كاتب سعودي يتساءل لماذا يرفض الحوثي المبادرة السعودية؟
قبائل اليمن / متابعات
عزى الكاتب السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي، أسباب رفض الحوثي للمبادرة السعودية إلى أنه “لا يمثل الشعب اليمني ولا الدولة اليمنية، بل يمثل النظام الإيراني”.
وأشار العتيبي في مقال له بعنوان “المبادرة السعودية… لماذا يرفض الحوثي؟” الأحد، في صحيفة الشرق الأوسط، إلى أن “النظام الإيراني – الذي يمثله الحوثي- غير معني بتاتًا باليمن دولة وشعبًا، بل هو على استعدادٍ تامٍ لإحراق اليمن وشعبه في سبيل مصالحه ومشروعه للتوسع، وبسط النفوذ على الدول العربية”.
وأضاف: ومن أسباب الرفض الحوثي كذلك، “أنَّ الحوثي يمثل ميليشيا آيديولوجية مسلحة، والآيديولوجيا عمياء لا تحسن السياسة، وهي ترى في طاعة الولي الفقيه طاعة عمياء، فالحوثية في تطورها التاريخي عبر عقودٍ استطاعت تحويل المذهب الزيدي الكريم عبر المدرسة الجارودية، إلى الخمينية”.
وتابع العتيبي: ومن الأسباب كذلك “النَهَم المستمر لجمع الأموال اليمنية بأي سبيلٍ، والتقاط اللقمة من أفواه اليمنيين كباراً ونساء وأطفالاً من دون وازعٍ من دينٍ أو رادعٍ من خلقٍ، ومنها الإصرار على استهداف السعودية عسكرياً بالصواريخ الباليستية والمسيرات المسلحة لتنفيذ رغبات النظام الإيراني العميقة في القضاء على الدولة السعودية، تنفيذاً لوصية الخميني، وانجراراً وراء مشروع إيران في المنطقة الذي تقف السعودية جداراً صلباً في وجهه”.
وقال: “أطلقت السعودية يوم الاثنين الماضي مبادرة سلام لليمن ومنحت فيها الكثير لميليشيات الحوثي التي تختطف الدولة والشعب اليمني، حرصاً من السعودية على اليمن وشعبه، ومراعاة للجانب الإنساني الذي دمّره الحوثيون بشكل منظمٍ وممنهجٍ على مدى السنوات الماضية”.
واعتبر العتيبي، المبادرة السعودية “مبادرة تاريخية بكل المقاييس، وتمثل لحظة للعقل والحكمة قادرة على انتشال اليمن من أتون الفوضى والصراع، فيما لو استجابت لها ميليشيا الحوثي”.
أكد أن “هذه المبادرة هي استمرارٌ للسياسة السعودية الثابتة تجاه اليمن، السعي الدائم للسلام والحل السياسي، وقد كان هذا هو هدف السعودية الثابت منذ عقودٍ تجاه اليمن والحوثي”. مشيرا إلى أن “السعودية أيدت مفاوضات جنيف والكويت واستوكهولم وقدّمت التنازلات بحثاً عن مصلحة اليمن وشعبه، وظلّ الحوثي يتمنّع عن أي استجابة عملية لأي توجهٍ يفضي إلى السلام”.
وأشار إلى أن “إطلاق السعودية للمبادرة التاريخية رافقه زخمٌ عربي ودولي كبيرٌ، وهو زخمٌ مستحقٌ؛ فقد تم فيها تقديم العديد من الفرص لميليشيا الحوثي كفتح جزئي لمطار صنعاء وميناء الحديدة، وبدء المشاورات اليمنية ووقف فوري لإطلاق النار، ولكن الحوثي كالعادة لا يستجيب”.