المخا.. وقائد ثورة سبتمبر علي عبدالمغني
مدينة المخا تصنع تحولات تاريخية بصمت .. كبيرة باهلها بعمق التاريخ..
قبل ثورة 26 سبتمبر بشهرين كانت على موعد لمهمة بالغة السرية ومفصلية في النضال الوطني ضد الحكم الامامي الكهنوتي ..
قام بهذه المهمة بنجاح الملازم علي عبد المغني مهندس الثورة السبتمبرية ..
وهي هكذا المخا عنوان نجاح ..دوما تحمل ايثار الثوار الصادقين ..فمنذ غابر الزمن اعطت لليمن شهرة عالمية في الحضارة القديمة والعصور المتوسطة وماتزال حاضرة الى اليوم ..
فعلا مايزال اسم المخا هو اشهر ماركة تجارية عالمية تحتل مكانة خاصة لدى مختلف شعوب العالم دون منافس .. قدمت لشعوب العالم رقي وتحضر الانسان اليمني باروع صورة.. وضعت اول انموذج ناجح لعولمة التجارة..
لم يافل مجد المخا ولم تتحول الى مجرد اطلال بتراجع تصدير البن وغيرها من السلع اليمنية للخارج ، بل ظلت حاضرة في المشهد السياسي اليمني اضافة الى ما تمثلة من عاصمة تجارية لليمن على مختلف العصور ..
ففي هذه المدينة تقف قنصليات العديد من الدول الى اليوم تحكي مجدا محال ان يندثر ..
ومن هنا لم يمر الرحالة الاروبيون والمستشرقون فقط ..بل العلماء والباحثون والجواسيس والتجار ..
واعظم الثوار ..
في مقاهي المخا وحوانيتها تفاصيل مدهشة للتواصل الحضاري وصراع النفوذ..
ثمة تفاصيل كثيرة مدهشة ومشوقة يمكن سردها لنعرف خفايا جميلة عن هذه المدينة المرتبطة باحداث وتحولات عظيمة في تاريخنا ..
دعونا نتكلم عن مدينة المخا وثورة 26 سبتمبر ..فهذه المدينة كانت البداية.. اول انطلاق ميداني وعملي في سياق التحضير لقيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م..
ففي شوارعها وحوانيتها وبين اناسها الاحرار والانقياء كنقاء بحر ها تحرك مهندس الثورة الشهيد علي عبد المغني ..
فهذه هي المخا دوما ملاذ الثوار والاحرار .باهلها الذين ظلوا ومازالوا مددا وسندا للثوار.
ففي يوليو من عام 1962م ،سجل التاريخ باروع صفحاته بان البطل علي عبدالمغني انطلق في مهمة ثورية خارجية لتنظيم الضباط الاحرار ..
وقع الاختيار على المخا المدينة واناسها .. وثقة الثوار لا تبنى على عواطف .
كانت مهمة الملازم علي عبدالمغني ليست مهمة سهلة ، بل خطيرة جدا وفي ذروة توحش احمد ياجناه ..ومهمة كهذه لا يمكن ان تنجح الا اذا مرت عبر المخا ..
خرج من صنعاء وزار والدته واهله في السدة وانطلق سرا قاصدا المخا.. تفحص المدينة وتحاور مع تاريخها وتبادل الاحاديث مع اهلها..كانت غايته وحلمه هو ميناء هذه المدينة والانطلاق الى مصر لترتيب المرحلة الحاسمة للثورة ..
قبل شهرين فقط من ثورة 26 سبتمبر 1962م وتحديدا في شهر يوليو ، انطلق البطل علي عبدالمغني من مينا المخا نحو مصر العروبة لاستكمال الفصل الاخير من التحضير للثورة الخاص بالجانب الخارجي لضمان نجاحها ..
انطلقت السفينة ولم يشعر علي عبدالمغني بالقلق وهو يركب البحر لاول مرة لان حوله ابناء المخا الذين غمروه بحبهم ورعايتهم ..وعلى الرغم انه لاول مرة يشاهد كيف تمخر السفينة عباب البحر .. الا ان عيناه كانت على صنعاء ..على انقاذ شعب يتضور جوعا وتفتك به الامراض ويبكي دما من همج الكهنوت..
في وسط امواج البحر ظل الملازم علي عبد المغني منشغلا بالثورة وتفاصيل خطة الاطاحة بحكم بيت حميد الدين ..وبعد ايام من السفر تحققت امنيته والتقى بالزعيم جمال عبدالناصر على متن سفينة مصرية في شرم الشيخ..لقاء تاريخي وحاسم ..لقاء ضمن فيه تنظيم الضباط الاحرار دعم مصر عبدالناصر لثورة الشعب اليمني..
وهلى الفور عاد علي عبد المغني الى المخا حاملا مشاعل ثورة انارت صباحا يماني جميل وطوت ماضي الكهنوت الى الابد ..
هذه هي المخا..قبلة الثوار ومحطة انطلاقة الثائرين لدك اوكار الطغيان من اجل سعادة الانسان .