“تحقيق” كيف اتخذت مليشيات الحوثي المدنيين في الدريهمي دروعا بشرية
قبائل اليمن – متابعات
تواصل مليشيات الحوثي احتجاز العشرات من المدنيين كدروع بشرية داخل مدينة الدريهمي منذ نحو عامين، إذ تحيط بحياتهم أنفاق والغام الملشيات القاتلة، فيما انقطعت أخبارهم كليا عن ذويهم الذين تمكنوا من المغادرة قبل أن تشدد مليشيات الحوثي من اجراءاتها ليبقوا دروعا بشرية لها.
وعلى الرغم من أحاديث عدة عن ضرورة تحرير مركز مدينة الدريهمي كضرورة إنسانية وأخلاقية لإنقاذ المدنيين من فلول مليشيات الحوثي التي تنتهج طرقا شبيهة بتنظيم داعش في اتخاذ المدنيين الأبرياء دروعا بشرية، إلا أن شيئا من ذلك لم يحددث.
الظروف التي وجد فيها المدنيين أنفسهم داخل المدينة جعلتهم يموتون بشكل بطيء كل يوم نظرا لنقص التموين وإنعدم توفر المواد الغذائية إذ تقوم مليشيات الحوثي بمصادرة الشحنات الإغاثية التي يدخلها الصليب الأحمر الدولي وتقوم بتوزيعها على عناصرها.
قضية المدنيين الذين تتخذهم مليشيات الحوثي دروعا بشرية غابت عن أحاديث المنظمات الإنسانية والظروف بالغة السوء التي يعيشونها فضلا عن انقطاع أخبارهم عن ذويهم الذين لا يعرفون عنهم لو أنهم لايزالون على قيد الحياة أم تسببت عمليات الحرمان من الغذاء في وفاتهم.
مسعد خمسيني تم تهجيره من مدينة الدريهمي إلى الساحل ولديه أختان تتخذ منهم المليشيات دروعا من ضربات القوات المشتركة.
لم يخشى مسعد من الموت وذهب مشيا على الأقدام إلى الدريهمي من أجل التحقق من أن شقيتيه لا تزالان على قيد الحياة ولم توقفه إلا متارس المليشيات المرتبطة بإيران جوار مدرسة خولة ، وهددته بالتصفية الجسدية إذا فكر بالدخول إلى الدريهمي وحاول رؤية أختيه وأولادهما.
المعاناة الإنسانية للنساء والأطفال والشيوخ لم تنته بعد رغم مرور أكثر من سنتين عجاف وهم داخل سجن حوثي كبير وثكنة من الأسلحة والمتارس والألغام وعدم التواصل مع أهلهم.
أما الشاب عبدالجبار المرابط في جبهة الدريهمي فهو من أبنائها المهجرين ويتوقد حماسا لتحرير مركز المدينة وإنقاذ المدنيين من مليشيات الحوثي.
يقول لمنبر المقاومة” سوف نخلص أهلنا المأسورين من سطوة المليشيات الحوثية، وما علينا إلا أن نقول لهم صبرا إلى أن تحين الفرصة لإنقاذهم.
من جانبه يقول يحيى عمر المنخرط في صفوف القوات المشتركة أن مليشيا الحوثي قامت بتلغيم المنازل والشوارع مما يشكل خطرا على حياة المدنيين.
لدى عمر عمتين هما خديجة وهاجر تتخذهما المليشيات مع المدنيين الأخرين دروعا بشرية من أجل ابتزاز المنظمات الإنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية لكن مليشيات الحوثي بحسب عمر تستولي عليها لمنحها وقتا أطول للبقاء داخل المدينة.
يضيف، مليشيا الحوثي عندما دخلت الدريهمي حرمت المواطنين من الحرية وقيدت تحركاتهم وحرمتهم من كل ما يرغبون في شرائه، ويرى أن الدافع الذى أجبره على حمل السلاح هو من أجل إنقاذ المحاصرين والعيش بحرية بعيدا عن إجرام المليشيات المرتبطة بإيران.
إلى ذلك ينقل المواطن محمد وهو واحدا ممن كانوا مع مليشيات الحوثي قبل إنشقاقه عنها أن المليشيات تمارس نهجها طائفيا وتمييزيا بين مقاتليها إذ تمنح المجندين من أبناء الدريهمي الوجبات الملوثة والتي لم تعد قابلة للإستخدام الأدمي، بينما تعطي قناديلها أفخر الطعام و القات، مؤكدا أن أساليب المليشيات الحوثية تفضح مشروع هذه الجماعة الكهنوتية.
ويوجه رسالة للحوثي مفادها أن عليهم أن يخرجوا ويتركوا المواطنين الأبرياء من أجل لم شملهم مع أهلهم بالساحل وإلا فإن الشباب لهم بالمرصاد وسوف يدخلون لتحرير الرهائن من نساء وأطفال وشيوخ الدريهمي من المليشيات الظالمة وإعادة المعتدين الحوثة إلى بلادهم وكهوفهم في توابيت خشبية.
مأساة المدنيين الذين اتخذتهم المليشيات كرهائن بحاجة إلى إنقاذهم من طغيانها في اقرب وقت ممكن وينبغي أن توضع مأساتهم على جدول مباحثات المبعوث الأممي.