ترامب في يومه الأخير يطلق صاعقة في الشرق الأوسط تعرض الملايين للخطر (تفاصيل)
قبائل اليمن / متابعات
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، اليوم الاثنين، إن إدارة الرئيس الامريكي ترامب تعتزم إطلاق صاعقة في الشرق الأوسط من شأنها أن تعرض حياة الملايين للخطر، حتى في يومها الأخير؛ في إشارة الى العقوبات الامريكية ضد مليشيا الحوثي الارهابية الذي سيبدأ سريانها من يوم غدا الثلاثاء.
واعتبرت الصحيفة في مقال باسم هيئة تحريرها إن توقيت التعيين ليس من قبيل الصدفة.
وبدلاً من ذلك ، يبدو أنه جزء من جهد ساخر لإفشال قدرة بايدن على تخفيف أزمات الشرق الأوسط وإعادة ضبط السياسة الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك ، لا شك أن بومبيو لديه عين على مستقبله السياسي ورغبته الذاتية في جعل بايدن يبدو ضعيفًا تجاه إيران ، التي تدعم الحوثيين.
و أعلن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، الأسبوع الماضي أن واشنطن ستصنف حركة الحوثيين المتمردة في اليمن منظمة إرهابية أجنبية في اليوم السابق لتنصيب جو بايدن.
وحذرت الأمم المتحدة وخبراء آخرون من أن هذه الخطوة تهدد بدخول البلاد في مجاعة على نطاق لم يشهده منذ كارثة الثمانينيات في إثيوبيا.
وقال بومبيو إن التصنيف سيوفر “أدوات” لمواجهة النشاط الإرهابي و “تعزيز الجهود” لتحقيق يمن سلمي وموحد.
لكنه عمل غير مسؤول سيعقد جهود الأمم المتحدة للتوسط في حل حرب اليمن ويزيد من معاناة الملايين في بلد دمرته قرابة ست سنوات من الصراع؛ بحسب الصحيفة.
وذكرت بإنها ليست القنبلة اليدوية الوحيدة المتعلقة بالسياسة الخارجية التي أطلقتها إدارة ترامب خلال الفترة الانتقالية المضطربة في الولايات المتحدة .
بعد خسارة انتخابات نوفمبر، أزعج الرئيس دونالد ترامب سنوات من السياسة الأمريكية من خلال الاعتراف بسيادة المغرب على الأراضي المتنازع عليها في الصحراء الغربية.
كان ذلك جزءًا من صفقة فاضحة وافقت الرباط بموجبها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
في هذا الشهر، أعلن بومبيو أن كوبا دولة راعية للإرهاب، ورفع القيود طويلة الأمد التي تحد من العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع تايوان، الأمر الذي سيثير غضب بكين في الوقت الذي يستقر فيه بايدن في البيت الأبيض.
وأضافت: لكن اليمن هو المكان الذي من المرجح أن يكون لأعمال إدارة ترامب النهائية فيها عواقب فورية ومدمرة.
إذ كانت البلاد في حالة حرب منذ أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وأجبروا الحكومة على النزوح في أوائل عام 2015.
ثم شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لمحاربة المتمردين.
والنتيجة هي صراع مأساوي قد تكون جميع الأطراف قد ارتكبت فيه جرائم حرب، وفقا لفريق خبراء الأمم المتحدة.
وتابعت الصحيفة: يقوم الحوثيون بتجنيد الأطفال وإعاقة عمل وكالات الإغاثة ومهاجمة المملكة العربية السعودية بالصواريخ والطائرات بدون طيار التي تعلن الرياض وواشنطن أن إيران تزودها بها.
لكن من المرجح أن يدفعهم التصنيف إلى الاقتراب من طهران ويخاطر بتصلب مواقف الحوثيين والحكومة المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وأشارت الصحيفة الى أنه يمكن أن تكون العواقب الإنسانية مروعة.
وتحذر الأمم المتحدة من أن هذه الخطوة ستخنق تدفق الغذاء إلى الدولة التي تعتمد على الاستيراد وتعقد عمل وكالات الإغاثة المنقذة للحياة.
ويخشى التجار، الذين يستوردون جميع أغذية اليمن تقريبًا، من أن المصرفيين والشاحنين وشركات التأمين سيرفضون التعامل معهم خوفًا من العقوبات الأمريكية.
ويسيطر الحوثيون على الشمال المكتظ بالسكان والميناء الرئيسي بمحافظة الحديدة.
وهناك تقارير عن الشراء بدافع الذعر مع تزايد المخاوف من ارتفاع الأسعار، ما يدفع بتكاليف الطعام إلى أبعد من إمكانيات معظم الناس.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 16 مليون يمني يعانون بالفعل من الجوع و 50 ألف “يتضورون جوعاً حتى الموت”؛ وفقا للصحيفة.
وحثت الصحيفة الرئيس الامريكي جو بايدن على إنهاء التصنيف كأولوية وإنهاء حماقة سلفه الخطيرة، و إن أفضل طريقة لإنكار تهديد الحوثيين وتخفيف معاناة اليمنيين هي إلقاء ثقل الولايات المتحدة وراء الجهود الدبلوماسية لإقناع جميع الأطراف بوقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية.
واعتبرت إن فرض عقاب جماعي على أمة ممزقة وإحداث مجاعة سيكون كارثيًا للجميع.