي للمبعوث الأممي لليمن، مشيراً إلى أن مواقفه بعيدة عن الحيادية، ومؤكداً أن أبناء الحديدة قادرون على إخراج الميليشيات الحوثية من مدينتهم في حال تقاعس الأمم المتحدة والحكومة الشرعية.
المصدر / اندبندنت عربية