سياسة بايدن في اليمن أدت إلى زيادة جرأة الإرهابيين الحوثيين (تقرير)
قبائل اليمن / عدن
طوال حملته الرئاسية، أشار جو بايدن ونائبته إلى نيتهما إنهاء الدعم الأمريكي للجهود العسكرية التي تقودها السعودية ضد الإرهابيين الحوثيين الذين يحاولون تثبيت نظام شيعي إرهابي متطرف على غرار إيران على الحدود الجنوبية للمملكة.
والأسبوع الماضي، أصدر الرئيس بايدن، ربما تمهيداً للانخراط الدبلوماسي مع طهران، إعلاناً رسمياً عن انتهاء المشاركة الأمريكية في اليمن.
إن تنازل الرئيس الاستباقي سيمنحه أملاً ضئيلاً في النجاح وإمكانية كبيرة لجعل الوضع السيئ أسوأ.
في 23 يناير، وبعد ثلاثة أيام فقط من تنصيب بايدن، أطلق الحوثيون -المدعومون من الحرس الثوري الإيراني- صاروخًا أو طائرة مسيرة باتجاه الرياض، والتي اعترضتها الدفاعات الجوية السعودية لحسن الحظ. كانت النية واضحة: استهداف المدنيين بشكل عشوائي (بمن فيهم الأمريكيون) والبنية التحتية المدنية في العاصمة السعودية أو بالقرب منها.
كان الهجوم وقحاً للغاية لدرجة أن وزارة خارجية بايدن اضطرت إلى إصدار بيان رسمي يدينه ويتعهد بدعم دفاع السعودية. وبعد أسبوعين، يواصل بايدن التشدق بالدفاع عن المملكة، ولكن ليس على حساب القضاء على مصدر الهجمات – وهو ما لن يردع الحوثيين أو عناصر الحرس الثوري الإيراني.
كان هجوم الحوثيين الأخير على المملكة بمثابة اختبار لتصميم الإدارة الجديدة، ويظهر إعلان يوم الخميس أنها تفتقر إلى حد كبير، فالحوثيون والحرس الثوري الإيراني، وكلاهما مصنف كمنظمات إرهابية أجنبية من قبل إدارة ترامب، سيكون لديهما الآن جرأة أكثر لشن هجمات أكثر تطوراً وبعيدة المدى ضد أصدقائنا وحلفائنا في جميع أنحاء المنطقة، بمن فيهم إسرائيل.
قد يكون انسحاب بايدن من اليمن بمثابة غصن زيتون لطهران تحسباً لانخراط دبلوماسي جديد، لكن من غير المرجح أن يستجيب النظام الإيراني بشكل معقول لأي مشاركة دبلوماسية بحسن نية، في حال شعر بضعف من الولايات المتحدة.
لم تكن مهمة اليمن تحظى بدعم شعبي واسع على الإطلاق لسبب بسيط هو أن الحوثيين، مدعومين بآلة الدعاية الإيرانية الهائلة، نجحوا في إلقاء أنفسهم في محكمة الرأي العام كمتمردين شجعان يقاتلون الإمبريالية السعودية. لكن أولئك الذين تقبلوا هذه الرواية، فشلوا بلا شك في إدراك التهديد المروع الذي يشكله الحوثيون على استقرار شبه الجزيرة العربية بأكملها، وكذلك على ممر الملاحة الحيوي في البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب.
يقتصر دعم الولايات المتحدة لحملة اليمن -التي بدأتها، على وجه الخصوص، إدارة أوباما في عام 2015- على التدريب لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين ومهام مكافحة الإرهاب، لكنه رمز مهم للالتزام الأمريكي بتحالفنا مع المملكة. لكن هذا التحول في السياسة، يرسل إشارة خطيرة إلى المنطقة مفادها أن الولايات المتحدة ضعيفة ومتضاربة، وأن دعمنا لحلفائنا بدأ يتراجع.
لا أحد يريد الانخراط في اليمن، بمن فيهم السعوديون، ولا أحد يشجع توسيع المشاركة الأمريكية. لكن على أقل تقدير، لا ينبغي لنا أن نقوض حليفا رئيسيا في وقت تلقيه الذخيرة الحية من الأعداء الذين يكرهوننا في محاولة غير مجدية لاسترضاء طهران أو تسجيل نقاط سياسية محلية مع ناخبين معادين للسعودية.
كما أن الهجمات المتصاعدة الحوثية التي تعطل مضيق باب المندب ستكون بمثابة ضربة قاسية للاقتصاد الدولي الذي لا يزال يعاني من الوباء وتعطيلا كبيرا محتملا لإمدادات الطاقة في لحظة حساسة – وكلاهما سيؤثر بشكل مباشر وسلبي على الولايات المتحدة.
إن من يتذكرون الهجوم على المدمرة الأمريكية “كول” في خليج عدن، يعرفون جيداً مدى خطورة اليمن، وبأنه إذا تم التخلي عن اليمن للحوثيين والحرس الثوري الإيراني، فستتحول المشكلة السيئة إلى شيء أسوأ بكثير.