القبيلة اليمنية
دور القبائل اليمنية في التصدي لمليشيا الحوثي الارهابية
رصد تقرير نشرته مجلة المستقبل اليمني التى تواجه بشكل مستمر الدعاية السوداء لمليشيا الحوثي التخربية الدور التاريخي للقبائل اليمنية في التصدي للظلم علي مدار تاريخ اليمن وصولا للدور الكبير الذى تقوم به القبائل في محاربة مليشيا الملالي المخربة لليمن حيث لعبت القبيلة دوراً محورياً في مختلف الأحداث في اليمن عبر التاريخ، منذ الدول اليمنية القديمة، مروراً بالدول الإسلامية المتلاحقة، وحتى العصر الحديث. ويُعدّ النظام القبلي في اليمن واحداً من أكثر الأنظمة التقليدية التي ما زالت تعيش معنا في هذا العالم الحديث، الذي استبدل القانون والأنظمة السياسية الحديثة بالقبلية والعشائرية ومختلف الأنظمة التقليدية. وقد استطاعت القبيلة في اليمن أن تقاوم التحديث والمدنية، محاوِلةً الحفاظ على مركز نفوذ متقدم. كما استطاعت أن تنازع الأنظمة السياسية والعسكرية، وتبقي على قوة نفوذها، بل وعملت في أوقات متلاحقة على تشكيل الأنظمة السياسية بما يتلاءم مع مصالحها وشروطها ويحقق أهدافها مما جعل السلطة المركزية تسعى الى استرضاء القبائل الذين يقطنون المواقع الجغرافيه المهمه وخاصة ابان مواجهه ورد اي عدوان خارجي ومن ثم استغلالها في استمرار وبقاء الحاكم اطول فترة ممكنه وفي المقابل كانت القبيلة شوكه عصية على الحكام الطغاه ومقاومتها المستمره للحاكم الظالم فما ان يستطيع الامام من القضاء على القبيلة الثائرة اعلنت قبيله اخرى التمرد عليه.
تبرز القبيلة والعشيرة كبنى اجتماعية فاعلة ومقررة وليست مجرد تشكيلات تنتمي إلى الماضي فبنية القبيلة الاجتماعية تشكل السمة المميزة للتركيب الاجتماعي، وفاعليتها لا ترتبط بالسلوك الفردي فحسب بل بالسلوك الجمعي أيضا وضمن مجالات الفعل السياسي والاجتماعي وتعد الأسرة الممتدة هي القاعدة العريضة التي تتكون منها القبيلة، وتشكل الرابطة القبلية العامل الرئيس والأكثر أهميه في البناء القبلي خاصة في مناطق الشمال والشمال الشرقي من اليمن. كما تتميز ثقافتها القتاليه وتمجيدها الى الحرب احدى ابرز سماتها هذا ماجعلها عصيه على الحكام الظالمين او الغزاه من القضاء عليها كلياً.
ما ان رحل العثمانيون من اليمن نهائيا واستتب الامر للامام يحيى او مايعرف بالمملكة المتوكلية حتى اتبع نظام الرهائن وهو (وضع شخص ما قيد الإقامة الجبرية ضماناً لسداد أقاربه أو قبيلته الالتزام المفروض عليهم تجاه الدولة) وقد لجأ آل حميد الدين إلى تطبيق هذا النظام ليصبح جزءاً من الحياة السياسية اليمنية الحافلة بالتناقضات الاجتماعية الكامنة في تكوينات المجتمع العشائرية والمذهبية وقد استغل الإمام هذا النظام لضمان ولاء زعماء القبائل وعدم عصيانهم على سلطانه. وقد كانت العلاقة عكسية بين نمو سلطة الدولة وانحسار سلطة القبيلة وتهميشها خاصه القبائل الذين لا ينتمون الى الاسر الهاشمية حيث جعلوا القبائل القحطانية الاصيله بالمرتبة الثالثة في السلم الاجتماعي بل عدم اسنادهم اي وظائف في امور الدولة وتدبير شئون الحكم الذي كانت مقتصره على الهاشميين وهم الذي جاءو الى اليمن بعد الفتح الاسلامي ونصره القبائل اليمنية لثورة الامام زيد بن علي رضى الله عنه لجوء عدد كبير من ال البيت الى اليمن هربا من بطش الدولة الاموية والعباسية وقد زاد من نفوذهم السياسي وتقلدهم حكم البلاد من خلال حادثة التحكيم الشهيرة عند جلب قبائل خولان وفطيمه في صعده للإمام يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، المعروف بالهادي, في نهاية القرن الثالث الهجري للتحكيم في انهاء الثار بينهم
القبيلة تثور امام الظلم
حتى قيام الثورة اليمنية المباركة سنة 1382هـ (1962م)، وهي أطول فترة حكم في التاريخ لآل البيت حيث دام أحد عشر قرناً. وبعد ما تكبروا وعاثوا الارض فسادا وضرب من حديد لكل من يخالفهم الرأي والمعتقد ثأرت القبائل اليمنية على تلك الفئة كما هي عادتها ومن اشهر تلك القبائل الذي حاربت فكر الائمة بل طردوها من اراضيها في فترات تاريخية مختلفة قبائل يافع ورداع والضالع والحجرية وحضرموت وتهامه.
خروج قبيلة حاشد عن الامام يحيى/……لماذا يقوم الحوثي بهدم المنازل اليوم
لعبت قبيلة حاشد دورا كبيرا في النضال ضد حكم الائمة بعد ان كانت مساند وداعم رئيسي مع الإمام يحيى في حرب التحرير ضد الحكم العثماني تضم «حاشد» أربعة بطون وهى: بني صريم وخارف والعصيمات وعذر وتقطن في محافظة عمران وقد كان ذلك الخروج بسبب نقض الإمام للعهد المقطوع مع الشيخ ناصر بن مبخوت الأحمر والذي يقضي بالتخفيف على القبيلة في موضوع الزكاة والرهائن نظراً لموقفها معه في البيعة والحرب بالاضافة الى مطالبة الامام تقديم حاشد ابنائها كرهائن عند الامام وهو مارفضه شيخ قبيلة حاشد وانحياز الشيخ الأحمر إلى جوار محمد بن علي الإدريسي صاحب «صبيا» والمنافس الفعلي للإمام في سهل تهامة في عام 1340هـ /1921م فأرسل الامام حملة تأديبية بقيادة ابنه الامام احمد ودارت معارك شرسه انتهت بهزيمة حاشد ودخول قلعه نيسا في حجه وهروب الشيخ الاحمر الى مكه، يقول المؤرخ “سلطان ناجي”، في كتابه “التاريخ العسكري لليمن”، (( إن الحرب بين جيوش الإمام وقبائل حاشد، انتهت بهزيمة الأخيرة، واحتلت جيوش الإمام منازل الأهالي، وأطلق الأمير أحمد حميد الدين، الذي كان قائد تلك الحملة، العنان للجيش لانتهاك المحارم، وتمزيق ثوب العفاف والنهب والسلب والقتل، وكل ما يستطيع الجاهل المأفون أن يفعله وقد استمر جيش الإمام الغازي، في ممارسة العبث والإفساد والهدم في حاشد لعدة أشهر، ما تسبب في هجرة الكثير من أبنائها هربا من ذلك الظلم بعد ذلك أمر الإمام يحيى ولي عهده “أحمد حميد الدين”، بالقبض على رؤساء ومشائخ قبائل حاشد، وجمع الرهائن، كما أمره بتحصيل ضريبة الحرب الكبرى، وهدم بعض الحصون والبيوت، وبعد تنفيذ هذه الخطة، جمع القاد الرؤساء والمشائخ ثم صفدهم بالقيود وجعهلم في مقدمة الجيش، ودخل صنعاء على هذه الصورة الوحشية، بعد ذلك أمر الإمام بإيداد مشائخ حاشد ورؤسائها في سجن غمدان، ولم يزالوا في عذاب متواصل حتى مات الكثير منهم جراء ما لاقوه من أهوال، في الوقت الذي تم عزل أطفالهم الرهائن في غرف أخرى، وظلوا على هذه الحال إلى أن بلغ سن التبادل)) فما اشبه اليوم بالبارحه فكل الافعال المهينة للقبائل تمارسها هذه المليشيات من تفجير وهدم وسلب وفرض الاتوات والرسوم بلا وجه حق.
وكانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية قد كشفت جرائم إنسانية جديدة ارتكبتها ميليشيا الحوثي الانقلابية، الموالية والمدعومة من إيران، بحق المدنيين بمحافظة حجة.
وقالت الوزارة في بيان لها ، إن «الميليشيا الحوثية أقدمت ،على اقتحام قرية بمنطقة النامرة شمال غرب العبيسة بمديرية كشر محافظة حجة وقامت بتفجير ونسف ما لا يقل عن ١٣ منزل من منازل بني جبهان وبني الجشيبي».
وأضاف البيان «هذه الجريمة تأتي مع استمرار الحصار الذي تفرضه الميليشيا الإرهابية على قرى وعزل مديريات حجور منذ أكثر من أربعين يوم في عقاب جماعي مع قصف عشوائي لمنازل الأهالي هناك مما نتج عنه ضحايا جسيمة في الأرواح والممتلكات وسقط اثر ذلك عدد من النساء والأطفال بين شهيد وجريح».
وأشارت الوزارة إلى أن «الميليشيا الموالية والمدعومة من إيران، تنتهج جريمة تفجير منازل معارضيهم بشكل ممنهج والهدف منه التهجير القسري والتطهير الطائفي، واستخدامه لإرهاب وتركيع بقية السكان والانتقام من الخصوم»، ..موضحة أن «الميليشيا ومنذ انقلابها على السلطة فجرت ونسفت أكثر من ٩٠٠ منزل من منازل معارضيها في عموم محافظات الجمهورية اليمنية».
وأكد البيان أن مثل هذه الجرائم تعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وتندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية ولقرارات مجلس الأمن الدولي ومنها القرار رقم 2216.
ثورة الزرانيق في تهامه(المقاومة التهامية)
ها هيا تهامة تعيد المجد وتعيد التاريخ وتعيد الانتصار والمقاومة فلم تكن الثورة مربوطة بوازع مددي او قبلي او ارتباط انما جاءات عن الشعور بالظلم والامتهان والغدر والخيانة فقد تمردت قبائل «الزرانيق» في أرض تهامة وقد شن الإمام حملة بقيادة «هاشم الدعاني» كما ذكر المؤرخون في كتبهم لإخضاعهم، ولكنهم وبقيادة الشيخ احمد الفتيني قاتلوا كالوحوش الضارية، فانهزمت الحملة وقتل قائدها، وفي هجوم ليلي مفاجئ في عام 1928م هاجم الزرانيق بقياده شيخهم “فتيي جنيد” حامية عسكر الامام في قرية المنظر جنوب الحديدة وتم ابادتها بالكامل بالاضافه الى واقعه معركة القوقر وقد نالت شهرة واسعة لدى الكْتاب بشكلُ عام والقوقر قرية تقع شمال بيت الفقيه وتعد مفتاح مدينة بيت الفقيه وكانت المعركة في مايو 1929م وهزمت المقاومة التهامية الجيوش الإمامية هزيمة كبيرة وكبدتها خسائر فادحة وقضت على مجموعة من القادة المشهورين في الحروب الإمامية ضد العثمانيين أو القوى المحلية كما فرضت تكتيكات حربية للمقاومة التهامية لم تستخدمها من قبل كتقييد بعض المقاومين لأنفسهم بسلاسل حديدية والقتال حتى الموت وقد قتل في هذه المعركة الآلاف من الجنود التابعين للإمام والعشرات من أبناء الزرانيق، مما دفع الامام الى أرسل ولي عهده الأمير أحمد وموازرة الشيخ هادي الهيج إلى تلك المناطق على رأس جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل من «حجة وعبس وبني قيس» وبعد القصف المدفعي على قلاع وحصون بيت الفقيه وغليفقة عام 1929م تم القضاء على التمرد وهرب “الشيخ الفتيني” إلى جزيرة كمران طالباً مساعدة الحكومة البريطانية، كثيرة هي المعارك التي خاضها أبناء الزرانيق ضد الإمام يحيى وأبنائه سيوف الإسلام انتهاء الى معركة سقوط بيت الفقيه التي استبسل فيها أبناء الزرانيق والعديد من القبائل التهامية إلا أن الحشود الكبيرة للجيش الإمامي ناهيك عن تواطئ بعض أفراد هذه القبائل فلولا القصف المدفعي على المدن التهاميه وفارق التسليح النوعي لما تمكن قوات الامام من اخضاع الزرانيق وقد اورد عبدالعزيز المسعودي في كتابه القيم ” اليمن المعاصرمن القبيلة الى الدولة ” رساله احد علماء السلطة يدعى محمد بن عقيل وهو ينعت رجال الزرانيق بالكفر والخوارج فيقول ((مولا ما ابرك اليوم الذي نشر فيه تلغرافكم المبين بدخول جيوش المومنين بيت الفقية وتسليم بقية الخارجين فوالله ازاح هذا الانتصار كابوساً على قلوبنا طالما قاسيناه وكم كنت نتمنى ذلك اليوم الذي نسمع فيه بسحق الزرانيق وياليتني كنت مع الفاتحين لكنت تقربت الى الله بقتل صغارهم قبل كبارهم )) من خلال هذه الرساله يدل على الشجاعة والقوة الذي ابدتها القبائل التهامية ضد حكم الامام وشكلت تهديداً كبيراً على نظامه الامامي بل ان من مفارقه الزمن تم محاولة الاغتيال الفاشلة ضد الامام احمد في مدينة الحديدة في 1961م والذي اضعفت حكمه بشكل كبير وساعدت على انجاح الثورة السبتمبرية.
حركة المقاطره ضد حكم الائمة
في عام 1922م بدأت ثورة المقاطرة والذي قادها قبائل المقاطرة والشمايتين بقيادة الشيخ الصوفي حميد الدين الخزفار وذلك بسبب رفضهم الى السلطة المركزية والقوى المحليه المتحالفه معها ممثله بوالي الامام على تعز “علي الوزير” الذي مارسوا اشكال متعدده من اختلاس الرعية في مجال جباية الزكاه والمكوس، هذا غير ان الانتفاضه منحت الى منحى ديني فقد اتسمت بالطابع الصوفي والذي نادت الامام الى تطبيق الشريعة الاسلامية وهو فقد سلم الأتراك السلطة للامام يحيى حميد الدين وتركُ له الكثير من الاسلحة والقيادات العسكريه المرتزقة. وقد أجبر البريطانيون حينها العثمانيين على تسليم الأراضي التي كانت تحت سلطتهم للامام، وبعد ذلك بدأ الإمام يحيى بالتحرك إلى المناطق لإخضاعها لحكمه ودخلت المقاطرة ضمن أهدافه، وقد زحف عليها وكانت مبرراته التي أشاعها، كما يذكرها مؤرخ الإئمة “عبد الكريم مطهر” (( أنهم كانوا متهاونين في أمور الدين، ولم يبق لديهم منه ومن تعاليمه ما يعدون به من أهل الإسلام؛ أهملوا الصلاة وعقود الأنكحة، واصبحوا إخوان نصارى نتيجة قربهم من عدن وذهابهم إليها، ومعاشرتهم للأجانب))، وهي أسباب بحد وصفه جعلت أمير الجيش الإمامي علي الوزير يرسل إلى الإمام يحيى طالباً المدد والإذن بإصلاح تلك الجهة، وإدخالهم إلى حظيرة الطاعة فقد حَشد الأئمة لغزو المقاطرة آلاف العساكر، غالبيتهم من “أرحب ووداعة”، وبعض رعايا مشايخ اليمن الأسفل، بعد مبايعتهم لسلطة الإمام يحيى ثم نكث بوعوده كلها، واعتقل وجهاء المنطقة ومشايخها، واقتادهم حفاة مكبلين بالسلاسل من تعز إلى صنعاء ومنها إلى سجن حجة الرهيب، حيث تم إبقاؤهم هناك لأكثر من عشرين عاما معتقلين دون أي تهمة أو محاكمة.
تقدم الجيش من جميع الجهات، على قلعة المقاطرة وحصن الثميدني، وكان من فيها من المجاهدين قد أجمعوا على عدم تسليمها، صمد الثوار في قلعة المقاطرة من مشايخ آل علي سعد والشيخ الفقية حميد الدين الخزفار لمدة عامين، وكبدو جنود الإمام مئات القتلى فقد قاتلت النساء بجانب الرجال والاطفال الشيوخ الذين ارسلوا وابلا من الحجارة على روؤس جنود الامام اسفل الجبل في مقاومة مستمية حتى تم استعمال السلاح الابيض ضدهم لكن في النهاية سقطت القلعة بسبب القصف المدفعي المتواصل والقوة الضخمة الي ارسلها الامام بالاضافة الى الخيانه من الداخل والذي لعبت دورا كبيرا في القضاء على الحركة ومن يومها ينعت سكان المحليين العملاء والجواسيس بعبارة (بياع القلعة بعاس) كنايه عن تؤاطو شيوخ المنطقه في ارشاد جيش الامام الى ممر سري الى بوابة القلعه الخلفية لقاء مبلغ زهيد من المال. فقد كانت النتيجة 200 أسير، اقتيدوا صوب صنعاء ،واجبر كل واحداً منهم على ان يحمل رأس اثنين من أقاربه على عنقه حتى وصلوا الى صنعاء بعد سير على الأقدام لمدة ثلاثين يوم ليتلدد الامام برؤيتهم والروؤس متعفنه، وفي صنعاء تم إعدامهم, بينما واقتيد الشيخ الخزفار الى سجن نافع الرهيب بحجة الذي مات مسموما بداخل سجنه.
انتفاضة قبيلتي مراد وعبيدة
انتفضت قبيلتي«عبيدة ومراد» وهم سكان منطقه مارب التاريخية(سكان المشرق) وأصحاب مناجم الملح الحجري في جبال البلق في وجه الحكومة على خلفية جباية الزكاة من أرض المشرق باعتبارها أرض خراج ورفضهم لنظام الرهائن. وقاد الشيخ علي بن معيلي شيخ مشائخ عبيدة والشيخ علي بن ناصر القردعي شيخ مشائخ مراد القتال ضد الحكومة، وبعد هزيمتهما عام 1933م فرض أمير لواء ذمار سيف الإسلام “الحسن بن يحيى” على القبيلتين تسليم نوعين من الرهائن: رهائن الطاعة ورهائن العطف. في المقابل تدخل بعض شيوخ القبائل الثانوية التي لم تشارك بالحرب لدى الأمير في طلب تعيين بعض مشايخ وعرائف تلك القبائل في وظائف إدارية ثانوية داخل الحدود الجغرافية لقبائلهم وقد تم تنفيد مطلبهم.
القبيلة ونضالها الحاضر ضد الائمة الجدد
ومن خلال السرد التاريخي لنضال القبيلة اليمنية ضد سياسة التمييز العنصري والسلالي من قبل الائمة الهاشميين ليس بغريب مساندتها لثورة 26 سبتمبر 1962م فقد انتفضت قبائل حاشد وبكيل ومأرب وتهامة وتعز واب على حكم الائمة وساندت الجيش المصري في تحقيق انتصارات جليلة مكنته من السيطرة على صنعاء وعمران وهروب الامام البدر الى معقله الرئيسي لتجييش القبائل على اساس مذهبي وسلالي لمقاومة الخوارج والذي لم يستطع ان يحقق اي انجاز وقد توجت القضاء النهائي على فكرة عدم عودة الائمة لحكم اليمن في فك حصار السبعين يوما عن صنعاء في 1968م وتداعي جميع القبائل اليمنية في فك الحصار، وبعد مرور اكثر خمسين عاماً رجعت الامامية مرة اخرى الى حكم اليمن لكن بلبس جديد وقناع اخر ولكنها بنفس المحتوى والمضمون وبنفس العقلية السابقة القائمة على افضليه العرق الهاشمي في حكم البلاد ولكن بنكهه ايرانية فارسيه شيعية وهذا مو قف ضدها القبائل اليمنية الزيدية قبل الشافعية فقد قاومت قبائل حاشد المد الحوثي وانصطدمت معه بمعارك عنيفة لاكثر من خمسة اشهر في 2014م في العصيمات وخمر وعمران وقاومت قبيلة ارحب شمال العاصمة التوسع الحوثي في مناطقها حتة نفذ منها السلاح والخيانات الداخلية في القبيلة وهو نفس الاسلوب والتكتيك الذي استخدمه الامام يحيى في هزيمة اعدائه ولاننسى وقوف قبيلة قيفة ضد التمدد الحوثي ولولا الطيران الامريكي لما استطاع السيطره على جبل الثعالب على حدود رداع ودخول قرية خبزة والذي لم يدخلها الا بعد مرور شهرين.
ولا شك في أن التحالفات القبلية القائمة دليل على ضعف الدولة التي لم تستطع حماية القبائل الأخرى أو حماية كيانها العسكري مما حدا ببعض القبائل للعودة لأحلافها السابقة حفاظا على كينونتها مثل قبائل محافظتي الجوف ومأرب التي تنحدر من قبائل بكيل ومذحج، إذ عندما شعرت بخطورة جماعة الحوثي أنجزت وثيقة تحالفاتها القبلية سمتها “عهد وميثاق” ووقعتها قبائل عبيدة والأشراف بمحافظتي مأرب والجوف، وهي تفرض على جميع أبناء القبائل مساندة بعضهم بعضا وأن يكونوا يدا واحدة ضد أي اعتداء أو محاولة بث الفرقة أو فرض الهيمنة داخل أراضي القبيلة، إضافة إلى وجوب التصدي لأي اعتداء على المحافظة من أي جهة، وتجريم مَنْ يُسهّل عمليات دخول الغزاة والمخربين، وهي إشارة إلى جماعة الحوثيين”. وقد مثلت قبائل شبوة والصبيحة مثالا ساميا اخر في التصدي للخطر الحوثي من خلال اجتماع قبائلها لوقف الثأرات فيما بين فروعها وبطونها القبليه لتتفرغ بالتصدي على الخطر الاعظم وهذا ماتم بالفعل عندما تم توحد القبيلة لم يستطع الحوثي وما يمتلكه من ترسانه اسلحه للدخول الى مدينة مارب او منطقه الصبيحة علاوة على ذلك ماشهده من معارك ضاريه في المناطق الجنوبية كالضالع ولحج وابين وعدن وتعز والي ليس لديه حاضنه شعبية وخلوها من خيانات الوجهاء الاجتماعيين والمشائخ في تلك المناطق بما افشل خطه الحوثي في تمكين السيطره عليها اسوة بالمناطق الشمالية بل كبدته خسائر فادحه، فهو لم يتعلم من دروس سلفه السابقين كالامام المؤيد وماعملت به قبائل يافع وهزمت جيشه شر هزيمة حتى كاد يفنى الجيش كله، وخرجت يافع من سلطة الإمام المؤيد، ولم يجرؤ على غزوها بعد ذلك حتى أن جيشه أحجم عن غزو يافع سنة 1095هـ.
وبعد قيام عاصفة الحزم ومساندتها للحكومة الشرعية والقبائل المؤيدة لها ضد الانقلاب الحوثي بدأت تتحرك القبائل منفردة الواقعه في مناطق سيطره الحوثيين بالانتفاضة ضد سياساته ومن ابرز تلك القبائل هي القفر والعدين وعتمه ووصاب وتهامة الا ان نقص السلاح والدعم اللوجستي اثر على تلك الانتفاضات مما ساهم الحوثي في القضاء عليها بعد ماكبدته خسائر وها نحن نشهد انتفاضة قبائل حجور في حجة ضد الجماعات الكهنوتية والذي تعتبر حجرة صلبه تنكسر عليها جحافل المليشيات الحوثية فانتفاضة حجور بادرة قوية لامتداد بقية القبائل المجاورة لانتفاضه ضد الحوثي خاصة انها قريبة من معقله الرئيسي وحاضنته الشعبية ولن تنجح انتفاضة قبائل حجور الا اذا استمر الدعم وامدادها بالذخائر وفك الحصار عنها وفتح الجبهات اعلسكرية القريبة من حجور كحرض وصعده لانها تعتبر بوابة الصعود الى الجبال والمرتفات الداخلية واحكام السيطرة على حجور بمثابة السيطرة على محافظة حجة وتمهيد الطريق الى عمران بسهولة.
ختاماً ظلت القبائل اليمينة على مدى تاريخها جزء من تركيبة المجتمع اليمني وتظهر عندما تضعف سلطة الدولة ويتلاشى تأثيرها بنفوذ الدولة فهي عصية الكسر لكل من يخالفها، وسباقه في مقاومة الظلم، ورفع الاداء عن كل من يهينها ويسعى على تقزيمها،ورقم صعب في المعادلة السياسية والعسكرية في حكم اليمن.